"صنع أيدينا" في السجون الكويتية.. إصلاح النزلاء بالفن والحرف اليدوية

تسويق منتجات النزلاء في منفذ تجاري دائم عدا عن المعرض
تسويق منتجات النزلاء في منفذ تجاري (الجزيرة نت)

نادية الدباس-الكويت

تحرص صابرين السيد على زيارة معرض "صنع أيدينا" للمنتجات الحرفية لنزلاء المؤسسات الإصلاحية، إذ وجدت فيه غايتها في الحصول على صندوق خشبي وبوم (سفينة خشبية) ولوحة دروازة الكويت (بوابة الكويت)، إلى جانب مبخرة بأسعار مقبولة.

ولا تقتصر غاية صابرين حسب ما روت للجزيرة نت في ارتياد المعرض للسنة السابعة على التوالي على الحصول على منتجات ذات جودة عالية وبأسعار معقولة فحسب، وإنما مساهمة منها في تشجيع نزلاء المؤسسات الإصلاحية (السجناء) على تسويق منتجاتهم.

واحتوى المعرض في جنباته على صناعات وتحف من مشغولات خشبية وأخرى تقليدية كويتية وملابس ومفروشات وأدوات منزلية، إلى جانب لوحات فنية أبدعتها أيادي نحو خمسمئة نزيل ونزيلة في المؤسسات من مختلف الجنسيات.

نزلاء السجون الكويتية جرى إكسابهم حرفا يدوية لتمكينهم من الانخراط في المجتمع بعد خروجهم (الجزيرة نت)
نزلاء السجون الكويتية جرى إكسابهم حرفا يدوية لتمكينهم من الانخراط في المجتمع بعد خروجهم (الجزيرة نت)

رؤية إنسانية
وزارة الداخلية وضمن رؤيتها الإنسانية التي تحمل شعار "الإصلاح منهاجا بديلا عن العقوبة" أعدت مشاغل خاصة للنزلاء والنزيلات وزودتهم بالمدربين والمواد الأولية ليملؤوا بها أوقات فراغهم عبر تعلم حرف تعود عليهم بالنفع وتؤهلهم للانخراط مجددا في المجتمع كأعضاء فاعلين بعد انقضاء فترة العقوبة.

وكيل وزارة الداخلية الكويتية المساعد لشؤون المؤسسات الإصلاحية وتنفيذ الأحكام اللواء فراج الزعبي الذي افتتح المعرض أكد أنه ينضوي ضمن السعي الحثيث لقطاع المؤسسات الإصلاحية لتهيئة النزلاء بما يتوافق مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، حيث يبرز المعرض الدور الإصلاحي من ناحية ويسلط الضوء على المواهب والإجادة اليدوية للنزلاء الذين يقومون بالتصنيع والإنتاج من ناحية أخرى.

ولا تقف خطوات وزارة الداخلية الكويتية عند تسويق المنتجات عبر هذا المعرض، بل تتعداه لتنشئ منفذا تجاريا دائما لبيع هذه المنتجات وفقا لما أوضحه سلمان الفضلي للجزيرة نت، وهو أحد المشرفين على المعرض التابعين لوزارة الداخلية.

ويؤكد الفضلي أنه ما زال على تواصل إلى اليوم مع كثير من الكويتيين الذين تعلموا حرفا متعددة في المؤسسات الإصلاحية ليعمدوا بعد خروجهم إلى تأسيس مشروعات ومحال تجارية يبيعون فيها ما صنعته أيديهم من شأنها أن تعينهم على الحياة أفرادا صالحين، إذ تباع بعض القطع والمنتوجات بما يزيد على 150 دينارا كويتيا (نحو خمسمئة دولار).

المؤسسات الإصلاحية الكويتية تبنت تدريب النزلاء على الحرف اليدوية (الجزيرة نت)
المؤسسات الإصلاحية الكويتية تبنت تدريب النزلاء على الحرف اليدوية (الجزيرة نت)

مؤسسات إصلاحية
القائمون على المعرض خصصوا جناحا لمنتجات النزيلات، وفيه التقينا بمنى يوسف عبد الكريم التي تعمل فنية أولى للأزياء في المؤسسات الإصلاحية للنزيلات، حيث تدربهن على صنع شتى أنواع المنتجات المنزلية والمشغولات اليدوية.

تقول منى "تتنوع تلك المشغولات ما بين ملابس للأطفال والكبار وأغطية للأسرّة وأكياس للوسائد وأخرى مخصصة للنوم في الرحلات وأماكن التخييم وحقائب يدوية، إلى جانب أدوات المطبخ وغيرها".

وتؤكد منى للجزيرة نت أن ما يشتمل عليه المعرض هو نتاج مجهود عام كامل لنحو خمسين نزيلة من مختلف الجنسيات، حيث قسمتهن إلى مجموعات كل حسب هوايتها ومهارتها وإمكاناتها.

وهي تسعى إلى حث النزيلات على التنافس في إنتاج كل ما هو فريد من نوعه لتضاهي منتجاتهن البضائع الموجودة في الأسواق وربما تفوقها جودة منها، بل إنها في كثير من الأحيان لا تكون متوفرة إلا في مثل هذه المعارض.

وتروي منى حكاية لإحدى السجينات ممن تواصلن معها بعد خروجهن وهي تحمل الجنسية الماليزية، واستطاعت الاندماج في مجتمعها بعدما افتتحت مشروعا خاصا بها في بلادها للحياكة ومنتجات التطريز اليدوي الذي كانت تتقنه إلى حد المهارة.

المصدر : الجزيرة