فؤاد شحادة.. أقدم ممارس لمهنة المحاماة بالعالم

فلسطين رام الله أيلول 2016 المحامي الفلسطيني فؤاد شحادة صاحب أطول فترة مزولة لمهنة المحاماة في العالم
فؤاد شحادة بدأ ممارسة المحاماة قبل 68 عاما ولا يزال متمسكا بمواصلة العمل (الجزيرة)
ميرفت صادق-رام الله

في مكتبه بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية لا يزال فؤاد شحادة يعمل محاميا ويقدم استشارات قانونية لأهم المؤسسات المالية الفلسطينية وهو الذي تجاوز عمره التسعين، وصنف مؤخرا صاحب أطول فترة مزاولة لمهنة المحاماة في العالم واستحق عليها دخول موسوعة غينيس.

أراد له والداه دراسة الطب وسجله في الجامعة الأميركية في بيروت، لكنه عدل عن الأمر لدى وصوله لبنان وعاد ليدرس بكلية الحقوق البريطانية في القدس بين عامي 1943 وحتى 1948.

والده هو بولص شحادة مؤسس صحيفة مرآة الشرق في القدس، ووالدته ماري صروف كانت كاتبة في نفس الصحفية، وعرفا بنشاطهما السياسي قبل النكبة.

وسجل شحادة محاميا مزاولا قبل انتهاء الانتداب البريطاني الفلسطيني بيومين في الـ13 من مايو/أيار 1948.

وكانت عائلة فؤاد شحادة تقطن في باب الزاهرة بالقدس القديمة، لكن الاحتلال أغلق منزلها مستغلا غياب فؤاد ووالدته عن المدينة في نهاية الأسبوع إلى رام الله بعد نكبة 1948 مباشرة، وأثناء عودتهما إلى القدس أطلق الاحتلال النار عليهما وأصابه مع والدته.

بدأ شحادة حياته المهنية بعد سفره للعلاج مع والدته إلى الأردن، وتحديدا في أغسطس/آب 1948، وخلال شهرين ترافع في قضية واحدة، ويذكرها بابتسامة قائلا " كانت قضية إخلاء مأجور".

مطلع عام 1950 افتتح المحامي فؤاد شحادة وشقيقه الأكبر المحامي عزيز شحادة مكتبا للمحاماة في رام الله، وكانت الضفة الغربية تقع حينها تحت الحكم الأردني.

المحامي التسعيني بدأ مزاولة المهنة عام 1948
ولا يزال يتولى تصحيح اللوائح ويقدم الاستشارات ويفسر تعديلات القوانين ويتابعها أولا بأول

نقطة تحول
يذكر شحادة الذي اختص بالقوانين التجارية أن الحركة التجارية والمصرفية بعد النكبة كانت ضعيفة، وكان عمله في العامين الأولين بسيطا.

لكن حياته المهنية شهدت تحولا عندما عمل على ملف أموال الفلسطينيين وأرصدتهم التي جمدتها البنوك الأجنبية في فلسطين بأمر من إسرائيل بعد نكبة 1948.

وبدأت هذه القضية عام 1951 عندما قرر البنك العربي إقامة دعوى ضد بنك باركليز الإنجليزي في لندن، وهو أحد البنوك التي جمدت أرصدة الفلسطينيين.

وقد قام شحادة بتحويل القضية ضد البنك إلى المحكمة الإسرائيلية في القدس واستمرت ثلاث سنوات وانتهت بإلغاء البنوك قرار التجميد ورد الأرصدة إلى أصحابها.

ورغم تاريخه الطويل فإنه يعترف بأن مهنة المحاماة تصبح مع الوقت أصعب من ذي قبل، خاصة في واقع سياسي قوانينه متغيرة وقابلة للتعديل دائما.

فقد شحادة بصره منذ 35 عاما في حادث سير، لكنه لم يترك مهنة المحاماة، ويسير اليوم مؤسسة قانونية تضم طاقما من 12 محاميا على الأقل، بينهم أولاده وأبناء إخوته وآخرون من المحامين الجدد الذين يناديهم بـ"الزملاء".

وخلال رواية قصته كان شحادة يستعين "بزميله" يزن المصري، وهو محام في العشرينيات من عمره لدراسة أحد الملفات القانونية.

يقوم المحامي التسعيني بتصحيح اللوائح ويعطي استشارات قانونية ويفسر تعديلات القوانين ويتابعها أولا بأول.

شحادة وطاقمه يقدمان استشارات لسلطة النقد الفلسطينية وعدد من البنوك في الضفة الغربية، ويملك ترخيصا للعمل بالمحاكم الفلسطينية والإسرائيلية

رفض التقاعد
قبل شهرين نصحته زميلته في المكتب المحامية نادية الخطيب بالتقاعد وأخبرته أنه أقدم محام يزاول المهنة في العالم، لكنه رفض الجلوس بالبيت.

وكان شحادة نفسه يتابع الأرقام القياسية الجديدة كل عام، وقال إن آخر من سجل كأقدم محام ما زال على رأس عمله كان أميركيا مارس المحاماة لـ64 عاما متواصلة.

وكتب طاقم المحامين في المكتب لإدارة موسوعة غينيس التي طلبت إثبات تاريخ بدء العمل كمحام، لكن شحادة لم يتمكن من استخراج وكالات قضاياه الأولى في المحاكم الأردنية بعمّان عام 1948.

يقول إنه بدأ مزاولة المهنة فعليا من أغسطس/آب 1948، ولكن موسوعة غينيس سجلته كصاحب أطول فترة مزاولة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 1949 أي منذ 67 عاما تقريبا.

ويقدم شحادة وطاقمه استشارات لسلطة النقد الفلسطينية وعدد من البنوك في الضفة الغربية، ويملك ترخيصا للعمل في المحاكم الفلسطينية والإسرائيلية بحكم حمله بطاقة الهوية المقدسية.

وشغل بين عامي 1964 وحتى عام 1969 منصب نقيب المحامين في الضفة الغربية والأردن.

ولا يزال المحامي المشهور يذكر نفسه طفلا في الـ12، حيث كان يترجم المقالات والأخبار لوالده قبل نشرها في صحيفة مرآة الشرق بالقدس مطلع الأربعينيات بحكم إتقانه اللغة الإنجليزية مبكرا.

المصدر : الجزيرة