ضرب العراق مرفوض عربيا


القاهرة – أحمد عبد المنعم
أبرزت الصحف المصرية الصادرة اليوم زيارة أمير قطر لمصر، مؤكدة الرفض العربي لضرب العراق، كما علقت على مبادرة قريع- بيريز، وشريط بن لادن، وحذرت من مخاطر الوجود الإسرائيلي- الأميركي في البحر الأحمر.


أكثر من مجرد قلق


ما يجري في الأراضي المحتلة يسبب لنا أكثر من مجرد القلق ويستدعي تحركا عربيا مدروسا

وزير خارجية قطر -الأهرام

أبرزت صحيفة الأهرام زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر لمصر ومباحثاته مع الرئيس مبارك. ونشرت الصحيفة تصريحات وزير خارجية قطر حمد بن جاسم الذي قال إن مباحثات الزعيمين كانت جيدة. وأضاف أن الوضع الذي تمر به الأمة حاليا حساس وخطير، خاصة ما يجري في الأراضي المحتلة، الذي وصفه بأنه يسبب لنا أكثر من مجرد القلق، ويستدعي تحركا عربيا مدروسا.

وفي موضوع آخر قال وزير الخارجية إن موضوع ضرب العراق يدعو للقلق، وهو أمر مرفوض. وعن الخطوات التي يمكن أن يتم الاتفاق عليها لوقف التدهور في الشرق الأوسط قال الوزير القطري إننا نعرف أن الحكومة في إسرائيل متعنتة, و"من الواضح أن هناك توجها لعدم الوصول إلى حل، وتغيير المسار إذا ظهر هذا الحل، وبات هدف إسرائيل هو تركيع الشعب الفلسطيني الذي لن يقبل ذلك".

ونشرت الصحيفة تقريرا لمراسلها بالدوحة أظهر فيه رفض الخليجيين لضرب العراق. وقال التقرير إنه وفقا لما يراه بعض المراقبين، فإن النتيجة الحتمية لضرب العراق ستؤدي إلى توسيع نطاق الرفض الشعبي للوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج، الذي يأخذ أشكالا متنوعة تتراوح بين قواعد عسكرية وأساطيل حربية منتشرة في مياه الخليج، وهو أمر سيضع حكومات المنطقة في حرج مع شعوبها. وتوقع التقرير أن تمتد تداعيات الوضع في أفغانستان إلى منطقة الخليج، التي ستشهد طبقا للتقرير- تقليصا لأصوات التيار الإسلامي، سواء باستقطابها إلى النخبة السياسية أو "بالإسكات الأمني".


الحل الانتكاسي


مشروع قريع-بيريز يقوم على تكريس عمليات القفز على مساحات واسعة من الأراضي العربية المحتلة وكأننا سنسقط من حساب الزمن ثماني سنوات هدرا منذ بدء مسار مفاوضات السلام

الأهرام

وفي الأهرام أيضا اعتبر الصحفي زكريا نيل، مشروع قريع- بيريز الذي يدعو إلى قيام دولة فلسطينية على 42% من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة، مع تأجيل قضايا القدس واللاجئين، اعتبره حلا انتكاسيا للقضية الفلسطينية. وقال نيل إن هذا الحل أسوأ مما كان معروضا في "كامب ديفد-2". وأضاف نيل أن هذا الحل يقوم "بتكريس عمليات القفز على مساحات واسعة من الأراضي العربية المحتلة سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو في مرتفعات الجولان السورية، وكأننا سنسقط من حساب الزمن ثماني سنوات "هدرا" منذ بدء مسار مفاوضات السلام".


الطريق لتجنب الهزيمة
أما صحيفة الوفد فقد نشرت مقالا مطولا للصحفي حسين عبد الرازق دعا فيه إلى تجنيب الفلسطينيين والأمة العربية هزيمة جديدة. وأوضح المقال أنه على المستوى الفلسطيني فإن الشرط الأساسي لتحقيق هذا الهدف يتطلب مشاركة كل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية مع السلطة الفلسطينية في صياغة إستراتيجية مشتركة للمقاومة، والمشاركة في اتخاذ القرار الملزم للجميع. واعتبر المقال أن هذه المشاركة هي الطريق الوحيد لتأكيد "هيبة" السلطة وصدقيتها ومتانة جبهتها الداخلية.

أما على المستوى العربي، فقد رأى المقال أن هناك ضرورة لإحداث تغيير جوهري في الإستراتيجية العربية يقوم على التوقف عن الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية استجابة للمطالب الأميركية، وبما يؤدي إلى انفجارات داخل الصف الفلسطيني. ودعا المقال -بدلا من ذلك- إلى استخدام أوراق القوة العربية للضغط على إسرائيل، والخروج من أسر السياسة الأميركية. ومضى المقال قائلا "بدون وجود رأي عام شعبي ضاغط في هذا الاتجاه ستتوالى فصول المأساة، وسنواجه نكبة أو نكسة أو هزيمة عربية جديدة".


الخطر العراقي أشد


إذا نفذت الولايات المتحدة وعيدها بضرب العراق، فلن يتعدى هذا الضرب الشعب العراقي إلى النظام العراقي فالوجود الأميركي في الخليج مرتبط بوجود صدام حسين ونظامه في الحكم

د.عبد العظيم رمضان-الجمهورية

أما صحيفة الجمهورية، فقد نشرت مقالا للدكتور عبد العظيم رمضان رأى فيه أن خطر النظام العراقي أشد بكثير من الخطر الأميركي. فالخطر الذي يمثله النظام العراقي –كما يقول د. رمضان- يلغي الوجود السياسي للدولة التي يحتلها كلية، ولكن الخطر الأميركي يقتصر على الاستنزاف الاقتصادي فقط.

من ناحية أخرى قال د. رمضان "إذا نفذت الولايات المتحدة وعيدها بضرب العراق، فلن يتعدى هذا الضرب الشعب العراقي إلى النظام العراقي، فالوجود الأميركي في الخليج مرتبط بوجود صدام حسين ونظامه في الحكم".

وتعليقا على الشريط الأخير الذي أذاعته قناة الجزيرة لأسامة بن لادن، كتب سمير رجب رئيس تحرير الصحيفة عموده اليومي قائلا إن أسامة بن لادن قدم هدية غير سعيدة للولايات المتحدة وحلفائها بمناسبة أعياد الميلاد والسنة الجديدة، حيث أصبحت النغمة السائدة لدى الرأي العام أن الحملة العسكرية لم تأت بالنتائج المرجوة. ومضى رجب قائلا "إن الشواهد تقول إن إذاعة الشريط كان له وقع الصاعقة على الإدارة الأميركية" وأضاف "بصراحة.. لقد أعادونا إلى يوم 11 سبتمبر/ أيلول.. عندما سيطر الارتباك على كل شيء، وعم الفزع والوجل كبارهم وصغارهم في آن واحد".


بحر في خطر


مطلوب من الدول العربية المطلة على البحر الأحمر أن تقوم بإجراء تقويم للتعاون الإسرائيلي-الإريتري الذي يضر بالمصالح العربية وكيفية التعامل معه بعد أن أصبح أمن البحر في خطر

الأهرام العربي

أما مجلة الأهرام العربي فقد نشرت ملفا يدق ناقوس الخطر حول أمن البحر الأحمر. فالأميركيون متواجدون في مقديشو، وبوارجهم أمام شواطئ عدن عند الضفة الشرقية لمضيق باب المندب. أما الإسرائيليون فهم في إثيوبيا وإريتريا، ويحاولون فتح قنوات سرية مع جيبوتي، وقواربهم العسكرية تنشط في دوريات منتظمة بين ميناء "مصوع" وحتى إيلات. الولايات المتحدة وإسرائيل نجحتا خلال العقدين الأخيرين في وضع قدم إريتريا على جنوب البحر الأحمر. ويرى د. أحمد يوسف مدير معهد الدراسات العربية أن الدول العربية المطلة على البحر الأحمر يجب أن تقوم بإجراء تقويم للتعاون الإسرائيلي- الإريتري الذي يضر بالمصالح العربية وكيفية التعامل معه.

ونشرت المجلة تقويما مبدئيا للقوات الإسرائيلية المتواجدة في شواطئ إريتريا وإثيوبيا كما يلي:

– سفينتان حربيتان طراز أميركي، وكل منهما عبارة عن حاملة طائرات صغيرة تحمل 14 طائرة مروحية وثلاث طائرات ذات قدرة على الإقلاع العمودي وبإمكانهما حمل قوات كوماندوز تبلغ 140 رجلا.
– ثلاث غواصات بريطانية الصنع مزودة بصواريخ بحر/ بحر.
– ستة زوارق هجومية فرنسية الصنع تحمل صواريخ بحر/ بحر.
– ستة زوارق إسرائيلية الصنع مزودة بصواريخ بحر/ بحر.
– عشرة زوارق حراسة سريعة.
– زوارق إنزال مزودة بأجهزة وقود حديثة.
– مجموعة كبيرة من زوارق الطروبيد.


الإهدار بالملايين
أما صحيفة الأحرار الحزبية فقد أبرزت مضمون تقارير رقابية كشفت عن تورط مسؤولين بالهيئات الاقتصادية المصرية في إهدار أموال القروض التي حصلت عليها هذه الهيئات من بنك الاستثمار القومي. وأكدت التقارير إنفاق أكثر من 14 مليون جنيه على مكافآت وحوافز وبدلات عدد كبير من المسؤولين بالهيئات من أموال القروض.

وأشارت التقارير إلى إنفاق 125 مليون جنيه على تجديدات وديكورات مكاتب المسؤولين، وإنشاء استراحات في أماكن سياحية بأموال القروض، إلى جانب شراء أكثر من 48 سيارة فاخرة لقيادات هذه الهيئات.

المصدر : الصحافة المصرية