هل مات أسد بنشير؟


باريس – وليد عباس
ركزت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم في عناوينها الرئيسية على قضايا البورصة والبطالة وقضايا داخلية أخرى، مثل أزمة كورسيكا، بينما احتلت قضايا الشرق الأوسط في الأراضي الفلسطينية وأفغانستان وإيران مساحات كبيرة في صفحات السياسة الدولية في الصحف الفرنسية اليوم.


فلسطينيو إسرائيل والانتفاضة
تساءلت جميع الصحف الفرنسية اليوم عما إذا كان فلسطينيو إسرائيل سيشاركون في الانتفاضة وفي العمليات التي قام بها حتى الآن سكان أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني، واعتبرت صحيفة الفيغارو في عنوان مقالها أن "عرب إسرائيل ينجرون إلى الانتفاضة".

وركزت الصحيفة على عملية نهاريا التي نفذها، للمرة الأولى عربي إسرائيلي، وأشارت الصحيفة إلى تشكيك عائلة محمد حبيشي بتنفيذه العملية وانتظارها للأدلة التي تثبت ذلك.


صحيح أن جثة الانتحاري في حالة يصعب معها التأكد من هويته، ولكن السلطات الاسرائيلية متأكدة من هوية حبيشي وكانت تراقبه منذ مدة تحسبا لقيامه بعملية انتحارية

ليبراسيون

وقالت صحيفة ليبراسيون "من الصحيح أن جثة الانتحاري في حالة يصعب معها التأكد من هويته، ولكن السلطات الإسرائيلية متأكدة من هوية حبيشي وكانت تراقبه منذ مدة تحسبا لقيامه بعملية انتحارية".

ولاحظت صحيفة الفيغارو أن "عرب إسرائيل، الذين يشكلون 20% من سكان الدولة العبرية، يؤيدون الانتفاضة ويعتبرون أنفسهم فلسطينيين حائزين على الجنسية الإسرائيلية".

وترى الصحيفة أن الأمر لا يدعو للاستغراب، حيث يعانون من تمييز اجتماعي واقتصادي واضح بينهم وبين مواطنيهم الإسرائيليين، وتابعت الفيغارو "إن نظرة بسيطة إلى أية بلدة عربية في إسرائيل تكفي لملاحظة الهوة الواسعة بين الجاليتين، حيث تزدحم المدارس العربية بالتلاميذ ويعجز الجامعيون العرب عن الحصول على وظائف حكومية هامة في إسرائيل لأسباب أمنية".

وبالنسبة للرأي العام الإسرائيلي نقلت الصحيفة عن الصحف الإسرائيلية إجماعها على نفي صفة الإرهاب عن عرب إسرائيل كلهم ووضعهم في خانة الإرهابيين، ولكن الصحف الإسرائيلية رأت، أيضا، أن عملية نهاريا لن تكون العملية الأخيرة التي ينفذها عربي إسرائيلي.

وقد دفع ذلك صحيفة الفيغارو لسؤال الأستاذ في الجامعة الأميركية في باريس مروان بشارة شقيق النائب العربي الإسرائيلي عزمي بشارة عما إذا كان "عرب إسرائيل سيشاركون في الانتفاضة؟" فأجاب موضحا أن الأمر يتوقف على سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين مشيرا إلى أن سياسة باراك وأرييل شارون كانت السبب في اندلاع الانتفاضة وأن سياسة القمع الإسرائيلية الحالية ستؤدي إلى استمرار مسلسل العنف الحالي.

ونقلت صحيفة فرانس -سوار عن أحد المستشارين السابقين لرئيس الحكومة الإسرائيلي رأيه في أن حبيشي يشكل استثناء في أوساط عرب إسرائيل، وأنه لا ينبغي اعتبار الأمر بهذه الخطورة، ولكنه عاد ليقول إن هذه العملية قد لا تكون الأخيرة باعتبار أنها يمكن أن تلعب دورا مشابها لما يحدث مع قطع الدومينو التي تسقط جميعا إذا سقطت قطعة منها، ويمكن، بالتالي أن تلعب دور عاملا مؤثرا على مرشحين محتملين لهكذا عمليات.

كابوس إسرائيل


إن كابوس إسرائيل الجديد هو ان يتحول عرب إسرائيل إلى انتحاريين، حيث سيضطر الجيش الإسرائيلي في هذه الحالة للحرب على جبهة أخرى داخلية هذه المرة

الفيغارو

تحت عنوان "إسرائيل تواجه أعداء الداخل"، قالت صحيفة الفيغارو في افتتاحيتها "إن كابوس إسرائيل الجديد هو ان يتحول عرب إسرائيل إلى انتحاريين، حيث سيضطر الجيش الإسرائيلي في هذه الحالة للحرب على جبهة أخرى داخلية هذه المرة.

وإذا استطاعت حركات الجهاد الإسلامي أو حماس تجنيد عرب يافا أو الناصرة كما فعلت في نابلس، فإن الإسرائيليين سيواجهون طابورا خامسا وسيصبح الفصل المادي بين الفلسطينيين والإسرائيليين مستحيلا، كما إنه من المستحيل إقامة جدار برلين آخر في وسط إسرائيل" طبقا لما قالته الصحيفة في ختام افتتاحيتها.

وأشارت صحيفة ليبراسيون إلى أن هذا الخطر الذي يهدد إسرائيل من الداخل، هو أكبر من ذلك الذي يهددها من الأراضي الفلسطينية، حيث يتمتع عرب إسرائيل، على العكس من الفلسطينيين، بحرية التنقل في الدولة العبرية.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الإسرائيليين قوله "إن معرفة عرب إسرائيل بكل شارع ومطعم ومكان في إسرائيل يجعل منهم إرهابيين أكثر خطرا وتهديدا لأمن إسرائيل".


شارون وحزب العمل
رأت صحيفة لومانيتيي أنه بالرغم من اطمئنان أرييل شارون إلى قوة ائتلافه الحكومي، وضعف حزب العمل الإسرائيلي ووقوعه في فخ التحالف الوطني، فقد أدت الانتخابات الداخلية في حزب العمل لفوز إبراهام بورغ المعتدل، وإن كان هذا الفوز بفارق بسيط، بينما دفعت الانشقاقات الداخلية لحزب العمل بادارته إلى البقاء بعيدا عن المعترك خلال الحملة الانتخابية.

وقالت الصحيفة "لازالت شعبية شارون في ارتفاع حيث تدفع كل عملية انتحارية جديدة بمواطنيه إلى أحضان اليمين".

هل مات أسد البنشير ؟

طرحت الصحف الفرنسية هذا السؤال إثر المعلومات المتناقضة عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها أول أمس أحمد شاه مسعود الملقب بأسد بنشير، وأشارت صحيفة فرانس -سوار إلى أن مسعود لم يظهر رغم مرور أربعة وعشرين ساعة على المحاولة.

ونقلت عن مقربين من مسعود أن المخابرات الباكتسانية والطالبان وأسامة بن لادن يقفون وراء هذه المؤامرة.

بينما أفادت صحيفة ليبراسيون أن حركة الطالبان نفت هذه الاتهامات . ونقلت الصحيفة حديثا أجرته إذاعة فرنسا الدولية مع يونس قانوني وهو أحد مساعدي مسعود، حيث أكد أن صحة مسعود في تحسن مستمر وأنه سيتمكن من الظهور خلال اليومين القادمين.


القضاء علي القائد مسعود سيقضي كذلك على المعارضة والرغبة في مقاومة نظام الطالبان

الفيغارو

والأمر يكتسب أهمية كبيرة، ذلك أنه، وكما قالت صحيفة الفيغارو، موت مسعود سيشكل كارثة بالنسبة إلى ائتلاف المعارضة الذي يستند إلى هيبته وشعبيته، وأعرب الكاتب عن اقتناعه بأن القضاء على القائد مسعود سيقضي كذلك على المعارضة والرغبة في مقاومة نظام الطالبان.

وتحدثت الصحيفة عن الروايات الأولى بشأن محاولة الاغتيال، والتي تفيد بأن الشخصين اللذين قاما بهذه العملية الانتحارية يحملان الجنسية المغربية، وأنهما استخدما جوازات سفر بلجيكية للسفر، وتمكنا من الحصول على تأشيرة دخول إلى باكستان، صالحة لعدة مرات من السفارة الباكستانية في لندن، وهي تأشيرة لا تمنحها السلطات الباكستانية بسهولة، ويبدو أنهما دخلا إلى أفغانستان من المنطقة التي تسيطر عليها حركة الطالبان حيث عملا لفترة من الزمن قبل أن يعبرا خط الجبهة ويقدما أنفسهما إلى القائد مسعود بصفة صحفيين من قناة تلفزيونية عربية غير موجودة فعليا.


تعاون أوروبي إيراني
اهتمت صحيفة لاتريبون الاقتصادية بالقرار الإيراني – الأوروبي بالتفاوض بشأن اتفاق تعاون تجاري، حيث أكد المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن، إثر محادثات آجراها في بروكسيل مع وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أن الاتحاد سيدرس الاقتراح قريبا بهدف توقيع اتفاق قبل نهاية العام الجاري، وأوضحت الصحيفة أن حقوق الإنسان والمرأة في إيران لن تكون على جدول الأعمال، مشيرة إلى أن التعاون الأوروبي الإيراني بدأ منذ بضعة أعوام في ميادين مختلفة كالطاقة والتبادل والاستثمارات ومكافحة المخدرات.


شبح انهيار البورصة
تساءلت صحيفة الباريزيان في عنوانها عن تدهور أسعار البورصة قائلة "إلى أين؟" بينما قالت صحيفة الفيغارو في عنوانها "شبح انهيار البورصة"، ونقلت عن أحد الخبراء قوله "إن السيناريو الرهيب لم يقع بعد، ولكن الانهيار في حال حدوثه، سيكون نتيجة لانهيار أسهم شركات التكنولوجيا الحديثة في العالم، ورأت صحيفة لاتريبون أن الأسواق الأوروبية استطاعت تجنب الكارثة أمس.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها في أن بورصات أوروبا تجنبت الانهيار بفضل وول ستريت، ولكنها تبقى متوترة، خصوصا، بعد تراجع أسعار الأسهم بنسبة 3% أمس.

المصدر : الصحافة الفرنسية