خطاب بوش إعلان حرب

ركزت الصحف العربية الصادرة في لندن اليوم على خطاب الرئيس الأميركي بوش الذي جاء كإعلان حرب على عدد من الدول, وأشارت إلى الدعوة الإسرائيلية لسوريا للتفاوض عبر مصر, كما ركزت على أحداث الأرض المحتلة وتفاصيل أول عملية استشهادية لامرأة فلسطينية.

إعلان حرب


بدا الرئيس الأميركي في خطابه وكأنه يحضر بلاده لمرحلة جديدة من الحرب ضد الإرهاب مهددا بإنزال غضب الولايات المتحدة على إيران والعراق وكوريا الشمالية

القدس العربي

ففي خطاب أشبه بـ إعلان الحرب منه إلى حالة الاتحاد، فاجأ الرئيس الأميركي الكونغرس وأصدقاء أميركا وأعداءها أمس بجملة من التهديدات والتعهدات قد يمثل بعضها نقطة تحول في السياسات الخارجية الأميركية.

وفي هذا الصدد قالت صحيفة القدس العربي بدا الرئيس الأميركي الثلاثاء وكأنه يحضر بلاده لمرحلة جديدة من الحرب ضد الإرهاب مهددا بإنزال غضب الولايات المتحدة على إيران والعراق وكوريا الشمالية التي تسعى على حد قوله إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وكذلك جماعات حماس وحزب الله وجيش محمد. وأضافت الصحيفة أن بغداد سارعت إلى إعلان تحديها أمام التهديدات الأميركية بينما لوح الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني بالرد باستخدام سلاح النفط.

أما صحيفة الشرق الأوسط فقد نقلت تأييد الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي لقيام إدارة الرئيس جورج بوش بهجمات عسكرية ضد كوريا الشمالية وإيران والعراق التي اتهمها الرئيس بوش في خطابه بأنها وعدداً من المنظمات الأصولية تشكل «محور شر يتسلح لتهديد سلام العالم» بأسلحة الدمار الشامل.

وكان بوش في أول خطاب له عن «حال الاتحاد» قد حدد هدفين للحرب الدولية التي تقودها بلاده ضد الإرهاب، وهما: «تعطيل الخطط الإرهابية بإقفال معسكرات التدريب ومحاكمة الإرهابيين، ومنع الأنظمة والقوى الراعية للإرهاب من تهديد أميركا وحلفائها وأصدقائها بأسلحة الدمار الشامل».

مفاوضات مع إسرائيل


لم أقل إنني متشائم ولا أمل في العملية السلمية، ولكنني قلت إنني غير متفائل، وهذه كلمة أخف من التشاؤم

حسني مبارك-الشرق الأوسط

وتحت عنوان "إسرائيل تدعو سورية للتفاوض عبر مصر" قالت الشرق الأوسط إن وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس حزب العمل بنيامين بن إليعازر كشف عقب مباحثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك أمس في شرم الشيخ، عن توجيه إسرائيل رسالة للرئيس السوري بشار الأسد عن طريق الرئيس مبارك مفادها أن إسرائيل مستعدة للجلوس على مائدة المفاوضات مع سورية بدون شروط مسبقة. وأكد الرئيس مبارك تناول هذا الموضوع خلال المباحثات قائلا: «لقد تحدثنا بشأن موضوع سورية لكنه يحتاج إلى بعض الوقت».

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول الجديد الذي حمله بن إليعازر خاصة أنه أعرب عن تشاؤمه في استمرار عملية السلام في ظل رئاسة أرييل شارون للحكومة الإسرائيلية، قال «إنني لم أقل إنني متشائم ولا أمل في العملية السلمية، ولكنني قلت إنني غير متفائل، وهذه كلمة أخف من التشاؤم». وأضاف متسائلا باستنكار: «هل نظل ساكتين ولا نتكلم.. فإذا لم نتكلم كيف ستحل القضية خاصة أن الطرفين لا يتكلمان مع بعضهما والآخرين في مأزق، فلا بد من أن نتكلم».

وفاء إدريس
ونشرت صحيفة القدس العربي صورة الفتاة الفلسطينية منفذة عملية القدس وقالت إنها متطوعة في الهلال الأحمر الفلسطيني وعالجت العديد من جرحى الانتفاضة، وتدعى وفاء إدريس (30 عاما) من مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين بالقرب من رام الله. وقالت وصيفة أم وفاء والدموع في عينيها حين سمعت في وسائل الإعلام أن امرأة ربما تكون نفذت الهجوم الذي وقع في القدس اعتقدت أن هذا يمكن أن يكون التفسير الوحيد لغياب ابنتي. وأضافت أنها بطلة، وتابعت ابنتي شهيدة. وكانت هذه أول مرة تنفذ فيها امرأة عملية استشهادية. وتبنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح العملية، وقالت وصيفة وأقارب آخرون إنه لم يكن من المعروف أن وفاء تنتمي إلى أي جماعة فلسطينية لكنهم لا يستطيعون تفسير كيفية حصولها على المتفجرات.

اليمن ينتقد
وفي موضوع آخر عنونت الشرق الأوسط "اليمن ينتقد دولا عربية قدمت لأميركا تقارير ناقصة" وقالت الصحيفة إن عبد القادر باجمال رئيس الوزراء اليمني انتقد أمس دولاً عربية قدمت تقارير أمنية ناقصة للولايات المتحدة عن الأوضاع غير الآمنة في دول عربية أخرى. وقال إنه من الخطر أن يتهم العرب بعضهم بعضاً ويروجوا بأن هناك أوضاعا غير آمنة في أي بلد عربي. وأضاف باجمال الذي كان يتحدث أمام المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة اليمنية إن «هؤلاء العرب سيدركون أنهم أمام القوى العظمى عرب ومسلمون فقط وسيطالهم الندم إذا ووقعت الواقعة».

ومن جهة أخرى نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي أن اليمن في انتظار معلومات قال الأميركيون إنها مهمة حصلوا عليها من معتقلي تنظيم «القاعدة» الذين أسروا في أفغانستان حول تفجير المدمرة كول في عدن في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000. وأكد ضرورة تداول المعلومات بين الجانبين، مشيراً إلى أن ملف القضية أحيل إلى النائب العام اليمني، وأن توقيت محاكمة المعتقلين فيها في يد النائب العام.

نصيحة صديق


بحكم الوزن الدولي للولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في العالم ، فإن الجانب العربي له الحق في مطالبة واشنطن بممارسة نفوذها على إسرائيل من أجل إعادة إحياء عملية السلام

الشرق الأوسط

وفي تعليقها على الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية قدمت صحيفة الشرق الأوسط نصيحة إلى واشنطن بعنوان
"نصيحة صديق… فهل تستمع واشنطن؟" قالت فيها إن من واجب الصديق أن ينصح صديقه بما يراه صحيحا وأن يقول له بصدق إنه على خطأ إذا استلزم الأمر. وفي حالة الولايات المتحدة التي تربطها الكثير من الصداقات والمصالح مع معظم الدول العربية، فإنه لا يخفى على أحد أن تباينات ظهرت في الفترة الأخيرة تتركز حول السياسة تجاه ما يحدث في الأراضي المحتلة والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وأكدت الصحيفة أنه وبحكم الوزن الدولي للولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة حاليا في العالم ونفوذها على إسرائيل، فإن الجانب العربي له الحق في مطالبة واشنطن بممارسة نفوذها على إسرائيل من أجل إعادة إحياء عملية السلام، بينما تأييد إسرائيل في سياساتها ستكون نتيجته استمرار حكومتها التي تتبع سياسات متطرفة في محاولة ابتلاع الأراضي الفلسطينية وهدم ما تم التوصل إليه من اتفاقات سابقة بما يعيد المنطقة إلى نقطة الصفر مجددا. ويقينا فإن الاستقرار بقدر ما هو مصلحة عربية فإنه مصلحة أميركية أيضا.. فهل تسمع واشنطن؟.

خطاب عدواني
أما القدس العربي فقد اختارت الموقف الأحدث الذي بدا في خطاب الرئيس بوش وقالت تحت عنوان "خطاب أميركي عدواني" إن خطاب الرئيس الأميركي الذي أدلى به أمس أمام الكونغرس، وهاجم فيه إيران والعراق وكوريا الشمالية باعتبارها مصدر تهديد لبلاده، هو بمثابة إعلان حرب وتهيئة لمواطنيه الأميركيين للمرحلة الثانية من الحملة الأميركية التي تشن في أفغانستان حاليا تحت راية مكافحة الإرهاب.


تهديدات الرئيس بوش ستؤدي إلى تكتيل الغالبية العظمى من دول العالم في مواجهة هذا الوحش الأميركي الكاسر الذي يتعامل مع العالم كما لو أنه غابة وهو سيدها

القدس العربي

وأوضحت الصحيفة أن السبب الذي ساقه لتبرير التهديدات بتأديب الدول الثلاث، أي العراق وكوريا الشمالية وإيران، وهو سعي هذه الدول إلى امتلاك أسلحة دمار شامل تشكل تهديدا للعالم المتحضر، سبب غير مقبول علاوة على كونه غير مقنع وينطوي على عجرفة تكشف عن نزعات عدوانية، ورغبة مكبوتة بالانتقام.

وخلصت إلى القول إن تهديدات الرئيس بوش التي افتقدت إلى الدبلوماسية واللياقة، تعطي الدول الثلاث، وغيرها، المبرر للمضي قدما في برامجها التسليحية، والتعجيل بامتلاك أكبر قدر ممكن من أسلحة الدمار الشامل حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان أميركي يستهدفها.

والأكثر من ذلك أنها تؤدي إلى تكتيل الغالبية العظمى من دول العالم في مواجهة هذا الوحش الأميركي الكاسر الذي يتعامل مع العالم كما لو أنه غابة وهو سيدها، ويجب على الآخرين تقديم الطاعة العمياء له، الأمر الذي يذكرنا بالعنجهية التي سادت ألمانيا النازية في بداياتها وبعد تحقيقها أولى انتصاراتها في أوروبا.