أسبوع بلا كهرباء يعيد اليمنيين إلى زمن المذياع

جانب من أحد شوارع صنعاء خاليا من الحركة المروية ومحلات مغلقة
جانب من أحد شوارع صنعاء الخالي من الحركة المرورية والمحلات مغلقة (الجزيرة-أرشيف)

تعيش المحافظات اليمنية في ظلام دامس لليوم الثامن على التوالي، مما أدخل اليمنيين في عزلة غير مسبوقة، وأجبرهم على العودة لزمن المذياع.

ويقول الحوثيون -الذين يسيطرون على وزارة الكهرباء- إن سبب الانقطاع هو تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأرب-صنعاء للقصف على معسكر فرضة نهم بمحافظة صنعاء، التي تمر منها خطوط نقل الطاقة.

لكن مصادر مستقلة قالت إن سبب الانقطاع هو تعرض خطوط النقل في منطقة الجدعان بمحافظة مأرب (شرقي البلاد) لقصف نتيجة الاشتباكات المسلحة بين الحوثيين ورجال القبائل الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي يوم الاثنين الماضي.

وعجزت الفرق الفنية التابعة لوزارة الكهرباء عن اختراق منطقة الجدعان بمأرب التي تشهد اشتباكات دموية طيلة الأيام الماضية، لكن مصدرا في وزارة الكهرباء قال لوكالة الأناضول إن المتقاتلين أبرموا هدنة لمدة ثلاث ساعات مساء السبت، وبدأت الفرق الفنية في إصلاح الأضرار لكنها بحاجة إلى 24 ساعة لإصلاح الأضرار الكبيرة.

وتوقع المصدر أن يعود التيار الكهربائي إلى المحافظات اليمنية اليوم الاثنين، إذا لم يحدث أي طارئ أو تتجدد الاشتباكات.

وإضافة إلى محطة "مأرب الغازية" التي تولد الطاقة الكهربائية، تمتلك معظم المحافظات اليمنية محطات تجارية كهروحرارية، لكنها توقفت هي الأخرى عن العمل نتيجة انعدام المشتقات النفطية، وهو ما جعل اليمنيين يرضخون للظلام المتواصل.

عزلة تامة
ودخل اليمنيون طوال الأيام الماضية في عزلة تامة عن العالم الإلكتروني، وأجبرتهم الأوضاع غير الطبيعية على العودة لزمن الراديو(المذياع)، الذي يعمل بالبطاريات الجافة، من أجل متابعة الأحداث المشتعلة في بلدهم.

وتسبب انقطاع الكهرباء وأزمة المشتقات النفطية في إغلاق مقاهي الإنترنت بشكل تام، كما أخطرت الفنادق نزلاءها بأنها ستوفر لهم الكهرباء لمدة أربع ساعات فقط.

وعمل كثيرون في اليومين الماضيين على تحويل سياراتهم إلى العمل بالغاز الطبيعي بدلا عن البنزين، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار المواصلات إلى ثلاثة أضعاف.

ونظرا لصعوبة الحصول على تيار كهربائي، خرجت الهواتف المحمولة من الخدمة نتيجة عدم توفر الشحن، كما بات صعبا الحصول على قنينة مياه باردة، وإذا توفرت فإن سعرها يصل إلى ما يوازي دولارا أميركيا.

وانتهز مالكو المولدات الكهربائية التي تعمل بمادة الغاز المنزلي والمتوفر حتى اللحظة في السوق اليمنية الظرف الطارئ، وفتحوا محلات لشحن الهواتف المحمولة، حيث تصل تكلفة شحن الجوال إلى ما يعادل نصف دولار أميركي، وأجهزة الحاسب الآلي المحمول إلى دولار أميركي.

المصدر : وكالة الأناضول