مسابقة لاختبار موهوبي الإعلام بالسودان
عماد عبد الهادي- الخرطوم
انتظمت في العاصمة السودانية الخرطوم للموسم الثالث على التوالي مسابقة شبابية تعد الأكثر جذبا للشباب لاختيار الموهوبين منهم في المجال الإعلامي تحت اسم "على الهواء" (on air)، لدفع الشباب الموهوبين منهم وتشجيعهم على ولوج مجالات الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحافة.
وشهدت المسابقة التي امتدت خمسة أيام متوالية تنافسا كبيرا بين المتسابقين الذين توافدوا من جامعات وكليات إعلام عريقة وأخرى حديثة في البلاد.
ومثل سائر جميع المتسابقين شاركت رنا محمد التي تخرجت في قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة الخرطوم لتضع موهبتها ورغبتها أمام لجنة تحكيم شملت كافة مجالات العمل الإعلامي لأجل تحقيق أمنية هي الأغلى في حياتها، كما تقول.
إثبات الجدارة
وتقول رنا إنها تبحث عن نافذة لإثبات جدارتها "ولو عبر هذه المسابقات لولوج عالم الصحافة المرئية أو المسموعة أو المقروءة "لأن الموهبة ستقود إلى تحقيق الأحلام".
وعلى الرغم من تضاؤل فرص خريجي كليات الإعلام في السودان بسبب قلة المؤسسات التي تستوعب الخريجين والموهوبين من إذاعات وقنوات فضائية وصحف، تعتقد رنا أن بإمكان عدد من المتسابقين إيجاد فرصة تتوج مجهودهم.
وتؤكد للجزيرة نت أنها بدأت عبر هذه المسابقة رحلة البحث عن فرصة لإثبات ما سعت إلى تحقيقه منذ سنوات الطفولة، مشيرة إلى رغبة كل المتسابقين في دخول المجال الإعلامي الذي يحبونه.
وتحول مقر تنظيم المسابقة إلى ما يشبه خلية نحل ضمت شبابًا من الجنسين يقرأ بعضهم نصوصا إخبارية لنشرات سياسية ورياضية، ويراجع آخرون محاور وأسئلة لضيوف ضمن برامج لتقديمها أمام لجنة التحكيم.
وبدا بعض المتسابقين أكثر استعدادا لدخول المنافسة يرسم كل منهم طريقته في كيفية تجاوز ما وضع من عقبات هي في الأساس اختبارات للترقية.
وأسوة برنا يرى محجوب وأحمد وعصام صعوبة المنافسة. لكنهم يشيرون إلى ضرورة إبراز مواهبهم في قراءة الأخبار وتقديم البرامج لتحقيق اختراق في هذا المجال.
ويتوقعون نجاحا لكثير من أقرانهم الذين يرون أنهم يتمتعون بمواهب متعددة في كافة مجالات الإعلام وخاصة المرئي منه والمسموع.
إبراز القدرات
ويرى عضو لجنة التحكيم المخرج التلفزيوني شكر الله خلف الله أن المسابقة فتحت الباب أمام الشباب الموهوب في مجالات الإعلام المختلفة "لإبراز قدراتهم وربما اكتشافها بشكل أفضل".
وفي اعتقاده أن المسابقة ستساعد المشاركين بغض النظر عن فوزهم أو خسارتهم في إيجاد طريق جديد لحياتهم المهنية، مشيرا إلى توفر عشرات الخامات لإعلاميين ستشهدهم المرحلة المقبلة.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن معيار لجنة التحكيم هو تقدير المشاهد والمتلقي "لما يجود به المتسابق" لأنه هو الأساس في هذا الأمر أكثر من أي معايير علمية أخرى.
لكنه عاد ليشير إلى أن المسابقة أصبحت في حد ذاتها فضاءً واسعا للشباب مفتوحا للتفكير والتحاور وتعزيز ثقافة التشارك وتبادل الخبرات، بغض النظر عما تفرزه المسابقة.
استقطاب الاهتمام
أما رئيس المسابقة الإعلامي خالد ساتي فيؤكد للجزيرة نت نجاحها في استقطاب اهتمام الشباب السوداني الموهوب في مجال الإعلام، لافتا إلى أنها تعمل على تقديم فرص للأفضل بغية شق طريق مهنية بشكل صحيح.
وفي رأيه أن المشاركين استفادوا من الخبرات التي قدمت محاضرات تطبيقية وعملية في غاية الأهمية، مضيفا أنها ستكون زادهم في المستقبل القريب.
وأكد سعي القائمين على المسابقة للدفع بها إلى الأمام وتطوير التجربة خلال الدورات المقبلة "بعد النجاح الذي تحقق حتى الآن في رفد الساحة الإعلامية بكثير من المواهب والإسهام في نهضة إعلام سوداني مواكب وفاعل"، حسب قوله.