الانتفاضة تؤتي ثمارها

تنوعت اهتمامات الصحف العالمية الصادرة اليوم في تناولها للقضايا ذات الصلة بالشأن العربي, وخاصة الحملة الأميركية على بغداد وتأثير الانتفاضة على إسرائيل وجدواها وغضب عائلات ضحايا الهجوم على طائرة فرنسية عام 1989 من تقارب العلاقات بين فرنسا وليبيا.

حقيقة أهداف واشنطن


فشل الولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات شديدة ضد كوريا الشمالية بعد اعترافها بحيازة برنامج تسلح نووي يكشف النوايا الحقيقية لواشنطن باستهداف العراق

طارق عزيز- نيويورك تايمز

أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى تصريحات طارق عزيز نائب الرئيس العراقي, وقد ذكر فيها أن فشل واشنطن في اتخاذ إجراءات شديدة ضد كوريا الشمالية بعد اعترافها بحيازة برنامج تسلح نووي يكشف النوايا الحقيقية لأميركا باستهداف العراق.

فقد قال عزيز في مقابلة صحفية إن واشنطن أثبتت نواياها بعدما أبلغت بيونغ يانغ مسؤولا أميركيا رفيعا بمضمون برنامجها السري, ومع ذلك لم تتخذ واشنطن أي إجراء بحقها.

وتساءل عزيز: لماذا لم تطالب الولايات المتحدة بإرسال فرق تفتيش لكوريا الشمالية بنفس الطريقة التي تطالب بها تفتيش بغداد رغم اكتشاف برنامجها السري للتسلح النووي؟ ويجيب بأن السبب لأنه ليس في كوريا الشمالية نفط أو إسرائيل.

العامل الحقيقي وراء انتهاج واشنطن لهذه السياسة العدائية نحو بغداد ليس قلقها من برامج التسلح النووي المزعومة بل النفط وإسرائيل, على حد قول الوزير العراقي.

الحرب الجميلة
صحيفة لوفيغارو الفرنسية تحدثت من جانبها عن حرب ضد العراق تصفها الولايات المتحدة بأنها ستكون حربا جميلة هدفها إزاحة صدام حسين من السلطة وإقامة تحالف مع عراق جديد تسود فيه الديمقراطية، ولكن هل ستكون الحرب نزهة كما تتخيلها الولايات المتحدة؟


مشاة البحرية الأميركية لديهم خبرة في حروب الشوارع, ولكن في العراق ليس لديهم رجال آليون لتحديد الطرق والمخابئ والاستيلاء على المعاقل العسكرية, إذا كانوا يريدون السيطرة على مدينة عراقية عليهم تدميرها بالكامل

لوفيغارو

وفي هذا الإطار تورد الصحيفة عدة عوامل لعدم نجاح الحرب على العراق من بينها أنها حرب معقدة بأهداف خيالية، وأن الرئيس العراقي لن يجلس منتظرا وصول القوات الأميركية إليه، بل إنه سيختبئ وسينتشر رجاله بين الناس ليتحولوا إلى مليشيات تهاجم القوات الأميركية من كل صوب.

وتشير لوفيغارو إلى أن الولايات المتحدة مع أو بدون قرار من الأمم المتحدة، عازمة على شن الحرب ضد العراق، وأن موعدها سيكون بعد نهاية شهر رمضان أي في الخامس من ديسمبر المقبل، حيث سيكون الطقس ملائما لبدء الحرب.

وتضيف بأن الوقت بات عاملا حاسما في ضرورة شن الحرب، بعد أن أخذ تنظيم القاعدة زمام المبادرة عبر هجمات امتدت من الفلبين إلى اليمن ومن إندونيسيا إلى الكويت.

وتتابع الصحيفة بأن مشاة البحرية الأميركية لديهم خبرة في حروب الشوارع, ولكن في العراق ليس لديهم رجال آليون لتحديد الطرق والمخابئ والاستيلاء على المعاقل العسكرية, إذا كانوا يريدون السيطرة على مدينة عراقية عليهم تدميرها بالكامل.

ثمار الانتفاضة
كما كشفت صحيفة غارديان البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون يضغط على واشنطن للحصول على معونة طوارئ تقدر بمليارات الدولارات, لمواجهة الكساد الاقتصادي الذي نجم عن عامين من الانتفاضة الفلسطينية.

وأشارت إلى أن الانتفاضة أدت إلى وصول الاقتصاد الإسرائيلي إلى أسوأ حالة كساد منذ 25 عاما, حيث شهدت انهيار الاستثمار الأجنبي والسياحة, وفقد العملة لقيمتها شهرا بعد آخر, وارتفاع معدل البطالة إلى 10%, وإحجام الكثيرين عن ارتياد مراكز التسوق التي تجذب منفذي العمليات الفدائية, كما باءت بالفشل محاولات الحكومة احتواء الخسائر بإجراء استقطاعات في الموازنة وزيادة الضرائب وغيرها.

حالة من التجمد دفعت إلى إضراب في القطاع العام أدى بدوره إلى تعطيل خدمات رئيسية, حيث تجد شوارع تل أبيب والمدن الرئيسية الأخرى مليئة بالقمامة فيما إسرائيل مقدمة على الانتخابات العام المقبل.


محمد دحلان أسدى نصيحته إلى عرفات بضرورة إنهاء الانتفاضة المسلحة والتخلي عنها, مشددا على أن الانتفاضة وسيلة وليست هدفا بحد ذاته

واشنطن تايمز

وفي سياق آخر, تنقل صحيفة واشنطن تايمز الأميركية عن محمد دحلان رئيس الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة اتهامه القيادة الفلسطينية بالتخبط, كاشفا النقاب عن تقرير مكتوب قدمه شخصيا للرئيس ياسر عرفات عقب هجمات 11 سبتمبر يشير فيه إلى أنه أسدى نصيحته إلى عرفات بضرورة إنهاء الانتفاضة المسلحة والتخلي عنها, مشددا على أن الانتفاضة وسيلة وليست هدفا بحد ذاته.

واقترح دحلان على عرفات التحول إلى انتفاضة شعبية والتخلي عن النشاطات المسلحة, ومرجعا عدم تحقيق ذلك لعدم وجود قيادة لديها الشجاعة الكافية للإقدام على مثل هذه الخطوة.

التقارب الفرنسي الليبي
وفي موضوع ليبي, تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية عن غضب في أوساط عائلات ضحايا الهجوم على طائرة فرنسية عام 1989 في النيجر أدى في حينها إلى مقتل 53 فرنسيا.

وسبب الغضب التقارب المتسارع في العلاقات بين فرنسا وليبيا التي اتهمت بتدبير الحادث آنذاك، وتمت ترجمة هذا التقارب من خلال الاجتماع الذي عقد يوم أمس للجنة العليا الليبية الفرنسية.


التقارب الليبي الفرنسي أزعج عائلات الضحايا الفرنسيين وأقارب الضحايا من البريطانيين والإيطاليين على حد سواء

لوموند

وتضيف لوموند أن الاجتماع يأتي بعد عشرين سنة من تأرجح العلاقات بين باريس وطرابلس، على خلفية الصراع في تشاد والهجوم على الطائرة المدنية في النيجر والتورط الليبي في نشاطات إرهابية، بحسب الصحيفة.

وقد تغير الموقف في الوقت الراهن, بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان إلى طرابلس يوم الجمعة الماضي ومعه وفد مهمته تطوير العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد وتطبيعها.

إلا أن هذا التقارب أزعج عائلات الضحايا الفرنسيين وأقارب الضحايا من البريطانيين والإيطاليين على حد سواء, فقاموا بالتجمهر أمام مبنى وزارة الخارجية الفرنسية حاملين لائحة بعدد ضحايا الهجوم الـ170.

وقد حصل وزير الخارجية الفرنسي على وعد من المسؤولين الليبيين بالاهتمام بهذه القضية. علما بأن ستة عناصر من المخابرات الليبية أدينوا في فرنسا بالتورط في الهجوم على الطائرة عام 1999.