رمضان إدلب.. تكاتف يعين على الصيام

توزيع الوجبات الرمضانية للصائمين في أدلب
ثلاثة آلاف وجبة توزع يوميا في شهر رمضان لأغلب مناطق إدلب (الجزيرة نت)

أحمد العكلة-ريف إدلب

شرعت الجمعيات الخيرية بمحافظة إدلب وريفها (شمال سوريا) في التجهيز لتقديم آلاف الوجبات اليومية للصائمين، إما بإيصالها إلى بيوتهم، أو بجمعهم في مكان واحد على شكل موائد للصائمين تدعى موائد الرحمن.

ويؤكد منسق إحدى الهيئات الإغاثية في ريف إدلب حمزة هزاع أن الهدف من هذا العمل رفد العائلات الأكثر فقرا والتي لا تستطيع أن تجلب قوت يومها نتيجة الحصار الشديد الذي يعيشه الريف، مؤكدا أن هذا الأمر ضاعف كلفة المشاريع، وذلك من أجل إتمام هذا العمل وإيصال تلك الوجبات إلى المحتاجين.

ويضيف هزاع في حديثه للجزيرة نت "نوزع أكثر من ثلاثة آلاف وجبة يوميا لأغلب مناطق إدلب, حيث إن الوجبة الواحدة تكفي لسبعة أشخاص".

ويشير إلى أن هناك العديد من الجمعيات الأخرى ستقدم وجبات لعدة مناطق، الأمر الذي سيفيد آلاف العائلات في هذا الشهر الكريم، وخصوصا اللاجئين منهم.

وفي سبيل ذلك، تعاقدت بعض الجمعيات الخيرية -كمؤسسة الشيخ عيد آل ثاني الخيرية القطرية، وجمعية "الراحمون" التابعة لمؤسسة الشام الإنسانية، مع فرق لطهي الطعام وإعداده مبكرا حتى تكون جاهزة للتوزيع قبل الإفطار.

الطاهي سليم القدور يبذل هو وزملاؤه جهودا مضاعفة من أجل تقديم ما تيسر من وجبات للصائمين (الجزيرة نت)
الطاهي سليم القدور يبذل هو وزملاؤه جهودا مضاعفة من أجل تقديم ما تيسر من وجبات للصائمين (الجزيرة نت)

وجبات للصائمين
وأكد الطباخ سليم القدور أنهم يبذلون جهودا مضاعفة من أجل تقديم أشهى الوجبات للصائمين، عبر جلب آلات الطهي الحديثة التي تمكّنهم من إعداد مئات الوجبات في وقت وجيز من أجل تقديم الطعام طازجا قبل الإفطار.

ويضيف القدور في حديثه للجزيرة نت أن هناك مئات العائلات تنتظر هذا الشهر الفضيل من أجل الحصول على وجبات دسمة بسبب حالة الفقر التي يعيشها الناس. وبتقديم تلك الوجبات سيفرح العشرات من الأطفال الذين فقدوا أهلهم في هذه الحرب المستمرة.

وبعد الانتهاء من طهي الطعام تبدأ فرق التوزيع بتغليف تلك الوجبات وإيصالها إلى العائلات المستحقة, خصوصا في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً كمدينتي إدلب وأريحا، نتيجة لنقص الخدمات الموجودة في تلك المدن بسبب خروج قوات النظام منها مؤخرا ونزوح أغلب السكان بسبب القصف.

تنتظر أم عبد الله -وهي أرملة وأم لخمسة أطفال- بفارغ الصبر وصول الوجبة الغذائية المخصصة لها في خيمتها، حيث عايشت ظروفا صعبة إثر نزوحها من مدينة أريحا بسبب القصف المكثف من قبل طيران النظام.

وترى أم عبد الله أن شهر رمضان جاء بكثير من البشائر، فتقديم تلك الوجبات للجائعين والفقراء أمر يدل على تكاتف الشعب السوري في محنته.

المصدر : الجزيرة