عام التوقعات الصعبة

اهتمت افتتاحيات الصحف العربية الصادرة اليوم في معظمها بالحديث عن استقبال العام الجديد، فقالت الشرق الأوسط في مقالها الافتتاحي إن كل المؤشرات تفيد بأن عام 2003 سيكون عاما صعبا آخر بالنسبة للدول العربية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وكل تصريحات المسؤولين العرب بما في ذلك الجامعة العربية تسير في خط التشاؤم بالنسبة إلى إيجاد حلول أو حدوث تقدم في أهم ملفين يواجههما العرب، وهما الأزمة العراقية وقضية السلام في الشرق الأوسط.

قمة الأحداث


الربع الأول من العام سيكون قمة الأحداث مع توقعات نشوب الحرب على العراق والتي ستلقي بظلالها على المنطقة

الشرق الأوسط

وتضيف الصحيفة أن الربع الأول من العام سيكون قمة الأحداث مع توقعات نشوب الحرب على العراق والتي ستلقي بظلالها على المنطقة. وتقول: لا أحد يعلم كيف ستكون تداعياتها أو إلى أين ستنتهي. ومن ناحية أخرى فإن النتيجة المتوقعة للانتخابات الإسرائيلية هي أن المعسكر المتشدد الذي لا يريد السلام ستكون له الغلبة.

أما صحيفة الحياة فقالت تحت عنوان "بوش وبن لادن وصدام في امتحان 2003": إن السنة الجديدة تنطلق بلا أسرار, سنة اضطراب كبير وحروب كثيرة, وستكرر الصحف والشاشات أسماء ثلاثة رجال سيتحاربون بلا رحمة, حيث لم يعد واردا تنظيم التعايش بينهم على قاعدة هدنة أو صيغة عدم اعتداء.

الاسم الأول -حسب الصحيفة- هو زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقالت إنه يكفي أن يبقى حيا ليظل هاجسا يلازم سيد البيت الأبيض وجنرالات الجيش وقادة أجهزة الاستخبارات, فمن كهف ما في بلاد ما يستطيع هذا الرجل إقلاق العالم وتكبيده خسائر باهظة بمجرد تفجير عبوات بسيطة التكاليف.

ووتضيف الصحيفة: لن يستطيع بن لادن حسم الحرب أو كسبها لكنه قادر على إبقائها مفتوحة وجوالة من آسيا إلى أفريقيا ومن العالم العربي إلى أماكن انتشار الجاليات الإسلامية في الغرب. أما الاسم الثاني فهو الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يستعد لشن هجوم كاسح على العراق، في حين أن الثالث هو بالطبع الرئيس العراقي صدام حسين.

وجاءت افتتاحية صحيفة القدس العربي التي كتبها رئيس تحريرها عبد الباري عطوان مختلفة قليلا حيث قال إن "الأنظمة العربية تعيش حاليا مأزقا خطيرا تزداد حدته مع اقتراب موعد العدوان الأميركي على العراق وتراجع فرص الحلول الأخرى".

ويضيف أن "نجاح العدوان في تحقيق أغراضه -لا قدر الله- سيضعها (الدول العربية) في موقف حرج للغاية أمام أميركا من ناحية وشعوبها من ناحية أخرى. وفشل العدوان أو مواجهته بمقاومة عراقية شرسة يعني هز استقرارها وتفجير ثورات شعبية ضدها باعتبارها متواطئة ومتورطة سرا إن لم يكن علنا مع هذا العدوان".

ويستطرد عطوان قائلا إن "النظام العربي الرسمي الحالي يعيش في غرفة العناية المركزة وميؤوس من نجاته، وحتى إن كتبت له النجاة فلن يعمر طويلا لأن أدواته التي حافظت على وجوده في قمة السلطة طوال الخمسين عاما الماضية باتت قديمة ومتآكلة ولا تصلح للمرحلة المقبلة مرحلة الديمقراطية وحقوق الإنسان والقضاء المستقل والشفافية المالية، سواء جاءت هذه المرحلة بضغط شعبي أو بفرض أميركي".


الوضع في فلسطين يحتاج أولا إلى التهدئة وبعدها تبدأ المفاوضات المباشرة‏,‏ فالمنطقة في حاجة إلى تجاوز الوضع الراهن لأن فيه مخاطر كثيرة‏

الأهرام

تهدئة في فلسطين
صحيفة الأهرام المصرية أجرت مقابلة مع الرئيس حسني مبارك تحدث فيها عن الوضعين الداخلي والعربي. وقال إن الوضع في فلسطين يحتاج أولا إلى التهدئة وبعدها تبدأ المفاوضات المباشرة‏,‏ فالمنطقة في حاجة إلى تجاوز الوضع الراهن لأن فيه مخاطر كثيرة‏,‏ والمفاوضات المباشرة هي المخرج للتوصل إلى معاهدة سلام ترضي الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي‏.

وبشأن العراق أعرب الرئيس مبارك عن تمنياته للعام الجديد بأن تستمر بغداد في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ‏1441‏ وألا يعطي فرصة أو ذريعة أو حجة لاندلاع الحرب‏,‏ وهذا يتحقق بتجاوبه الكامل مع المفتشين الدوليين بالإضافة إلى إثباته أنه بالفعل لا يمتلك أي أسلحة دمار شامل‏.

المصدر : الصحافة العربية