مؤتمر بون.. نصف نجاح


إسلام آباد – أحمد زيدان
ركزت الصحف الباكستانية الصادرة اليوم على مؤتمر بون للفصائل الأفغانية بهدف تشكيل حكومة موسعة انتقالية تخلف حركة طالبان، والذي قللت الأمم المتحدة الراعية له من فرص نجاحه بالكامل. كما اهتمت بالمذبحة التي ارتكبت بحق المئات من الأسرى الأجانب في قلعة جانغي قرب مزار شريف في شمال أفغانستان بعد أن استسلموا لقوات التحالف الشمالي في مدينة قندز شمال شرق البلاد.


عزت مصادر غربية تراجع موقف الشماليين في مؤتمر بون إلى ضغوط دولية ربطت ضخ المساعدات الاقتصادية بالسماح لقوة متعددة الجنسيات في كابل على أساس أنه دون توفر الأمن والاستقرار فلن يقدم أحد على إرسال مساعدات

دون

مؤتمر بون.. عنوانان بارزان
كتبت صحيفة دون في الصفحة الأولى عن مؤتمر بون فقالت إن التحالف الشمالي أبدى ليونة في مواقفه إزاء نشر قوة متعددة الجنسيات وكذلك تجاه دور الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه في الحكومة المقبلة. وحسب الصحيفة فإن مصادر دبلوماسية غربية عزت تراجع موقف الشماليين إلى ضغوط دولية ربطت ضخ المساعدات الاقتصادية بالسماح لقوة متعددة الجنسيات في كابل على أساس أنه دون توفر الأمن والاستقرار فلن يقدم أحد على إرسال مساعدات.

ونقلت الصحيفة أيضاً سخرية مصدر أوروبي من تصريحات وزير داخلية التحالف الشمالي يونس قانوني الذي قال فيها إن الأمن والاستقرار متوفر في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف الشمالي. أما صحيفة ذي نيوز فقد عنونت الخبر الرئيسي بعدم التوصل إلى اتفاق كامل في بون، وفي العناوين الفرعية للصحيفة نفسها قالت "التحالف الشمالي يبدي مرونة إزاء موقف نشر القوات الأمنية، ودور الملك الأفغاني السابق ظاهر شاه سيتم تقريره عبر مجلس لويا جيرغا (الجمعية الوطنية)". وفي عنوان آخر تنقل الصحيفة عن الرئيس الباكستاني مشرف تعبيره عن الثقة بمؤتمر بون ونجاحه في تسوية القضية الأفغانية.


مذبحة مزار شريف


منظمة العفو الدولية تعرف قبل غيرها
أن الشماليين والمسؤولين الدوليين أعلنوا قبل أسر المحتجزين عن رغبتهم في قتلهم فكيف يطالب القاتل بالتحقيق في مجزرة ارتكبها

الأوبزيرفر

وكتب الدكتور اشتياق أحمد في صحيفة أوبزيرفر تقريراً في الصفحة الأولى بعنوان "جرائم ضد الإنسانية" قال فيه: مقتل المئات من عناصر طالبان والأجانب في قلعة جانغي في ضواحي مزار شريف جريمة ضد الإنسانية وينبغي التعرف على مرتكبيها ومحاكمتهم حسب القانون الخاص بالجرائم ضد الإنسانية وهذه مسؤولية المجتمع الدولي برمته.

ويسخر الكاتب من مطالبة منظمة العفو الدولية للتحالف الشمالي والدولي بفتح تحقيق في المجزرة التي راح ضحيتها 800 أسير طالباني محلي وأجنبي ويقول "إن المنظمة تعرف قبل غيرها أن الشماليين والدوليين أعلنوا قبل أسرهم عن رغبتهم في قتلهم فكيف يطالب القاتل بالتحقيق في مجزرة ارتكبها".


لاجئون في خطر
تقول صحيفة ذي نيوز إن الأحزاب الدينية وقادة القبائل في باكستان يدرسون اتخاذ خطوات عملية بحق اللاجئين الشماليين حيث يتهم قادتهم في الشمال بارتكاب مجزرة ضد طالبان والأجانب وخصوصاً الباكستانيين، ولجأت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالتعاون مع الحكومة الباكستانية إلى نقل أكثر من 3500 لاجئ شمالي من مناطق القبائل الباكستانية إلى مناطق أخرى خشية أن يتعرضوا للانتقام بسبب مقتل المئات من الباكستانيين في مذبحة مزار شريف. ونقلت الصحيفة عن اللاجئين في تلك المنطقة قلقهم إزاء تدهور الأوضاع ونظرة المواطنين المحليين بعد مقتل أبنائهم وأقاربهم في مذبحة مزار شريف. ونقلت الصحيفة عن لاجئ شمالي آخر قوله "لقد حذرنا الشماليين من مغبة الإقدام على أي مجزرة بحق الباكستانيين والعرب وغيرهم لأن ذلك سينعكس على أوضاع اللاجئين الشماليين الموجودين في باكستان".


كما استغرقت عملية السيطرة من جانب طالبان على 90% من الأرض الأفغانية أشهرا فقط لتقيم نظاماً إسلامياً فريداً من نوعه في العالم الإسلامي، استغرق الأمر أسابيع معدودة لفقد هذه المناطق وحصرها في ولايات ثلاث

ذي نيوز

صعود وهبوط طالبان
تحدث الكاتب كمال الدين الذي ألف كتابين حتى الآن عن أفغانستان في مقال له بصحيفة ذي نيوز حمل عنوان "صعود وهبوط حركة طالبان" فيقول: مع سقوط قندز بدأت نهاية حركة طالبان التي باتت تسيطر الآن فقط على ثلاث ولايات مهددة من قبل قوات حميد كرزاي والقوات الأميركية التي نزلت في مطار صغير قرب قندهار. وبينما استغرقت عملية سيطرة طالبان على 90% من الأرض الأفغانية أشهرا فقط لتقيم نظاماً إسلامياً فريداً من نوعه في العالم الإسلامي، استغرق الأمر أسابيع معدودة لفقد هذه المناطق وحصرها في ولايات ثلاث فقط.

ويرى الكاتب أن تشدد طالبان الديني أبعدهم عن العالمين الإسلامي والغربي وهو ما سبب لهم متاعب مع العالم كله بدءا من حمايتهم لأسامة بن لادن وحتى تدمير تماثيل بوذا. ويجزم الكاتب بأن طالبان كانوا سيبقون في السلطة لو قبلوا قرارات الأمم المتحدة بتسليم بن لادن لدولة محايدة ليرافع عن نفسه ضد التهم الموجهة ضده.


حكومة ديمقراطية
وفي مقال أعادت نشره صحيفة دون الباكستانية والذي كان قد نشر سابقاً في لوس أنجلوس تايمز الأميركية يدعو كاتب المقال إلى تشكيل حكومة ديمقراطية تخلف حركة طالبان لأن تنظيم القاعدة الذي لايزال سليماً لم يمس لا يمكن له أن يعيش ويتحرك إلا في أجواء الفوضى التي ستنعكس على الوضع الإقليمي للدول المجاورة. ويعتقد الكاتب أن الحكومة الديمقراطية برعاية الأمم المتحدة هي الوحيدة الكفيلة بوقف انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في أفغانستان خصوصاً في ظل الانتقام والانتقام المضاد الآن بعد هذه المعارك الدامية.

المصدر : الصحافة الباكستانية