قصة خلود بالسجن.. الأب بغوانتانامو والابن بأميركا

Saifullah Paracha
سيف الله الذي لم توجه له تهمة رسمية حتى الآن وصف ذات مرة الحياة في غوانتانامو بالحياة داخل القبر (الجزيرة)

لا يزال سيف الله باراشا -أكبر سجناء معتقل غوانتانامو سنا- يقبع في زنزانته، وربما يموت فيها دون أن يدان بجرم على الإطلاق، كما لا يزال ابنه في سجن أميركي آخر، وكلاهما رهن الاحتجاز منذ نحو 15 سنة بتهمة مساعدة القاعدة، فهل ساعداها حقا؟ هذا ما ناقشته صحيفة غارديان في تقرير مطول حول الموضوع.

في بداية تقريرها، أوردت الكاتبة سابا امتياز قصة اعتقال رجل الأعمال الثري سيف الله مباشرة بعدما حطت طائرة كان يستقلها في العاصمة التايلندية بانكوك قادمة من كراتشي في أحد أيام صيف عام 2003.

لم يدر في خلد فرحات -زوجة سيف الله- وهي تودعه في مطار كراتشي أن ذلك ربما يكون آخر لقاء بينهما، وعندما علمت باعتقاله اعتقدت أن السبب في ذلك هو ما دب في نفوس الأميركيين من خوف وارتياب من الآسيويين عموما، والمسلمين منهم على وجه الخصوص، بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2011.

أما ابنها عزير، فقد كان مكتب التحقيقات الأميركي اعتقله في نيويورك في العام 2003 نفسه، ولكن قبل فترة من اعتقال أبيه.

بالنسبة لسيف الله تم نقله إلى قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، حيث أخبر أنه متهم بمساعدة تنظيم القاعدة، كما زعمت السلطات الأميركية -حسب امتياز- أنه قام، ضمن أنشطة أخرى، بتسهيل معاملات مالية لأعضاء كبار في تنظيم القاعدة، وحاول مساعدتهم في تهريب مواد متفجرة إلى الولايات المتحدة.

‪معتقل غوانتانامو كان به 650 سجينا في السابق وما زال أربعون منهم معتقلين‬ (غيتي)
‪معتقل غوانتانامو كان به 650 سجينا في السابق وما زال أربعون منهم معتقلين‬ (غيتي)

وبعد 15 عاما، لا يزال سيف الله محتجزا في خليج غوانتانامو، دون أن يتهم باقتراف أي جريمة، على حد تعبير الكاتبة، التي لفتت إلى أنه في سن 71، وهو أقدم سجين في معتقل غوانتانامو، إذ زج به فيه منذ عام 2004.

وذكرت امتياز أن سيف الله لم يحصل أبدا على فرصة للاطلاع على ما هو متهم به، ناهيك عن تمكنه من الدفاع عن نفسه، بل لم تتم محاكمته حتى من قبل محكمة عسكرية، ولا وضع اسمه بين من ينبغي مراجعة قضيتهم للإفراج عنهم.

ونقلت في هذا الإطار عن عضو في الدفاع عنه قوله لم توجه له حتى الآن تهم بشكل رسمي، و"لا يمكنني التنبؤ بما يخبئه المستقبل".

وأشارت الكاتبة إلى أن معتقل غوانتانامو الذي كان به 650 سجينا في السابق، لم يعد فيه منهم سوى أربعين، ولكثرة ما أمضى بعضهم ولعدم وضوح ما يخبئه المستقبل بشأنهم، أصبح يطلق عليهم لقب "السجناء الخالدين".

أما سيف الله، فقد قال في إحدى المرات إن حياة الشخص في غوانتانامو مثل "من هو حي داخل قبره".

أما عزير فقد أصدرت عليه محكمة أميركية حكما بالسجن ثلاثين عاما بتهمة تقديم دعم مادي للإرهاب عبر مساعدة أحد أعضاء تنظيم القاعدة.

وينفي كل من الأب وابنه التهم الموجهة لهما، ويؤكدان أنهما بريئان، إذ إنهما لم يكونا يدركان أنهما يساعدان عناصر من تنظيم القاعدة، لأن من تعاملوا معهما كانوا ينشطون بهويات مزيفة.

الكاتبة قالت إن أعضاء القاعدة المزعومين أكدوا في جلسات مساءلة منفصلة الشيء نفسه، وشددوا على أن سيف الله وابنه لم يكونا يعرفان مع من كانا يتعاملان.

المصدر : غارديان