السودان.. محاولات لفض الاعتصام والمجلس العسكري يحذر من الفوضى

KHARTOUM, SUDAN - APRIL 27: Protestors stand in the street outside the Ministry of Defence during evening protests against the military junta on April 27, 2019 in Khartoum, Sudan. After months of protesting from the people of Sudan, organised by the Sudanese Professionals' Association (SPA), President Omar al-Bashir was ousted having been in power since 1989. The following day they also forced his successor, Awad Ibn Auf, to step down. The SPA and the people have organised a sit in at the Ministry of Defence calling for the
المحتجون والمعتصمون في السودان يطالبون بسلطة مدنية كاملة (غيتي)

اتهم تجمع المهنيين السودانيين المجلس العسكري الانتقالي بمحاولة فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة الخرطوم، وذلك بعدما تعثرت جولة المفاوضات الثالثة بين المجلس وتحالف قوى الحرية والتغيير لتشكيل مجلس سيادي.

وقال تجمع المهنيين السودانيين في سلسلة تغريدات على تويتر إن "المجلس العسكري -النسخة الجديدة للنظام البائد- يحاول فض الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة"، طالبا من "الثوار" داخل ساحة الاعتصام ترتيب الصفوف وإقامة المتاريس وحمايتها.

كما ناشد التجمع في تغريدة أخرى كل "الثوار" في أحياء العاصمة والمناطق المجاورة الخروج إلى الشوارع وتسيير المواكب والتوجه إلى ساحة الاعتصام.

وكان المجلس العسكري قد حذر في بيان من إغلاق الطرق والمسالك والمسارات والمرافق الحيوية واتباع أسلوب الضغط بدلا من الإجراءات القانونية، كما حذر من منع القطارات التي تحمل المؤن واحتياجات المواطنين في الولايات من الحركة عبر مساراتها المعروفة.

وأضاف أنه لن يتهاون في حسم هذه المظاهر والانفلاتات الأمنية والتصرفات التي تتنافى مع روح المسؤولية الوطنية وشعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة، مؤكدا أن كل من يرتكب أو يشارك في مثل هذه الأفعال والسلوكيات سيقع تحت طائلة القانون.

من جهة أخرى، قال عضو وفد التفاوض عن قوى الحرية والتغيير مدني عباس في اتصال للجزيرة إن التحالف سيطرح الثلاثاء رؤيته للإعلان الدستوري ومستويات السلطة الثلاثة.

وسبق أن أكد متحدث باسم قوى الحرية والتغيير أنهم سيقدمون مقترحا خلال 24 ساعة بشأن رؤيتهم للمجلس السيادي، وذلك عقب اجتماع لهم في القصر الجمهوري الاثنين مع المجلس العسكري، لم يُتوصَّل فيه إلى اتفاق بشأن نسب الطرفين في المجلس السيادي الانتقالي.

كما أكد المتحدث مواصلة الاعتصام حتى تحقيق كافة أهداف الثورة ومطالب التغيير، مجددا مطالبة المجلس العسكري بسلطة مدنية كاملة.

وكان المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير قد اتفقا على إجراء مشاورات بشأن تفاصيل الإعلان الدستوري الذي سيحدد هياكل المرحلة الانتقالية ثم صلاحيات المجلس السيادي والحكومة الانتقالية.

خلاف واتفاق
من جهته، قال المتحدث باسم المجلس العسكري شمس الدين كباشي -في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع- إن مقترحات الطرفين تمت دراستها، مشيرا إلى أن المجلس العسكري كان يرى أن يتضمن المجلس السيادي سبعة عسكريين وثلاثة مدنيين.

وأكد كباشي أن عامل الوقت ليس في صالح الجميع، مشيرا إلى أن رؤية قوى الحرية والتغيير تغيرت منذ آخر جلسة مشاورات، حيث من المرتقب أن تقدم قوى التغيير رؤيتها كاملة غدا للتفاوض بشأنها.

وأضاف أن الطرفين اتفقا على فتح طرق المرور وخطوط القطارات في أسرع وقت عبر مسارات محددة.

وبحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين، فقد كان مقررا أن يناقش الجانبان تشكيل المجلس المقترح، لكن قادة الجيش الذين أطاحوا بالرئيس عمر البشير يوم 11 أبريل/نيسان الجاري ركزوا بدلا من ذلك على مهمة المجلس وصلاحياته في المستقبل.

وأضافا أنه تقرر عقد اجتماع آخر بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، وهو تحالف يمثل جماعات المعارضة والنشطاء.

وكان بيان قوى الحرية والتغيير قد أشار إلى أن هذه الجولة مخصصة لاستكمال مناقشة تكوين وصلاحيات المجلس السيادي.

تحرك أفريقي
في سياق متصل، عين الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات المستشار السياسي لرئيس مفوضية الاتحاد، مبعوثا خاصا إلى السودان.

وعلمت الجزيرة من مصادر دبلوماسية خاصة أن المبعوث الأفريقي سيباشر عمله قريبا.

ويعتقد مراقبون أن تعيين مسؤول رفيع المستوى يظهر اهتمام الاتحاد الأفريقي بالوضع في السودان، الذي يشهد تجاذبات إقليمية قد ينتج عنها تهديد السلم في القارة.

وسيصبح المبعوث معنيا بمتابعة ملف السودان ومرجعية للاتحاد الأفريقي للتواصل مع الأطراف المعنية محليا وإقليميا وقاريا بهذا الخصوص.

وتولى محمد الحسن مناصب مهمة حيث كان وزير خارجية موريتانيا وسفيرها في إثيوبيا والسودان، ومنذ 2017 شغل منصب المستشار السياسي لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.

المصدر : الجزيرة + وكالات