بيريز لم يأت بجديد


أبوظبي – الجزيرة نت
أبدت الصحف الإماراتية الصادرة اليوم اهتماما خاصا بنتائج محادثات الرئيسين المصري والفلسطيني مع وزير الخارجية الإسرائيلي في القاهرة فتابعتها في صدر صفحاتها الأولى مع التباين في الصياغة والتفاصيل، واختارتها صحيفة الخليج موضوعا لافتتاحيتها.

ماهر: النوايا الحسنة جربناها
صحيفة البيان قالت إن مصر اعتبرت جولة المباحثات التي أجراها الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد ماهر مع وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز لم تأت بجديد، وأعربت عن غضبها من الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وأنه لا يقل عن غضب الشارع المصري.


بيريز لم يأت بأي جديد، بل كرر نفس الأقوال والنوايا الحسنة التي جربناها من قبل

أحمد ماهر/ البيان

وأبرزت الصحيفة مطالبة بيريز بسبعة أيام جديدة لوقف العنف قبل بدء تنفيذ توصيات لجنة ميتشل مشيرا إلى أن إسرائيل اعتذرت لمصر عن مقتل جندي مصري في رفح وأنها تسعى لحل سياسي لا عسكري. وأبرزت أيضا قول وزير الخارجية المصري إن الرئيس مبارك أبلغ بيريز ضرورة الكف عن الممارسات الاستفزازية وسياسة هدم المنازل والبدء في إجراءات بناء الثقة وتنفيذ توصيات لجنة ميتشل دون تعديل.

وأضاف وزير الخارجية المصري "بيريز لم يأت بأي جديد أثناء مباحثاته مع الرئيس مبارك بل كرر نفس الأقوال والنوايا الحسنة التي جربناها من قبل ولكن كان من المهم أن نبلغه بالموقف المصري القائم على ضرورة تنفيذ إسرائيل لتوصيات لجنة ميتشل وصولا إلى مفاوضات الوضع النهائي".

وعلى الصعيد الفلسطيني أيضا أوردت البيان خبرا عن إعفاء المنتجات الفلسطينية من الضرائب في عدد من الدول العربية حيث أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة الفلسطينية أن الإمارات العربية المتحدة وست دول عربية أخرى هي السعودية واليمن والعراق وتونس والبحرين وسوريا وافقت على إعفاء المنتجات الفلسطينية من الرسوم والضرائب تطبيقا لقرارات القمة العربية الخاصة بذلك.

وأكدت الوزارة أنها تعد برنامجا واضحا للاستفادة من هذه القرارات وإمكانيات تطبيقها فعليا ومدى انعكاس ذلك على القطاع الخاص الفلسطيني.

المساجد إسطبلات


قوات الاحتلال دمرت 1200 مسجد وكنيسة منذ عام 48 وحولت مائة مسجد إلى إسطبلات وحظائر للأبقار ودور للهو وتصوير أفلام دعارة في بعضها

رائد صلاح/البيان

ونسبت البيان إلى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48 قوله إن قوات الاحتلال دمرت 1200 مسجد وكنيسة منذ الاحتلال عام 48 لفلسطين.. وإن قوات الاحتلال حولت مائة مسجد إلى إسطبلات وحظائر للأبقار ودور للهو وتصوير أفلام دعارة في بعضها مثل مسجد الأحمر في صنعد.

وبالنسبة للمقابر الإسلامية وأراضي الأوقاف دمرت سلطات الاحتلال خمسة آلاف مقبرة وأنشأت مكانها مشاريع استثمارية.

وقال رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين إن مساحة الأراضي الوقفية التي وضعت سلطات الاحتلال يدها عليها وصادرتها تقدر بحوالي 1/16 من عشرين مليون دونم من أراضي فلسطين.. وأشار إلى أنه يتم حاليا مسح شامل لجميع المساجد الإسلامية والأراضي الوقفية وإعادة ترميم ما تبقى منها.

بوش الأب يهاتف الأمير عبد الله
وعن محاولات أميركية لتخفيف التوتر في علاقتها بالسعودية بسبب سياسة شارون وموقف الإدارة الأميركية الحالية منها نقلت البيان عن صحيفة "نيويورك تايمز" أن بوش الأب (الرئيس الأميركي الأسبق) اتصل للمرة الثانية خلال الأشهر القليلة الماضية بولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز لطمأنته بأن "قلب" الرئيس الحالي في المكان الصحيح عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، لكن الأمير عبد الله رفض للمرة الثانية زيارة واشنطن.

وأضافت التايمز أن هدف المكالمة الهاتفية من جانب بوش الأب هو مساعدة ابنه وتهدئة مخاوف السعودية وإبلاغها بأن وجود بعض التوتر بشأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمثل خلافا دائما.

هموم محلية
وعلى صعيد شديد المحلية انتقدت الكاتبة الإماراتية عائشة إبراهيم سلطان بشدة ضعف المتابعة والرقابة ومن ثم العقاب المناسب للمتسببين في كوارث ومصائب كادت تصبح يومية في الإمارات. فكتبت تقول "خلال العام المنصرم والعام الحالي تابع الجميع في صحفنا المحلية أخبارا عديدة حول سقوط منازل شعبية في مناطق مختلفة من الدولة على رؤوس ساكنيها.. ملابسات أثارت جملة أسئلة في المجتمع.. امتناع القسم الفني في وزارة التربية والتعليم عن كشف مستنداتها ووثائقها أمام مدققي ديوان المحاسبة، أكثر من حادث تلوث نفطي نتيجة تسرب كميات نفطية من بواخر وحاويات قرب شواطئنا، وداخل مياهنا الإقليمية.

وبالتأكيد فهذه ليست كل المصائب والتجاوزات، -تقول الكاتبة- فطالما لا يتم العمل بمبدأ المتابعة والرقابة ومن ثم العقاب المناسب، فإن أخبارا كهذه وأكثر ستستمر في التواتر على صفحات الجرائد وألسنة الناس، وما يثير التساؤل حقا هو هذه القدرة لأولئك المتسببين في الأخطاء على الاستمرار في مناصبهم وأماكنهم وكأن شيئا لم يحدث.

وقارنت الكاتبة تلك الحال بما حدث في اليابان وأميركا "لقد ركع مدير عام ورئيس مجلس إدارة معمل لليورانيوم في شرق اليابان عندما تسربت إشعاعاته النووية أصابت 55 شخصا، لقد ركع الرجلان أمام جمع من رجال الصحافة والإعلام تعبيرا عن أسفهما لما لحق بالشعب الياباني جراء الحادث، وتناقلت وكالات الأنباء الخبر والصورة معا! فهل هناك فرق بين تسرب إشعاعات نووية من مصنع بسبب التهاون في إجراءات الأمن والسلامة، وتسرب النفط من حاوية بحرية وتلويث المنطقة وتعريض ثرواتها لمخاطر لا حصر لها؟.

وتضيف منذ سنوات وفي واشنطن العاصمة الأميركية، أقدم الأدميرال (جيرمي بوردا) قائد البحرية الأميركية على الانتحار في منزله، بسبب افتضاح أمر الوسام الذي يعلقه الأدميرال على صدره، وسام البسالة الأعلى، الذي اتضح أنه لم يحصل عليه رسميا، وحين علم أن الصحافة قد كشفت أمره وأن القضية ستتحول للرأي العام توجه إلى منزله وأنهى حياته بطلقة نارية!!

الكويت و"الإرهاب العراقي"
أما الخليج فأبرزت على المستوى العربي ما كشفته مصادر أمنية في الكويت عن أن العراق شكل تنظيما إرهابيا من "البدون"
(مقيمين بالكويت وغير حاملين للجنسية الكويتية) الذين كانوا يعملون في وزارتي الدفاع والداخلية، بهدف القيام بأعمال تخريبية في السعودية والكويت.

وقالت تلك المصادر إن الرئيس العراقي أمر بتشكيل التنظيم في مارس/ آذار الماضي.، وإن التنظيم الذي يطلق عليه اسم "أحرار الكويت" يتخذ من الناصرية جنوبي العراق مقرا له، وأشارت المصادر الكويتية إلى أن السلطات على علم بهذه التحركات الإرهابية وبالمكافآت المالية التي تتلقاها الكوادر العاملة فيها، وأن معظم منتسبي التنظيم من البدون العسكريين الذين كانوا يعملون في وزارتي الدفاع وغادروا البلاد أثناء الغزو العراقي للكويت عام 1990″.


"القتل والتدمير وجرف الأراضي والمنازل وحرق الحقول وتشريد أصحاب الأرض وبناء المستوطنات.. كلها جرائم متواصلة ولا يبدو أنها ستتوقف فالعدو ما زال يراهن على تسويقها باعتبارها دفاعا عن النفس

الخليج

مراوغات بيريز
وعلى صعيد الرأي السياسي اختارت الخليج زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للقاهرة ومحادثاته مع المسؤولين المصريين والفلسطينيين موضوعا لافتتاحيتها اليوم المعنونة "مراوغات بيريز"، حيث تذكرت أكذوبته في الزيارة السابقة وأنها لم تنس بعد، لذلك حرص المسؤولون المصريون –كما تقول الصحيفة- على إبراز عدم صدقية بيريز وعدم الركون إلى لغة النوايا الحسنة التي يجيدها ويمارس نقيضها في الواقع.

وكتبت الخليج "زيارة بيريز للقاهرة أمس لم تخرج عن السياق نفسه الذي خبرته مصر منه، وقد كان وزير الخارجية المصري واضحا وصريحا في القول إن بيريز لم يأت بجديد، وإن كان قد كرر الكثير من النوايا الحسنة.. ولقد جربنا هذه القوال من قبل.. كاشفا في الوقت نفسه أن الجانب الإسرائيلي ما زال يراوغ".

وأضافت الصحيفة "بين الكذب والمراوغة وما على ضفافهما لن يقدم هؤلاء الصهاينة شيئا مفيدا، في ما يراهن عليه على صعيد التسوية التي حولوها هم أنفسهم إلى جثة هامدة، لكن أطرافا ما زالت متمسكة بعدم الاعتراف بها وكذلك بتأخير إصدار شهادة وفاة لها".

واختتمت الصحيفة بالقول "إن القتل والتدمير وجرف الأراضي والمنازل وحرق الحقول وتشريد أصحاب الأرض وترك قطعان المستوطنين يعيثون فسادا وتخريبا وبناء المستوطنات.. كلها جرائم، ولا أسماء أخرى لها، وهي متواصلة ولا يبدو أنها ستتوقف، لأن العدو ما زال يراهن على تسويقها باعتبارها دفاعا عن النفس، كما يقول شارون ووزراؤه ومنهم بيريز، ومن هنا فإن الواجب العربي يقتضي تفعيل القرارات التي اتخذت تجاه الكيان الصهيوني ومحاصرته على المستويات كافة ومحاصرة كل من يدعمه وممارسة الضغوط العملية التي تكفل عودته إلى قرارات الشرعية الدولية كحد أدنى، وفي الاتجاه الذي يؤدي إلى تنفيذها، وليس إلى التفاوض عليها من جديد".

المصدر : الصحافة الإماراتية