ناشطو الثورة السورية.. من هواة للتصوير إلى محترفين

المصور حسام قطان في حي بستان الباشا
المصور حسام قطان في إحدى جولات العمل بحي بستان الباشا (الجزيرة نت)

حسن قطان-حلب

لم يتخيل السوري براء الذي دخل عالم الإعلام كناشط أنه سيحظى بجائزة دولية للتصوير الصحفي عن صورة التقطها داخل مدينته حلب.

ويغطي براء الأحداث في حلب منذ تصاعد الاحتجاجات ضد نظام الأسد، خاصة مع غياب تغطية وسائل الإعلام للواقع الحاصل هناك نتيجة التعتيم المفروض من قبل النظام والوضع الأمني الخطير.

واختير براء (23 عاما) إلى جانب أربعة صحفيين آخرين للفوز بمسابقة "الفجيرة" الدولية للتصوير الصحفي "فيبكوم" (مسابقة مفتوحة أمام جميع المصورين الصحفيين المحترفين) التي تقام سنويا بالاشتراك مع وكالة الصحافة الفرنسية، عن صورة لرجل يحمل فتاة صغيرة أصيبت في قصف بالبراميل المتفجرة على حي الكلاسة مطلع يونيو/تموز 2014.

‪براء: حملت الكاميرا لكسر طوق التعتيم الإعلامي المفروض على قضيتنا‬  (الجزيرة نت)
‪براء: حملت الكاميرا لكسر طوق التعتيم الإعلامي المفروض على قضيتنا‬  (الجزيرة نت)

طوق التعتيم
وبدأ براء مسيرته الإعلامية بالعمل على تصوير المظاهرات حيث اعتقله الأمن منتصف العام 2011 حين كان يصور بكاميرا جواله إحدى المظاهرات المناهضة لحكم الأسد، وانتقل بعد ذلك لتصوير المعارك والقصف مع دخول الجيش الحر مدينة حلب، ومن ثم انضم إلى مركز حلب الإعلامي كمصور والتحق أخيرا بوكالة الصحافة الفرنسية.

يقول براء إنه "كان شعوراً جميلاً الحصول على جائزة كهذه، فهو يعد نصراً لنا نحن الناشطين الإعلاميين".

ويضيف في حديث للجزيرة نت "أردنا منذ البداية أن نري العالم ما يحدث في بلدنا، وكان علينا كسر طوق التعتيم الذي يفرضه النظام حيال قضية شعبنا ومطالبه.. لقد حملت الكاميرا لأجل هذا وأعتقد أننا نجحنا في ذلك".

وعن الصورة التي نالت الجائزة يتحدث براء "تعكس هذه الصورة المؤلمة واقع الحال وتفضح الزيف الذي كان نظام الأسد يروج له، فقد كانت تجرى الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي كانت تقصف فيه مدينة حلب بالمتفجرات ويسقط الضحايا، وهو ما حاولت إيصاله للعالم عن طريق هذه الصورة".

‪قطان‬ (يمين)(الجزيرة نت)
‪قطان‬ (يمين)(الجزيرة نت)

مسؤولية كبيرة
براء ليس الوحيد من الناشطين الإعلاميين الذين حصدوا جوائز في هذا العام عن صورهم، فقد مُنح حسام قطان (22 عاماً) جائزة القضاة في مسابقة "لان باري" للمصورين الشبان، حيث أشاد موقع المسابقة "بالموهبة والشجاعة التي يمتلكها حسام في الصورة الملتقطة من مدينة حلب".

ويقول حسام للجزيرة نت "كنت مجرد هاو للتصوير، إلا أنني تعلقت بهذه المهنة بشدة، وأدركت أنها مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي كناشط في الثورة كي أرتقي بعملي إلى مستوى محترف وأتمكن من نقل الصورة الحقيقية بالعمل مع كبريات وكالات الأنباء العالمية، وأصبحتُ الآن مصوراً لدى وكالة رويترز".

ويرى الرئيس السابق لاتحاد الإعلاميين في حلب الصحفي يوسف صديق أن هناك أكاديمية واقعية تتلمذ فيها هؤلاء الشبان من المواطنين الصحفيين، وأصبحوا اليوم بأعمالهم ينافسون الصحفيين المحترفين الذين أمضوا سنوات في هذه المهنة العريقة، وهو أمر غير مستغرب بسبب الممارسة المباشرة لهؤلاء ومعايشة ظروف الحرب القاسية التي تمر بها البلاد.

ويضيف صديق أن إعلام الثورة استطاع رغم حداثته التفوق على إعلام النظام وأثبت أنه على قدر كبير من المسؤولية، فالكثير من أولئك الناشطين الإعلاميين الذين كانوا يجهلون حرفة الإعلام باتوا اليوم كتاباً ومصورين ومراسلين محترفين لدى الكثير من وسائل الإعلام العالمية، وهو مؤشر إيجابي على التطور اللافت الذي جرى تحقيقه خلال أربع سنوات من عمر الثورة السورية.

المصدر : الجزيرة