شرخ القمة يتصاعد

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم في معظمها نشر تفاصيل جديدة عن القمة العربية التي عقدت في منتجع شرم الشيخ أول أمس وتعرضت لشرخ جديد في العلاقات العربية العربية بين السعودية ودول الخليج من جهة وليبيا من جهة أخرى بعد المشادة الحامية بين الأمير عبد الله والعقيد القذافي.

شرخ القمة


ما حدث في القمة بأنه كان إعلانا لنهاية عصر قديم وبداية عهد جديد للعلاقات العربية العربية وعصر المجاملات بعد المشادة بين الأمير عبدالله والقذافي

الشرق الأوسط

مرة أخرى نعود إلى القمة العربية حيث تطرقت صحيفة الشرق الأوسط إلى المشادة التي حدثت بين الزعيم الليبي معمر القذافي وولي العهد السعودي الأمير عبد الله نقلا عن مصدر سعودي رفيع المستوى وصف ما حدث في القمة بأنه كان إعلانا لنهاية عصر قديم وبداية عهد جديد للعلاقات العربية العربية.

وشدد المصدر على أن عصر المجاملات انتهى مشيرا بذلك إلى ما حدث عندما تصدى الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي بالرد على الزعيم الليبي معمر القذافي.

وأضاف أن العهد العربي الجديد لم يعد يقبل مزيدا من المزايدات والشعارات البالية التي أدت إلى ما وصل إليه العرب. ووصف المصدر العقيد القذافي بأنه لم يكن له ذات يوم أي وقفة جادة تجاه لم الشمل العربي، وأنه خرج من المؤتمر معزولا أكثر من أي وقت مضى.

من جانبها واصلت الصحف الكويتية كيل الاتهامات للأمين العام للجامعة العربية، فقالت الوطن إن الأمين العام للجامعة سمح بإجهاض مبادرة الإمارات العربية المتحدة الداعية لتنحي الرئيس العراقي خلال أسبوعين لتفادي الحرب على العراق بمشاركة لبنان وسوريا واليمن وليبيا والعراق وتونس في هذه الخطوة.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية إن كل القادة كانوا على علم بالمبادرة ووزعها الأمين العام دون أن يلفت النظر إليها متجاهلا ما جاء فيها، علما بأن الإمارات قدمت المبادرة بعد أن استشفت من خلال الزيارات التي قام بها زعماء عرب ومسؤولون إلى الإمارات أنها حازت على إجماع عربي.

قمة المهازل
صحيفة القدس العربي علقت في افتتاحيتها على القمة بعنوان قاس هو "قمة المهازل" العربية واصفة جلسات القمة بأنها أشبه بسيرك هزلي ولكنه غير مضحك.

وقالت الصحيفة "لم يخطر ببالنا مطلقا أن ينحدر مستوى الحوار بين زعماء عرب إلى هذا المستوى غير اللائق وتبادل اتهامات بالعمالة والكذب بطريقة لا تحدث في الأزقة والحواري الشعبية الخارجة عن القانون والعرف والأخلاق".

فبعد هذا المشهد المأساوي بهذا السقوط المريع لزعماء عرب في مستنقع تبادل الاتهامات والشتائم بتنا نعرف أسباب انحدار الإعلام العربي الرسمي ومصدر وحي هذا الإعلام والأدوات التي تحركه.

وتتابع الصحيفة بالقول "يصعب علينا أن نفهم الأسباب التي دفعت ولي العهد السعودي إلى الخروج عن طوره وكيل الاتهامات للعقيد القذافي الذي كان وللحق مهذبا ومنضبطا ويتحدث بطريقة علمية سردية لوقائع تاريخية موثقة عن ظروف تدفق القوات الأميركية إلى الجزيرة العربية".

من المؤكد أن أمة يقرر مصيرها ويبت في قضاياها زعماء على هذا المستوى تتجه نحو الفناء والانهيار بسرعة خيالية، ولا غرو إذا أسقطها العالم وأسقط وزعماءها من كل حساباته وتعامل معها ككم مهمل أو بالأحرى كجثة هامدة.

دعوة أميركية


وزير الخارجية الأميركي كولن باول طلب من الأمين العام للجامعة خلال اتصال بينهما أن ينقل للقادة العرب دعوة الرئيس العراقي للتنحي وإدراج هذا البند في البيان الختامي، وإن نفى موسى ما دار في المكالمة مع باول

الوطن الكويتية

وكشفت الصحيفة تفاصيل أكثر حساسية منها أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول طلب من الأمين العام للجامعة خلال اتصال بينهما أن ينقل للقادة العرب دعوة الرئيس العراقي للتنحي وإدراج هذا البند في البيان الختامي، وإن نفى موسى ما دار في المكالمة مع باول.

وإلى صحيفة الأهرام التي نشرت تصريحات للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أكد فيها مدى الحاجة الملحة إلي عقد قمة عربية أخرى‏ "تستكمل العمل والإنجاز المهم الذي حققته القمة العادية العاجلة‏‏ التي عقدت في شرم الشيخ أمس الأول‏".

‏وقال إن القمة الجديدة ستكون قمة مستأنفة،‏ وامتدادا لقمة شرم الشيخ‏ مشيرا إلى أن القمة المطلوبة سيكون عليها متابعة آلية الحركة التي أقرتها القمة الأخيرة‏ المتمثلة في مهمة اللجنة المكلفة إجراء اتصالات عاجلة بأطراف الأزمة العراقية‏.

وأوضح أنه سيكون من مهام القمة المستأنفة أيضا إعادة تقويم الوضع في ضوء ما ستقوم به اللجنة ونتائج اتصالاتها‏،‏ وكذلك متابعة الجهود لإيجاد حلول جذرية للقضية الفلسطينية‏،‏ بالإضافة إلى القضايا الاقتصادية العربية‏.‏

وفي موضوع أخر كشفت صحيفة الرأي العام الكويتية نقلا عن مسؤولين أميركيين أن القوات الجوية الأميركية الموجودة في الخليج شنت مؤخرا غارات على منصات صواريخ أرض – أرض عراقية نشرت قرب الحدود الكويتية كانت قادرة على أن تطال مدينة الكويت، خشية أن تشكل تهديدا لقوة التدخل الأميركية وللكويت وللمعارضة العراقية.

وفي الإطار نفسه نقلت الصحيفة عن طيارين أميركيين أن مقاتلاتهم استعدت في غضون دقيقتين لإطلاق النار على مقاتلة عراقية من طراز ميغ 25 بعد أن تسللت إلى المجال الجوي السعودي، وأن الطائرات العراقية باتت تمثل تهديدا واضحا للقوات الأميركية، وأن محاولة التسلل هذه تبين استعداد بغداد للمخاطرة لاختبار القوات التي تقودها الولايات المتحدة.

وفي موضوع آخر أبرزت صحيفة الرياض السعودية استغراب سفارة المملكة في واشنطن من وسائل الإعلام الأميركية التي توجه أسئلة ذات توجه معين كلما ألقي القبض على مواطن سعودي في الولايات المتحدة، تدور فحواها عما إذا كانت الحكومة السعودية أو السفارة أو السفير السعودي قدم أي دعم مادي لذلك المواطن أو ساعده في علاجه أو في دراسته.

ويوضح نائب السفير السعودي في واشنطن للصحيفة أن كل مواطن سعودي سيلقى كل الاهتمام والرعاية من سفارته في أي مكان في العالم مشيرا إلى أن الطالب السعودي عمر الحصين الذي ألقي القبض عليه مؤخرا بتهمة تقديم معلومات خاطئة عند تقديم طلب الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة واتهامه بتقديم مساعدات مالية للتجمع الإسلامي في أميركا الشمالية كان يدرس على نفقة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التقنية وكان من الطلبة المتفوقين.

المصدر : الصحافة العربية