شم النسيم.. عادات وأجواء مصرية

مائدة الفسيخ والرنجة
شم النسيم في مصر موسم لتناول الفسيخ والرنجة مع الأهل والأصدقاء (الجزيرة نت)

رمضان عبد الله-القاهرة

في هذا اليوم من كل عام يحتفل المصريون بيوم "شم النسيم"، فتخرج الأسر إلى المنتزهات والحدائق مصطحبة معها "البيض الملون والفسيخ والرنجة والملوحة والخس والملانة"، وتشير جميعها إلى الخصب والحياة والديمومة والبقاء.

ويعود الاحتفال بشم النسيم إلى نحو خمسة آلاف عام، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة أصلها هيروغليفي قديم.

وبعد تحريف الاسم مع مرور الزمن أصبح "شم النسيم"، وهو أشبه بمهرجان شعبي تتوارثه الأجيال.

واتخذ اليهود هذا اليوم عيدا لهم، وجعلوه رأسا للسنة العبرية، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح أو "العبور" في إشارة إلى نجاتهم، واحتفالا ببداية حياتهم الجديدة.

وعندما دخلت المسيحية مصر كان احتفال المسحيين بعيد "قيامة المسيح" في يوم الأحد، ويليه مباشرة يوم "شم النسيم".

ولما كان تناول السمك ممنوعا على المسيحيين خلال الصوم الكبير، وهو من مظاهر الاحتفال بشم النسيم، فقد تقرر نقل الاحتفال به إلى ما بعد عيد القيامة مباشرة. واستمر الاحتفال بهذا اليوم في مصر بعد دخول الإسلام تقليدا متوارثا تتناقله الأجيال محافظة على مراسمه وطقوسه التي لم يطرأ عليها أي تغيير منذ عصر الفراعنة وحتى اليوم.

وفي هذا اليوم تزدحم الحدائق بالأسر التي تجد فيه فرصة لقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن ضغوط الحياة والعمل، كما أنه فرصة لتلاقي أفراد العائلة، خاصة أنه يوم عطلة رسمية يتوافد فيه الناس على الأندية والأماكن العامة باكرا.

المصريون يخرجون إلى المنتزهاتفي يوم شم النسيم (الجزيرة نت)المصريون يخرجون إلى المنتزهاتفي يوم شم النسيم (الجزيرة نت)
المصريون يخرجون إلى المنتزهاتفي يوم شم النسيم (الجزيرة نت)المصريون يخرجون إلى المنتزهاتفي يوم شم النسيم (الجزيرة نت)

عادات مصرية
وفي محافظة الجيزة وقفت طوابير طويلة أمام حديقة الحيوان وحدائق 6 أكتوبر بمنطقة جسر السويس في القاهرة. أما في باقي المحافظات فينتهز الأهالي الفرصة لقضاء الوقت على ضفاف النيل أو القيام برحلات نيلية، بينما ينتشر الباعة المتجولون في محيط المنتزهات عارضين ألعاب الأطفال والثمار المختلفة.

ويصاحب هذا اليوم ممارسة البعض رياضة ركوب الدراجات الهوائية والألعاب المتنوعة.

ويقول عرفان الأسيوطي (صاحب محل فسيخ) إن يوم شم النسيم يشهد إقبالا كبيرا على الشراء، وإنه لم يغلق محله طوال الأيام الخمسة الماضية نظرا لكثرة الطلب.

وأكد الأسيوطي أن ارتفاع أسعار كيلو الفسيخ من 70 إلى 150 جنيها (من 10 إلى 20 دولارا)، لا يمنع المصريين من تناول هذه الوجبة رغم الظروف الاقتصادية.

ويفسر عبد الغني البجهوري في حديث للجزيرة نت حرص الأسر على تناول "الرنجة" (نوع من الأسماك) في يوم شم النسيم، بالقول إنه لا يستطيع حرمان أولاده من الاحتفال والتنزه مثل باقي الأولاد في هذا اليوم لأنه عطلة رسمية وفرصة لتغيير الجو الأسري.

إقبال كبير على محلات بيع الأسماك والفسيخ (الجزيرة نت)
إقبال كبير على محلات بيع الأسماك والفسيخ (الجزيرة نت)

ملح الفسيخ
وقالت الحاجة شفيقة إبراهيم للجزيرة نت إن تناول أفراد أسرتها الفسيخ في هذا اليوم وفي يوم عيد الفطر يعود إلى الحرص على جودة المنتج، "وتعتبر المناسبة موسما لتناول الفسيخ الطازج الذي يصبح طعمه مختلفا مع اجتماع أفراد العائلة".

غير أن متخصصين يحذرون من تناول الرنجة والفسيخ نظرا لما لهما من مخاطر، فالأملاح الزائدة في الفسيخ تساعد على ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالتسمم.

ووفق أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث محمد سيد مسعود فإن الفسيخ والرنجة والملوحة تؤدي إلى التعرض للإصابة بجلطات في الدماغ أو ذبحة صدرية.

وأفتى البعض "بحرمة الاحتفال بشم النسيم"، بينما أجازت دار الإفتاء المصرية الاحتفال به والخروج إلى المنتزهات والأماكن العامة بشرط الالتزام بآداب الإسلام.

المصدر : الجزيرة