خمس عمليات اغتيال لفتت الأنظار

Kim Jong-nam, Georgi Markov, Alexandre Litvinenko et Viktor Iouchtchenko.(Sipa/Sipa/Reuters/Reuters
الخبراء: الدافع وراء هذه العمليات هو تحييد شخص خطير أو ردع أشخاص أو كيانات أخرى أو مجرد انتقام (رويترز)
تذكر عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في المملكة المتحدة حالات اغتيال دولية عدة نفذتها أجهزة استخبارات تابعة لدول قررت التخلص من شخص لسبب أو لآخر.

ويرجع الخبراء سبب اللجوء لمثل هذا العمل إلى ثلاثة أمور تتداخل فيما بينها في كثير من الأحيان، فقد يكون الدافع هو تحييد شخص خطير أو مهدد لمصالح تعتبر أساسية، وقد يكون السبب هو ردع أشخاص أو مجموعات أخرى، وربما يكون الدافع هو مجرد انتقام.

وقد أعدت صحيفة لوجورنال دو ديمانش قائمة بخمسة اغتيالات وصفتها بأنها كانت "مذهلة" بشكل لا مثيل له مقارنة بكل عمليات الأجهزة الاستخبارية الأخرى المعروفة.

أولا المظلة البلغارية
انزعجت بلغاريا الشيوعية كثيرا من آراء المنشق والكاتب البلغاري جورجي ماركوف ومواقفه المحرجة للنظام التي تبثها الإذاعات الغربية، منذ أن هرب إلى الغرب في العام 1969 وظل تحت أعين استخباراتها، وفي فاتح سبتمبر/أيلول 1978، وبينما كان ماركوف ينتظر الحافلة في أحد شوارع لندن، أحس بوخز مؤلم في ساقه بعد ارتطامه مع مظلة أحد المارة، ليتوفى بعد ذلك ببضعة أيام ويتبين أنه حقن بمادة الريسين السامة في عملية أدارها عملاء الشرطة السرية البلغارية بمساعدة من جهاز الاستخبارات الروسي (كي جي بي).

ثانيا تشوه مع الديوكسين
لم يكن زعيم الثورة البرتقالية الأوكرانية، المعادية لموسكو فيكتور يوشينكو يتخيل وهو يتناول العشاء في أحد مطاعم كييف في الخامس من سبتمبر/أيلول 2004 أن وجهه سيتغير إلى الأبد، والمفارقة أن الاجتماع الذي ضمه مع ممثلَين عن المخابرات الأوكرانية (أس بي يو) وصديق له هو الذي نظم الاجتماع، كان الهدف منه ضمان حيادية جهاز المخابرات أثناء الانتخابات.

وعلى إثر ما تعرض له خلال ذلك العشاء، تضخم وجه يوشينكو وانتشرت به الندوب، وهو ما شخص لاحقا بأنه تسمم بمادة الديوكسين، الأمر الذي أكدته العديد من التحاليل التي أجريت في المختبرات الغربية، بعد شهر من الحادثة، وقد نجا فيكتور يوشينكو بعد أن أجرى العشرات من العمليات الجراحية، ولا تزال أصابع الاتهام توجه إلى روسيا في تلك العملية.

ثالثا: كوب من الشاي بالبولونيوم
تعرض عميل المخابرات الروسي السابق المنفي في لندن ألكسندر ليتفينينكو في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2006 لإشعاع بالبولونيوم 210 بعد تناوله كوبا من الشاي في صالات فندق ميلينيوم بينما كان في صحبة اثنين من عملاء روسيا السابقين، إذ كان إبريق الشاي نفسه محشو بهذه المادة التي تصنع في المفاعلات النووية وقد توفي ليتفينينكو، بعد ذلك بثلاثة أسابيع بعد أن فقد شعره بشكل كامل وكتب قبل وفاته أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين هو المسؤول عن قتله ثم دفن في لندن في تابوت رصاصي لاحتواء إشعاع رفاته.

رابعا: رذاذ السارين الكوري الشمالي
في 13 من فبراير/شباط 2017 ، وأثناء وجود كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في صالة المغادرة في مطار كوالالمبور (ماليزيا) متجها إلى ماكاو، سكبت فتاتان تحملان الجنسية الإندونيسية والفيتنامية سائلا على وجهه وعينيه، ولم يكن ذلك السائل سوى العامل السمي العصبي المسمى "في أكس"، وهو نسخة فتاكة للغاية من غاز السارين، الذي يعتبر سلاح دمار شامل ليموت نام بعد ذلك بعشرين دقيقة، وما زالت الشابتان تنكران أنهما استخدمتا ذلك الغاز بقصد القتل، وتؤكدان أنهما إنما خُدعتا إذ كانتا تظنان أنهما تشاركان في برنامج تلفزيوني "كاميرا خفية"، كما لا تزال بيونغ يانغ تنكر مسؤوليتها عن هذه العملية.

خامسا: عملية خنق بدبي
كانت الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) تلاحق محمود المبحوح وتعتبره المورد الرئيسي للأسلحة لحركة حماس الإسلامية بقطاع غزة، ولذلك كان القضاء عليه هدفا رئيسيا للموساد، وهو ما تم في العشرين من يناير/كانون الثاني 2010.

ولئن كان الموساد قد تخلص من المبحوح في تلك العملية، فإنها تحولت إلى إخفاق تام، فقد تأكد من التحقيق أن المبحوح صعق بالكهرباء قبل أن يخنق، لكن الموساد نسي محو العديد من التفاصيل المهمة جدا، إذ جرى تصوير الكوماندوس بواسطة العديد من كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، بما في ذلك في الفندق الذي كان يقيم فيه المبحوح كما تأكد أن الموساد لجأ إلى استخدام جوازات سفر أوروبية مزورة للتغطية على عملائه، والمحرج أنها كانت جوازات لمواطنين أوروبيين حقيقيين، مما تسبب في "غضب" الدول الأوروبية المعنية.

المصدر : الصحافة الفرنسية