علماء صغار بمدرسة للموهوبين بالبصرة

علماء صغار في مدرسة الموهوبين بالبصرة
الطالب حسن زياد استطاع أن يكتشف مضادا حيويا يمكن أن يعالج بكتيريا خطيرة (الجزيرة)

عبد الله الرفاعي-البصرة

حسن وطارق زياد، توأم بالمرحلة الثالثة في ثانوية الموهوبين بمحافظة البصرة، يعملان كل على انفراد في مختبر الثانوية ويشتركان في أنهما مهتمان بالطب والفيزياء، التقيناهما في مختبر الثانوية وهما منهمكان في إكمال بحثهما.

استطاع حسن أن يكتشف مضادا حيويا يمكن أن يكون علاجا لبكتيريا خطيرة، في حين يعمل طارق على إيجاد علاج لمرضى السكري المنتشر في العراق.

قبل أن ندخل مدرسة الموهوبين في البصرة، لم نضع في مخيلتنا إلا صورة واحدة من صور تلك المدارس الحكومية التي شاهدناها في المدينة التي يعتبرها العرب منبرا للثقافة والأدب والفن منذ صارت كذلك على يد الخليفة عمر بن الخطاب عام 14 هجرية، تلك الصور التي قال عنها أحد المعلمين إنه يخجل من يكشف الزائرون لها أنها صورة واضحة عن الخراب الذي حل بالعراق.

‪عدة طلبة بمدرسة الموهوبين‬ حصلوا على جوائز وطنية (الجزيرة)
‪عدة طلبة بمدرسة الموهوبين‬ حصلوا على جوائز وطنية (الجزيرة)

اكتشافات جديدة
وذكرت مديرة المدرسة ابتهال عبد الرحمن الأسدي للجزيرة نت أن ما قدمته مدرسة الموهوبين في المجال العلمي والتحصيلي كان كبيرا، إذ إن الثلاث سنوات الأخيرة شهدت تفوق الطلبة من خريجي المتوسطة والإعدادية على مستوى العراق، في وقت قدمت المدرسة بحوثا علمية متعددة فيما يتعلق بالبيئة النظيفة، فضلا عن بحثين لطالبين توصلا لاكتشاف علمي طبي لعقارين لم يُكتشف من قبل في العراق.

وأضافت أن طلبة المدرسة تمكنوا من تحويل زيوت الطعام المستهلكة والتالفة إلى وقود يستخدم في المحركات أو مولدات الكهرباء وأيضا لتشغيل الآلات الزراعية، فضلا عن تمكنهم من استخدام الطاقة الشمسية لأغراض التبريد، مبينة أن مثل هذه الأعمال تُعتبر إنجازات كبيرة لطلبة لم ينهوا مرحلتهم الثانوية.

وأشارت الأسدي إلى أن عددا من طلبة الثانوية قد حصلوا على جوائز وطنية في عدد من البحوث التي قدموها في المؤتمرات العلمية السابقة، منها بحث فاز بالجائزة الأولى في مهرجان السيادة السابع الذي يتعلق بإنتاج عقار مشتق من مادة الدارسون، وهو مضاد حيوي قدمته طالبة في الصف الثاني المتوسط، وبحث آخر يتعلق بالطاقة البديلة استخدام الطاقة الشمسية في التدفئة وغيرها، وتحويل طاقة الرياح إلى طاقة ميكانيكية ومن ثم كهربائية.

وبينت الأسدي أن المدرسة خرجت دفعتين منذ افتتاحها في عام 2007 وما زال الطلبة الذين تخرجوا مستمرين في دراستهم الجامعية في كلية طب البصرة، ومنهم من أرسلتهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للدراسة خارج العراق.

عالمان صغيران
حين وقف أمامنا طالب المرحلة الثالثة في مدرسة الموهوبين حسن زياد وشقيقه التوأم طارق، وتحدثا بثقة كبيرة وهما يذكران المصطلحات العلمية الطبية، أحسسنا أننا أمام عالمين صغيرين، ورغم صغر سنهما فإنهما تمكنا من إنجاز عدة بحوث علمية.

وقال حسن إن بحث المضادات الحيوية أشرف عليه الدكتور وصفي المسعودي من كلية الطب البيطري في جامعة البصرة، وبيّن أنه بصدد العمل على بحوث في مجال الفيزياء.

في حين ذكر الطالب طارق زياد أنه عمل على بحث يدرس بعض المشروبات الخاصة بمرضى السكري وقياس مستوى الكافيين فيها وتأثيره على المرضى والمصابين بأمراض القلب، وبيّن أنه تم تحديد الكميات من أجل تحديد تأثيراته على المرضى التي تتسبب في التقليل من مستوى فعالية تأثير أدوية مرض السكري في مرحلته الثانية، وزيادة مفاجئة في السكر بعد تناول الوجبات الغذائية.

وذكر مدير الإعلام والعلاقات في مديرية تربية البصرة باسم القطراني للجزيرة نت إن وزارة التربية تولي اهتماما خاصا بالطلبة الموهوبين كونهم يشكلون نواة حقيقية لعلماء ومفكري المستقبل.

المصدر : الجزيرة