هرم خوفو يحمل أسرارًا بعدد أحجاره

Tourists gather at the great pyramids on the outskirts of Cairo, Egypt December 6, 2017. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany
السلطات المصرية تقول إن هرم خوفو يتكون من أكثر من مليون حجر (رويترز)
رغم بنائه قبل نحو خمسة آلاف عام، لا يزال الهرم الأكبر خوفو في مصر يحوي أسرارا تتجاوز عدد أحجاره ليزيد من غموض أهرامات الجيزة (غربي القاهرة) والتي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اكتشف علماء فرنسيون وكنديون ويابانيون تجويفا هائلا بحجم طائرة داخل الهرم خوفو بعد عامين من البحث والاستكشاف، وفق دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" البريطانية.

وجاء في الدراسة أن التجويف -الذي سماه الباحثون "الفراغ الكبير"- يبعد أربعين إلى خمسين مترا عن حجرة الملكة القابعة منتصف الهرم الأكبر، وتم استخدام ثلاث تقنيات مختلفة من التصوير الميوغرافي لاكتشافه وتحديد مكانه وحجمه، لكن دون تقديم تفسير لوجوده أو دلالته.

ورغم ما أحدثه الاكتشاف الأثري من ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم، فإن مصر لم تستحسن ما اعتبرته استعجالا من الفريق البحثي في إعلان الاكتشاف ومخاطبة الرأي العام بشأنه.

وعزا أثريان مصريان بارزان -في أحاديث منفصلة لوكالة الأناضول- دلالة التجويف المُكتشف حديثا داخل الهرم الأكبر إلى حرص المصريين القدماء على إنشاء تجويفات ضخمة للحفاظ على أجساد الموتى والأثاثات الجنائزية والبرديات بعيدا عن عبث اللصوص، إضافة إلى خلق فراغات لتخفيف الضغط على قاعدة الهرم.

بدوره، اعتبر المؤرخ والخبير الأثري المصري بسام الشماع أن اكتشاف هذا التجويف هو أحد أهم الاكتشافات الأثرية داخل الهرم الأكبر خلال القرنين الماضيين، وإنجاز يضاف إلى علم المصريات.

وأوضح الشماع أن الاكتشاف عبارة عن تجويف مساحته مئة قدم (حوالي ثلاثين مترا) ولا يوجد ممرات أو أبواب تؤدي إليه أو تخرج عليه، مما يطرح تساؤلا حول كيفية بنائه بهذا الشكل وكأنه تجويف في الفراغ.

وبُني هرم خوفو في عهد فرعون مصري يحمل الاسم نفسه بين عامي (2509-2483 ق.م) وهو الأكبر بين أشهر ثلاثة أهرامات في مصر (الآخران هما خفرع ومنقرع) ويبلغ ارتفاعه نحو 146 مترا ويحتوي على ثلاث غرف داخلية واسعة وعدد من الممرات.

وعن السبب في تزايد الاكتشافات بالهرم الأكبر، قال مجدي شاكر -وهو كبير الأثريين بوزارة الآثار- إن خوفو لا يزال يستحوذ على الاهتمام المحلي والدولي كونه أكبر أهرامات مصر حجما، حيث تبلغ مساحته نحو عشرين فدانا (أي 84000 متر مربع) فوق سطح الأرض.

وأوضح شاكر أن الهرم الأكبر يحوي أسرارا تتجاوز عدد أحجاره، لا سيما في ظل استعانة علم الآثار حاليا بالتقنيات والأجهزة الحديثة في المسح والتصوير، مما يضاعف من عدد الاكتشافات الأثرية.

وعام 2002، أصدر المجلس الأعلى للآثار (حكومي) دراسة علمية وهندسية أكدت أن عدد أحجار خوفو تتجاوز المليون حجر، وأن وزن الواحد منها يتراوح بين طنين وعشرين طنا.

وقال شاكر إن بلاده تضم نحو 102 هرم تتركز معظمها في منطقة "جبانة منفو" الأثرية وتمتد من محافظة الجيزة إلى بني سويف والفيوم (وسط البلاد) مؤكدا أن منطقة أهرامات الجيزة وحدها تضم نحو 18 هرما آخر.

المصدر : وكالة الأناضول