دروس بريطانية من بالي

أيقونة الصحافة البريطانية

ركزت افتتاحيات معظم الصحف البريطانية اليوم الاثنين على تفجيرات بالي ودعت الحكومة البريطانية لتلقي الدروس من تلك التفجيرات، كما تناولت الدعاية الإعلامية التي تنفذها مليشيات البصرة ضد البريطانيين، فضلا عن الشعور الذي ينتاب أنصار المحافظين في غياب القادة الأشداء.

"
الدرس الأول للحكومة البريطانية من تفجيرات بالي هو أخذ تحذيرات قادة الأمن البريطانيين باحتمال تعرض البلاد لهجمات إرهابية، على محمل الجد
"
ذي غارديان

دروس من بالي
تحت عنوان "دروس بريطانية من بالي" خصصت صحيفة ذي غارديان افتتاحيتها للحديث عن الدروس التي يتعين على بريطانيا أن تدركها إثر التفجيرات التي هزت جزيرة بالي الإندونيسية.

وفي مستهل افتتاحيتها ذكرت الصحيفة أن وزير السياحة كريس ريان الذي نجا من التفجيرات، اختار الجزيرة لتكون منتجعا له قائلا "لم أكن أعلم أن مثل تلك الحوادث ستتكرر ثانية"، مشيرة إلى أنه كان يجهل أن إندونيسيا لديها تحذيرات من أستراليا باحتمال وقوع هجمات على أيدي جماعات إسلامية.

وتساءلت الصحيفة عن سبب إخفاق وزارة الخارجية البريطانية في اتباع تحذيرات الحكومة الأسترالية من مغبة وقوع هجمات وشيكة، مضيفة أن الدرس الأول هو أخذ تحذيرات قادة الأمن البريطانيين باحتمال تعرض البلاد لهجمات إرهابية على محمل الجد.

فكل ما قامت به الحكومة منذ تفجيرات لندن هو السعي وراء تنصيب متحدثين رسميين للأحزاب الثلاثة بهدف توطيد قوانين الإرهاب المحكمة أصلا، للتأكيد على الإجماع الوطني.

وقالت الصحيفة إن الأخطاء التي وقع فيها رئيس الوزراء توني بلير تتمثل في التوصل إلى خطة تشتمل على 12 بندا ضد الإرهاب في أغسطس/آب دون إجراء أي مشاورات مع الأحزاب المعارضة، وكذلك السعي لتوسيع سلطة الشرطة لتصل إلى من هم غير إرهابيين.

"
رغم أن حصيلة القتلى في تفجيرات بالي كانت أقل من سابقتها فإن عواقب هذا الهجوم قد تجر وبالا على مستقبل بالي
"
ذي إندبندنت

وفي هذا الإطار قالت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتها إن المشاهد التي تلت تفجيرات بالي يوم السبت كانت مألوفة وشبيهة بتلك التي وقعت قبل ثلاث سنوات، مشيرة إلى أنه رغم أن حصيلة القتلى كانت أقل من سابقتها فإن عواقب هذا الهجوم قد تجر وبالا على مستقبل بالي.

وأعربت الصحيفة عن خيبة أملها من ردة فعل القادة في بريطانيا والولايات المتحدة اللتين هرعتا إلى ربط تلك الهجمات بحربهم على الإرهاب.

أما صحيفة تايمز فقالت إن دائرة الإرهاب في إندونيسيا والتعاطي معه يعد اختبارا حقيقيا للديمقراطية، مشيرة إلى أن التحدي الذي يواجه البلاد هو كبح جماح المتطرفين دون أن تصنع منهم شهداء أو تزيد أتباعهم تطرفا.

ودعت الصحيفة الحكومة الإندونيسية إلى المضي في إصلاح جهاز الأمن سيئ الصيت، وحثت في الوقت ذاته المجتمع الدولي على تقديم الدعم لتلك البلاد، مشيرة إلى أن القضاء على الإرهاب سيقع كاهله في نهاية المطاف على إندونيسيا.

دعاية مضادة

"
الدعاية الإعلامية المضادة التي تقوم بها مليشيات البصرة في العراق قوضت جهود البريطانيين الرامية لتحقيق الفوز هناك
"
ديلي تلغراف

أوردت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا تقول فيه إن الدعاية الإعلامية المضادة التي تقوم بها مليشيات البصرة بالعراق قوضت جهود البريطانيين الرامية لتحقيق الفوز هناك.

وقالت الصحيفة إن الصورة المزخرفة للبريطانيين تلاشت وحلت محلها مشاعر العداء لهم في الشوارع والمحال التجارية عقب حادثة إنقاذ البريطانيين لجنديين احتجزا لدى القوات العراقية في البصرة.

وعزت الصحيفة هذا التلاشي للمليشيات الموالية لرجال الدين في البصرة إلى استخدام "الإرهاب" و"القتل" لفرض إرادتهم على قوات الشرطة في البصرة، مشيرة إلى أن لديهم آلة دعاية أكثر فعالية من البريطانيين.

وألمحت إلى أن الحرب من أجل كسب عقول وقلوب المواطنين باتت أكثر تعقيدا، عازية ذلك لتدريب المخابرات الإيرانية للمليشيات، حيث أفاد مصدر رفيع المستوى في البصرة أن عدد العملاء الإيرانيين يفوق عدد الجنود البريطانيين في البصرة.

غياب القادة
وفي شأن داخلي أظهر استطلاع للرأي خاص بصحيفة تايمز أن ثلاثة أرباع المؤيدين لحزب المحافظين يعتقدون أن منافسة خلافة مايكل هوارد للحزب تبين أن الحزب يفتقر إلى القادة الأشداء.

وتبين من خلال الاستطلاع أن أربعة من خمسة يعتقدون أن الحزب يعوزه القادة الجيدون، وهذا يظهر حجم العمل الذي سيواجهه الفائز في السادس من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

المصدر : الصحافة البريطانية