حمى الاستيطان تعود إلى القدس

غزة- سامي سهمود
بعد أن شهدت الأراضي الفلسطينية هدوءا مشوبا بالتوتر الأسبوعين الماضيين عادت التطورات الميدانية على الأرض لتحتل مكان الصدارة في عناوين صحافة الثلاثاء في فلسطين فقد تناولت العناوين الرئيسية في الصحف الفلسطينية الثلاث نبأ استشهاد فلسطيني جديد برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وأبرزت الأنباء التي تحدثت عن استعداد مستوطنين يهود لتدشين نقاط استيطانية جديدة في القدس الشرقية، كما نقلت هذه الصحف تصريحات لمحمود عباس "أبو مازن" الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية يقول فيها إن مفاوضات طابا لم تنته إلى شيء مكتوب.

صحيفة الأيام التي تصدر من مدينة رام الله كتبت في عنوان تمهيدي "انفجار عبوة ناسفة في سيارة جيب عسكرية"، أما العنوان الرئيسي فكان "شهيد من خان يونس قرب حاجز التفاح ومقتل مستوطن إسرائيلي قرب الرام".

وفي عنوانها الرئيسي الثاني كتبت الأيام "تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة في المنطقة (القدس).. متطرفون يهود يستولون على محل تجاري في البلدة القديمة".

وفي عنوان نسبته الأيام لمصادرها الخاصة قالت فيه "وفد برئاسة شعث يبدأ اليوم جولة أوروبية وخليجية لتجنيد مساعدات مالية جدية للسلطة".

وفي عناوين أخرى نقرأ في الأيام:
– عرفات: الفلسطينيون وإسرائيل حققوا تقدما في المفاوضات الماراثونية في طابا.
– شاحاك وسريد ينتقدان قرار باراك تعليق المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.
– تأهب واستنفار في إسرائيل خوفا من تسلل خلية داخل الخط الأخضر.

صحيفة الحياة الجديدة ركزت في عنوانها الرئيسي على تحركات المستوطنين اليهود في القدس واستعدادهم لبدء حملة استيطانية جديدة فكتبت تقول "المستوطنون يستعدون لحملة استيطانية خاطفة مساء السادس من شباط (فبراير) المقبل". وتنقل الحياة الجديدة عن مصادر صحفية إسرائيلية قولها إن المستوطنين اليهود يعدون للقيام بحملة استيطان توسعية سريعة في يوم الانتخابات الإسرائيلية لمنصب رئيس الوزراء الأسبوع القادم.

وفي عنوان آخر تناولت الأيام سقوط شهيد فلسطيني جديد فقالت "المستوطنون وجنود الاحتلال صعدوا عدوانهم واستهدفوا مدرسة في محافظة نابلس بالغاز.. استشهاد شاب في مخيم خان يونس ومقتل مستوطن قرب رام الله".

وتنقل الحياة الجديدة تصريحات لمحمود عباس "أبو مازن" والذي يعد الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية يقول فيها "مفاوضات طابا لم تنته إلى أي شيء مكتوب" كما تنقل الصحيفة عن أحمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والذي رأس الوفد الفلسطيني في مفاوضات طابا قوله "جولات المفاوضات في طابا حققت واحدا من الألف المرجو منها"، وتضيف الصحيفة نقلا عن أبو مازن قوله "جوهر المبادرة الأميركية فيما يتعلق بالقدس يقوم على أساس أن ما يسكنه العرب للعرب وما يسكنه اليهود لليهود، بما في ذلك الأحياء والمستوطنات الإسرائيلية".

وفي عنوان يتصل بأزمة اليورانيوم المتفاقمة دوليا ولكن بتأثيره على الفلسطينيين تنقل الحياة الجديدة عن المجموعة الفلسطينية لحقوق الإنسان في تقرير لها أن إسرائيل استخدمت الذخائر المحرمة دوليا وتقول المجموعة الفلسطينية إن إسرائيل
استخدمت اليورانيوم المنضب في بعض الأسلحة، خاصة في عمليات القصف التي طالت مباني سكنية فلسطينية أسفرت عن سقوط 24 شهيدا و729 جريحا.

في عناوين أخرى نقرأ في الحياة الجديدة:
– أعضاء الكنيست العرب يحذرون باراك من المس بالعميد الطيراوي.
– محكمة إسرائيلية تحكم بسجن طفل مقدسي لم يتجاوز الثالثة عشرة أربعة أشهر.
–  ردا على قرار باراك بوقف الاتصالات السياسية.. شعث: السلطة ترفض عقد لقاءات أمنية مع الجانب الإسرائيلي.

وأوردت صحيفة القدس في موضوعها الرئيسي عددا من العناوين:
– المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم على الأراضي الفلسطينية.
– شهيد في مخيم خان يونس وإصابة عدد من المواطنين.
– قصف مساكن واحتراق محطة للغاز ومصنع للأوكسجين.

وفي عنوان آخر "الرئيس عرفات يؤكد تمسكه بالسلام ويدعو إلى احترام ما توصل إليه المفاوضون". وفي عنوان متصل "عرفات: لن يبقى فلسطيني لاجئ في لبنان". ونقلت القدس عن اللواء عبد الرزاق المجايدة قائد الأمن العام في قطاع غزة نفيه
اتهامات إسرائيلية بتهريب أسلحة فكتبت تقول "المجايدة ينفي اتهامات إسرائيلية للسلطة الوطنية بتهريب أسلحة عن طريق البحر".

وفي حديثه للمراسلين الصحافيين المحليين اعتبر قائد الأمن الفلسطيني في غزة أن هذه الاتهامات عارية عن الصحة
وتعتبر تصريحات خطيرة جدا، وهي بمثابة خلق المبررات وتهيئة الأوضاع للاعتداء على الشعب الفلسطيني. وكانت مصادر صحفية إسرائيلية قد قالت إن باخرة تجارية ألقت الأسبوع الماضي ببراميل تحتوى على قذائف آر. بي.جي وبحسب نفس المصادر فإن إسرائيل لم تستطع منع عملية التهريب وتقول مصادر الجيش الاسرائيلي في هذا الشأن إن الفلسطينيين يحاولون تهريب صواريخ مضادة للدبابات وربما أيضا مضادة للطائرات من طراز "ستيغر" و"سترله"، وذلك في حال تصاعدت المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

وفي عناوين أخرى في القدس:
-البنك الإسلامي يقدم 43 مليون دولار للسلطة الفلسطينية.
– هيومن رايتس واتش تدعو إسرائيل إلى التوقف عن "تصفية" الفلسطينيين المشتبه فيهم.
–  شارون يتجه للفوز وباراك قد يصاب بأسوأ هزيمة انتخابية في تاريخ إسرائيل.


الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة
يمثل
 أقصر الطرق وأكثرها أمانا لإنهاء التأزم ووضع حد للتوتر والوضع المتفجر في المنطقة

القدس

وفي افتتاحيتها كتبت القدس تحت عنوان "اليمين الإسرائيلي سيزيد الأزمة  تعقيدا" قائلة "على الرغم من محاولات باراك الدائبة لقمع التطلعات الفلسطينية التي
أسفرت عن سقوط مئات الشهداء الفلسطينيين وجرح الآلاف منهم وتدمير البيوت والمؤسسات واقتلاع آلاف الأشجار فمن الواضح أن المد اليميني الذي أسهم هو نفسه
في انطلاقه قد أوشك على ابتلاعه وانقلب السحر على الساحر وأصبح المجتمع
الإسرائيلي المشحون باليمينية والتطرف يتطلع إلى من هو أكثر يمينية وتشددا من
باراك ويظهر أنه وجد في المرشح الليكودي أرييل شارون ضالته المنشودة".

وتستدرك الصحيفة قائلة "غير أن انتخاب شارون لن يؤدي إلى تهدئة الأزمة أو الإسراع في حلها". وتنتهي القدس إلى توجيه نصيحة للقائد الجديد في إسرائيل قائلة له "الاعتراف
بالحقوق الفلسطينية المشروعة يمثل أقصر الطرق وأكثرها أمانا لإنهاء التأزم ووضع حد للتوتر والوضع المتفجر في المنطقة".

وفي مقال له بصحيفة الأيام تحت عنوان "مفاوضات طابا: من إطار الحل إلى إطار التفاوض" اعتبر الكاتب رجب أبو سرية أن الإعلان عن قرب التوصل الى حل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كان يحمل رسالة فلسطينية موجهة إلى الناخبين
العرب في إسرائيل تدعو إلى بقاء الحكومة الحالية في سدة الحكم لاستكمال الاتفاق، وإن كانت الرسالة المزدوجة من قبل كلا جانبي التفاوض موجهة للناخبين الإسرائيليين عموما لمنح التفويض مجددا لباراك.


مباحثات طابا سعت
في واحد من أهدافها
إلى تحويل المعركة الانتخابية الإسرائيلية
إلى معركة سياسية حول السلام

رجب أبو سرية

وأشار أبو سرية إلى "أن مباحثات طابا والتي تمت في أجواء من الجدية جرت في ظل الانتفاضة الفلسطينية بغض النظر عن منسوبها وفاعليتها على الأرض وهي بذلك حقيقة ومصلحة فلسطينية طالما سعى الجانب الإسرائيلي إلى تجنبها".

وخلص الكاتب للقول إن "مباحثات طابا سعت في واحد من أهدافها إلى تحويل المعركة الانتخابية الإسرائيلية إلى معركة سياسية حول السلام كما هي أساسا وبالفعل، وعلى الأغلب فإن المعركة التي بدأت لن تنتهي في السادس من شباط (فبراير) مهما كانت نتيجة تصويت الناخبين الإسرائيليين".

المصدر : الصحافة الفلسطينية