جداول العمل غير المستقرة تربك حياة الملايين

التوتر والقلق يؤثران على خصوبة الرجل

كشفت دراسة بريطانية جديدة أن ملايين البريطانيين تتعرض صحتهم وحياتهم المنزلية للخطر، لأن رؤساءهم في العمل لا يقدمون لهم أنماط نوبات عمل منتظمة.

وأشارت إلى أن نحو 15% من القوة العاملة -أي 4.5 ملايين شخص- هم ضحايا "جداول العمل غير المستقرة"، حيث تكون ساعات العمل غير متسقة لدرجة أنهم لا يستطيعون التخطيط لحياتهم، مما يؤدي إلى التوتر والخلافات المنزلية.

15% من القوة العاملة في بريطانيا هم ضحايا جداول العمل غير المستقرة، بحيث تكون ساعات العمل غير متسقة لدرجة أنهم لا يستطيعون التخطيط لحياتهم، مما يؤدي إلى التوتر والخلافات المنزلية

وقال الباحثون في جامعتي أوكسفورد وكامبردج إن العديد من العمال وجدوا أنفسهم يعيشون علاقات "مهينة" مع المديرين، حيث كانوا يضطرون إلى التوسل لإجراء تغييرات في جداول المناوبات للسماح لهم برعاية أطفالهم أو حضور المناسبات العائلية المهمة.

وقال الدكتور أليكس وود من جامعة أوكسفورد -الذي اشتغل عاملا لترتيب الرفوف في أحد المتاجر الكبيرة عندما كان باحثا في قسم علم الاجتماع بكامبردج- إنه مرّ بتجربة قاسية في التعاملات بين الإدارة والعاملين.

وأضاف أن العقد الماضي شهد تجزئة في وقت العمل، بعد قيام الشركات بتوفير التكاليف بزيادة مرونة المناوبة من خلال مجموعة متنوعة من الآليات، بحيث إن الذين لديهم جداول عمل صعبة فرضت عليهم خلال وقت قصير من المحتمل أن تسوء صحتهم النفسية التي تتسم بالقلق والشعور بالضعف.

وأضاف الدكتور بريندان بورشيل من قسم علم الاجتماع بجامعة كامبردج أن الجدولة المرنة التي يتحكم بها المدير تسبب قدرا كبيرا من التوتر والقلق للعاملين غير القادرين على التخطيط لحياتهم اجتماعيا أو ماليا نتيجة لذلك.

وقال إن هذه الممارسة سامة ومتوطنة في العديد من القطاعات في بريطانيا مثل الرعاية والبيع بالتجزئة، وأضاف أنه يتعين على المراجعات الحكومية أن تتطلع إلى ما هو أبعد من مجرد نظام عقود العمل الصفرية.

وقد لاحظ الدكتور وود أن المديرين يقلصون ساعات العمل -وبالتالي الدخل- في وقت قصير، ويغيرون الجداول بما يتصادم مع رعاية الأطفال والتعليم. وكثيرا ما يعمل بعض الموظفين عملا إضافيا دون أجر لمجرد البقاء في السجلات الجيدة للإدارة.

المصدر : تلغراف