سمعة بريطانيا ملوثة

أيقونة الصحافة البريطانية
أبرزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم إدانة الجنود البريطانيين في فضيحة تعذيب المعتقلين العراقيين، فقد وصفتها بأنها تلويث لسمعة الجيش وبريطانيا برمتها، وسلطت الضوء على انخراط عائلة بوش في عقود من العراق فضلا عن اتباع أساليب جديدة في محاولة القبض على أسامة بن لادن.
 
سمعة بريطانيا
ذكرت إندبندنت أن سمعة القوات العسكرية البريطانية باتت في حالة حرجة عقب إدانة جنديين بإساءة معاملة قاسية ومثيرة للاشمئزاز بحق المعتقلين في العراق.
 
وقالت الصحيفة إن إدانة مارك كولي ودانيال كينيون في محكمة عسكرية بألمانيا جاءت بعد اعتراف زميليهما غاري بارتلام ودارين لاركن بالتهم  الموجهة إليهم بما وصفت بفضيحة أبو غريب.
 
ونقلت عن المدعي قوله "إن أعمالكم هذه والمسؤولين عنها جميعا لوثت سمعة الجيش البريطاني العالمية وحتى الشعب البريطاني إلى حد ما".
 
وأضاف "مما لا شك فيه فإنها أيضا تعوق جهود أولئك الذين يضحون ويجازفون بحياتهم في منطقة الخليج لتحقيق الأمن والاستقرار".
 
وفي الإطار كتبت ديلي تلغراف تقول إن المتهمين بفضيحة التعذيب هذه قد يجردون من رتبهم العسكرية أو يتلقون أحكاما بالسجن لمدة عامين وبالتالي تسريحهم من الجيش. 
 
وأوضحت الصحيفة أن الإخفاق في التحقيق الذي دام أكثر من 20 شهرا بحثا عن المتورطين في إرغام العراقيين على القيام بالأعمال الجنسية بات محل انتقاد.
 
وترجح أن يعم الغضب إذ أن الضباط الذين انخرطوا في هذه العمليات غير القانونية للقبض على اللصوص وتعريضهم لأوقات عصيبة من التعذيب لم يتم توجيه أي  اتهام إليهم، بل وعلى العكس من ذلك فقد حصلوا على ترقيات في عملهم.
 
قانونية الحرب

"
رأيي الحقيقي والمستقل هو أن العمل العسكري  في العراق قانوني ولكن في إطار قرارات مجلس الأمن
"
سميث/إندبندنت

ذكرت إندبندنت أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تعرض لضغوط جديدة تتعلق بضرورة نشر الاستشارة القانونية التي على إثرها ذهب ببريطانيا إلى الحرب، وذلك عقب أن طفت على السطح شكوك حول رأي النائب العام اللورد غولد سميث.

 
وقالت إن إعادة فتح الجدل جاء بناء على مزاعم تفيد بأن تصريح سميث الذي يتبنى الخيار العسكري قد تم تلخيصه في مقر رئيس الوزراء (داوننغ ستريت) وليس من قبله.
 
ونقلت الصحيفة عن الوزير البريطاني الذي استقال بسبب الحرب على العراق روبن كوك قوله "على الحكومة أن تنشر رأي النائب العام المكتوب حيث قال: إذا كان ذلك صحيحا فإن الأمر منذر بالخطر لأننا أبلغنا أنه ليس ثمة رأي آخر من قبل النائب العام".
 
أما سميث فقال إن "رأيي الحقيقي والمستقل هو أن العمل العسكري قانوني ولكن في إطار قرارات مجلس الأمن".
 
عم بوش

كماأفادت إندبندنت أن الحرب على العراق أفرزت الكثيرين ممن استفادوا أو خسروا فيها، ومن هؤلاء الذين فازوا بمكاسب تسترعي الانتباه أحد أقرباء الرئيس الأميركي جورج بوش وهو عمه بكي بوش.

 
وتذكر الصحيفة أن بكي حاز على منصب كبير في شركة ESSI التي حصلت على عقود من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتجهيز الجيش بمختلف المعدات في العراق، ومنها عقد بقيمة 49 مليون دولار وآخر بقيمة 18 مليونا للخدمات السلكية واللاسلكية.
 
وقد صرح البنتاغون أن عقودا تصل  قيمتها إلى 158 مليون دولار حصلت عليها شركة ESSI عام 2002.
 
وكانت أسهم ESSI قد حققت رقما قياسيا الشهر الماضي حيث وصلت إلى 60.39 دولارا للسهم الواحد، وقد باع بكي بوش ما قيمته 450 ألف دولار.
 
وتفيد أن هذه الواقعة ما هي إلا تفسير جلي للتكلفة الباهظة الثمن التي  تكبدتها البلاد في الشأن العراقي وبلغت خمسة مليارات دولار في الشهر الواحد.
 
وأوضحت إندبندنت أن بعض الديمقراطيين تذمروا من أن عائلة بوش وأعوانهم حصلوا على امتيازات حقيقية للوصول الحر إلى شؤون العمل، خلافا للرئيس السابق بيل كلينتون الذي اتهم بتورطه في فضيحة وايت ووتر ومني فيها بخسائر كبيرة.
 
مفارقات غريبة

"
من المفارقات الغريبة أن يعتمد زعيم الأكراد جلال طالباني الذي كان يعتبر خارجا على القانون مصير صدام حسين
"
تايمز

قالت تايمز إن من المفارقات الغريبة أن يتحكم زعيم الأكراد جلال طالباني الذي كان يعتبر خارجا على القانون في مصير صدام حسين.

 
وأضافت أن العداوة بين  الرجلين قائمة منذ أن أصدر صدام عفوا عاما عن الأكراد ما عدا طالباني.
 
وفي مقابلة للصحيفة معه أوضح بصدد التصديق على إعدام صدام أنه إذا ما أصبح رئيسا للعراق فإن ثمة مشكلة قائمة وهي أنه وقع على وثيقة دولية تدين الإعدامات مشيرا إلى أنه قادر على حل هذه المسألة.
 
وأشارت إلى أن ثمة مفارقات غريبة تنطوي على احتمالية وصوله إلى السلطة في بلد كان يكافح من أجل الهروب منه.
 
ولدى سؤاله عن الاستقلال قال إن أي كردي يطمح إلى ذلك ولكن الوقت الآن لا يسمح بأي تشرذم للعراق.
 
وأكد طالباني أهمية صب الجهود في الوقت الراهن على تحقيق الازدهار وتطوير الاقتصاد.
 
وأفادت الصحيفة أن طالباني وضع شروطا لقبوله الرئاسة وهي الفيدرالية للأراضي الكردية ومغادرة كافة العرب الذين بعثهم صدام لمدينة كركوك الغنية بالبترول.
 
أما عن ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء، فتحفظ طالباني عليه قائلا "إن الأكراد لن يتعاملوا مع حكومة شيعية حتى تدعم الديمقراطية والفيدرالية".
 
ورفض طالباني أي حكومة دينية معتبرا ذلك "خطا أحمر" مشيرا إلى "أننا لن نعيش ضمن حكومة إسلامية مع أننا نحترم الإسلام الذي هو ديننا وهويتنا".
 
وتنقل الصحيفة وصف صحيفة كردستانية مستقلة (حولاتي) بأن طالباني يأتي ما بين الفاشستي والليبرالي، وقالت في افتتاحيتها "تستطيع أن ترى ملامح الاستبداد وقدرة التحمل معا في شخصه، وهو سياسي فذ وذكي ورجل إرادة".

سياسة جديدة

ذكرت غارديان أن الولايات المتحدة الأميركية تحولت إلى استخدام أساليب أخرى للقبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعيدا عن التجسس وإطلاق النار عقب إخفاق كل هذه المحاولات.
 
وقالت الصحيفة إن واشنطن لجأت إلى الإعلانات التلفزيونية في باكستان لتخاطب بها قلوب الجماهير، مشيرة إلى إعلان المكافآت المادية والتي تصل إلى 25 مليون دولار لمن يدلي بأي شهادات تفيد بالقبض عليه.  
المصدر : الصحافة البريطانية