الغارديان: الإسلاموفوبيا جذورها ضاربة في أستراليا

Anti-islamic protesters hold banners as they stand in front of members of the New South Wales (NSW) Police riot squad outside the Parramatta mosque in Sydney, Australia, 09 October 2015. Anti-Islamic protestors plan to rally and call for the Parramatta mosque to be shut down, following the killing of NSW police accountant Curtis Cheng by a 15-year-old boy, who attended the mosque on 02 October just before killing the 58-year-old accountant. EPA/DEAN LEWINS AUSTRALIA AND NEW ZEALAND OUT
مظاهرات معادية للمسلمين والإسلام من اليمين المتطرف عام 2015 بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا (الأوروبية)

قال صحفي غربي إن ظاهرة الخوف من الإسلام (المعروفة اصطلاحا باسم الإسلاموفوبيا) راسخة في المجتمع الأسترالي، وإن أي شاب عمره 28 عاما قد ترعرع في عصر راجت فيه العنصرية، حتى أصبحت ثقافة عامة في البلاد.

وكتب جيسون ويلسون في مقال بصحيفة الغارديان البريطانية تعليقا على الهجوم الذي شنه شاب أسترالي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا الجمعة الماضي، وأودى بحياة خمسين شخصا من المصلين وأصاب عشرات آخرين بجروح مختلفة.

ويقول الكاتب –وهو من أصول أسترالية- إن ما وصفها بالكارثة جعلت الناس في مسقط رأس مرتكب الجريمة يفكرون مليا ويتساءلون عن الكيفية التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد، وعما إذا كان الجاني ينتمي إليهم حقا.

اليمين المتطرف والإنترنت
ويضيف أن هناك نقاشا مستفيضا يجري على الصعيد الدولي عن دور ثقافة الإنترنت الثانوية واليمين المتطرف في هجوم نيوزيلندا، وما تتضمنه تلك الثقافة من رموز وإشارات تشير إلى تفوق العِرق الأبيض.

ولم يتسن التدبر كثيرا في حقيقة مهمة، وهي أن أي شاب في عمر الإرهابي سفاح المسجدين قد تربى في أستراليا في فترة شهدت تفشيا سريعا لمظاهر العنصرية وكراهية الأجانب والعداء للمسلمين، حتى تكرست في الثقافة العامة للدولة.

ولطالما عومل الإسلام والمسلمون في أغلب الأحيان –إبان مشاركة أستراليا في الحرب على الإرهاب- باعتبارهم أعداء للشعب، وراج خطاب التحريض على الكراهية ضدهم، بحسب مقال الغارديان.

القومية البيضاء
غير أن الكاتب يرى أن العنصرية في أستراليا لم تنطلق عام 2001؛ فالقومية البيضاء كانت هي المبدأ الذي تأسست عليه الدولة، ثم توالت الأحداث خلال العام الأول من الألفية الثالثة، لتجد ظاهرة الإسلاموفوبيا عمليا طريقها لتصبح ثقافة عامة.

نائب أسترالي يميني متطرف يلقي اللوم في مجزرة نيوزيلندا على المسلمين(مواقع التواصل)
نائب أسترالي يميني متطرف يلقي اللوم في مجزرة نيوزيلندا على المسلمين(مواقع التواصل)

وضرب الصحفي الغربي أمثلة على تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام بما حدث لسفينة تامبا التي كانت تقل أكثر من أربعمئة لاجئ أفغاني وعراقي، حيث رفضت أستراليا السماح لها بالرسو في موانئها.

واعتبر جيسون ويلسون ذلك الرفض محاولة "مكشوفة" من جانب حكومة المحافظين آنذاك للفوز بالانتخابات، وذلك بالعزف على وتر الخوف من الغرباء، وقد نجحت الحيلة.  

أدلة من الماضي القريب
ويمضي المقال إلى أن أغلب المهاجرين الذين وصلوا أستراليا واعتقلتهم السلطات هناك كانوا من المسلمين. ولطالما زعم السياسيون أن حبس هؤلاء يأتي كإجراء يتعلق بسلامة الدولة بحجة أن بعضهم قد يكونون إرهابيين.

ومن القضايا التي عززت ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين ضلوع أستراليا في حربي أفغانستان والعراق لفترات طويلة، حيث شاركت في معارك أسفرت عن مقتل مسلمين في عقر ديارهم.

وكان من تبعات تلك الحرب أن استُهدف الأستراليون بهجمات من جماعات جهادية داخل وخارج بلادهم، على حد تعبير المقال.

هاجس القوميين البيض
واستشهد ويلسون بما كتبه المحلل السياسي الأسترالي المحافظ أندرو بولت الذي أثار قضية التحول الديمغرافي (السكاني) الذي زعم أن بلاده تعاني منها، وهو الهاجس نفسه الذي يؤرق القوميين البيض.

ورسم بولت صورة محتملة لمستقبل بلده الذي يشهد "موجة عاتية من المهاجرين تكتسح هويتنا الوطنية"، مشيرا إلى أن أستراليا تتعرض لهجوم ديمغرافي.

ويمضي جيسون ويلسون إلى القول إن في أستراليا الآن تشكيلة من المؤلفات والمقالات لقوميين بيض من مدونين معادين للسامية، إلى "متسللين محتملين للأحزاب اليمينية الرئيسية".

المصدر : غارديان