حزب الله لن يبقى في غمده


بيروت – رأفت مرة
عاد الحدث الفلسطيني هذا الأسبوع ليطغى بعد غياب على عناوين وافتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت اليوم رغم الجلسة النيابية التشريعية أمس، وأجمعت الصحف على التساؤل عن أهداف شارون من هذه الحملة، وإمكانية إشعال الجبهة الشمالية دعما للفلسطينيين عن طريق هجمات حزب الله الذي يؤكد قياديوه أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي.


الجبهة الشمالية


هل حان الوقت لإشعال الجبهة الشمالية دعماً للفلسطينيين كما أشار قياديو "حزب الله" أكثر من مرة؟!

المستقبل

تساءلت صحيفة المستقبل عن مستقبل الرئيس ياسر عرفات ودور الجبهة الشمالية في ظل الوضع القائم فقالت "هل يتحول العدوان الإسرائيلي الواسع على مناطق السلطة الفلسطينية إلى حرب شاملة؟ ما هو مستقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟ وما هي الاحتمالات المتوقعة على صعيد السلطة الفلسطينية؟ وهل حان الوقت لإشعال الجبهة الشمالية دعماً للفلسطينيين كما أشار قياديو حزب الله أكثر من مرة؟".

ونقلت الصحيفة عن أوساط فلسطينية مطلعة "أن ما يجري ليس مجرد رد إسرائيلي تقليدي على العمليات الاستشهادية، فالأمور مفتوحة على أكثر من احتمال، ومستقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ودوره أصبحا مطروحين بقوة لدى الأوساط الأميركية والإسرائيلية".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس عرفات تلقى نصائح من رئيس دولة عربية بارزة حول "ضرورة دراسة خيار ترك المناطق الفلسطينية والإقامة في دولة عربية أخرى، لكن التحرك الأميركي الجديد أرجأ البحث في الموضوع، واليوم قد يعاد طرح الأمر بقوة، وهناك أسماء شخصيات فلسطينية عدة يتم تداولها كبدائل وخصوصاً المسؤولين الأمنيين: توفيق الطراونة ومحمد دحلان وجبريل الرجوب وأمين الهندي".

وذكرت المستقبل بدور حزب الله على الجبهة الشمالية: الجميع يذكر أن مسؤولي "حزب الله" كانوا أكدوا سابقاً أن وجود "المقاومة الإسلامية" في الجنوب يشكل دعماً مباشراً للانتفاضة، وأن هذا "السيف المسلط" على الإسرائيليين "لن يبقى في الغمد" في حال تطورت الأوضاع في المناطق الفلسطينية إلى مرحلة "الحرب الشاملة". لكن هل تسمح الظروف القائمة في المنطقة والعالم بالوصول إلى هذه الحالة؟


مواجهة الحقيقة


إن الموقف العسكري لشارون ليس رداً على العمليات العسكرية بل ردا على قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة

الديار

صحيفة الديار تساءلت "هل وصلت إسرائيل والحاكمون فيها إلى مرحلة مواجهة الحقيقة؟". وأضافت "كلما اقترب الإسرائيليون من ساعة الحقيقة اشتد غيظهم وأصيبوا بالجنون لمدى الحرج الذي يصابون به من جراء مطالبة العالم لهم بتحديد حدود نهائية لدولة إسرائيل، أو بالاعتراف للشعب الفلسطيني بحقه في إقامة دولة مستقلة له، لها حدود وكيان مع إسرائيل".

وأكدت الصحيفة "أن محاولة الحكومة الإسرائيلية برئاسة شارون تدمير مواقع السلطة الفلسطينية ومعالمها ورموزها تنطلق من عدم تصور هذه الحكومة لإمكانية تحول المطالبات والجهود الدولية الرامية إلى إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة إلى حقيقة وأمر واقع". ولاحظت الصحيفة أن العملية جاءت على خلفية إقرار الأمم المتحدة لمبدأ قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. وقالت: جاء القرار في ذات الوقت الذي كانت فيه "دولة إسرائيل" تدمر معالم السلطة الفلسطينية ورمزها في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، وكأن الجنون ضرب أطنابه بالفعل في رؤوس حكام دولة إسرائيل.. ولا شك أيضا بأن القرار الذي صوتت عليه الجمعية العمومية للأمم المتحدة فعل فعله أيضا في الطاقم الحاكم في إسرائيل.


اللحظة الفاصلة


العودة إلى الخيار العسكري صعبة على الأنظمة, والسلام في حاجة إلى انقلاب جذري في الموقف الإسرائيلي

الأنوار

صحيفة الأنوار تناولت الحدث الفلسطيني موضحة أن "ما يحدث هو أن شارون يطبق ما يدعو إليه نتنياهو: العمل ضد ما يسميه "عرفاتستان". لكنه يغضب اليسار وحزب العمل من دون أن يرضي اليمين الأكثر تشدداً والمطالب بإسقاط السلطة".

واعتبرت الصحيفة أن ما يحدث له تأثير قوى في الوضع بالشرق الأوسط, وقالت: الكل يتحدث عن "لحظة فاصلة", لكن السؤال هو: إلى أين ستتجه هذه اللحظة؟ هل يتبدل اتجاه الأحداث بشكل دراماتيكي بحيث يأخذ الطريق إلى انهيار السلطة الفلسطينية محل الطريق إلى إقامة الدولة الفلسطينية؟.. وهل غطى الدم على "الرؤية الأميركية" أم أن الصورة في العمق تختلف عن الصورة الظاهرة على السطح؟

وأشارت الصحيفة إلى غموض الموقف الدولي تجاه هذه الأحداث فقالت "لا أحد يعرف ماذا يفعل في اليوم التالي لانهيار السلطة الفلسطينية واندفاع الشرق الأوسط نحو العنف والفوضى وتغيير الدول والأدوار، فالعودة إلى الخيار العسكري صعبة على الأنظمة، والسلام في حاجة إلى انقلاب جذري في الموقف الإسرائيلي كما إلى أسنان للمبادرات الدولية". وختمت الصحيفة بالقول "اللحظة الفاصلة مرشحة لأن تكون طويلة".


شارون وعرفات
صحيفة الكفاح العربي أشارت إلى موقف بيريز المتفق مع الموقف الأوروبي تجاه سياسة شارون ضد السلطة، وقالت "إن وزير الخارجية شمعون بيريز يرى أنه دون هذه السياسة محاذير ينبغي عدم تجاهلها، وأن الوسائل العنيفة المعتمدة لا تحسم المشكلة بل تزيدها تفاقماً. فلو استطاع شارون أن يزيل سلطة عرفات لن يكون البديل –على ما يظن– سلطة أكثر اعتدالاً وقدرة على التفاوض والتفاهم والانصياع لشروطه، وستجد إسرائيل نفسها وجهاً لوجه أمام التنظيمات الأصولية الإسلامية".


عرفات أصبح محاصرا بين نارين: نار الاعتداءات الشارونية التي فاقت كل تصور، ونار رفض كل التنظيمات الفلسطينية المعارضة لوقف أو لجم الانتفاضة

الكفاح العربي

في المقابل أكدت الصحيفة أنه "مما لا شك فيه أن عرفات أصبح محاصرا بين نارين: نار الاعتداءات الشارونية التي فاقت كل تصور، ونار رفض كل التنظيمات الفلسطينية المعارضة لوقف أو لجم الانتفاضة". ونبهت الصحيفة إلى "أن الرئيس الفلسطيني في وضع لا يحسد عليه، وأن ما يجري قد يدفع بالمنطقة إلى آفاق جديدة تطيح ما سبق، مما يؤدي إلى أتون دائم الاشتعال، وتعميم البؤر المتفجرة التي قد تتجاوز تخوم فلسطين لتشمل ساحات أخرى".

وانتقدت الصحيفة "رد الفعل الباهت أو شبه الباهت للدول العربية والإسلامية إزاء ما يحصل في فلسطين، وهو رد ليس في حجم خطورة ما يحدث. وكان من المفترض أن يبدأ مع طلائع العدوان الشاروني وأن يتوسل كل ما يمتلك من أدوات ضغط، لأن شوارع هذه الدول تغلي كالبركان، وإن تداعيات العدوان سترتد سلباً على واشنطن وأنظمة هذه الدول في آن". وختمت الكفاح العربي قائلة "إن الحل في فلسطين لا يكون بإزالة عرفات أو إسقاط سلطته، بل بإسقاط شارون وزواله عن مسرح الحكم في إسرائيل".

المصدر : الصحافة اللبنانية