عرض من داخل الجليد.. تحدٍّ للشركات الناشئة بفنلندا

ويعكس المشهد غير الاعتيادي جنون وحماسة مسابقة القطب الشمالي لتحدي الشركات الريادية الناشئة من على المنصة "الأكثر برودة في العالم"، إذ لا تتعدى الحرارة في الحفرة درجتين مئويتين.

مشاركة واسعة
وجذبت المسابقة التي تجري للمرة الثانية في مدينة أولو، أقرب المدن الفنلندية إلى دائرة القطب الشمالي، وكانت منذ زمن ليس ببعيد مهد شركة نوكيا العملاقة للهواتف النقالة قبل أن تستحوذ عليها شركة مايكروسوفت، عشرين من مديري وممثلي شركات ريادية ناشئة في قطاعات الاتصالات وتقنية المعلومات والصحة والطاقة البديلة.

ومن بين المديرين سيدات أعمال من بلدان مختلفة منها النرويج، والسويد، وإستونيا، وهولندا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وباكستان، والولايات المتحدة، إضافة إلى البلد المضيف.

وحث ماثيو المهارات الأكاديمية العربية على البدء بمبادرات مماثلة في دولهم، وقال في حديث للجزيرة نت إن وجود اثنين من مؤسسي الشركة من أصل عربي دليل على وفرة المواهب العلمية التي تجد الفرص متاحة في ما تقدمه الدول الغربية من تسهيلات لتحقيق أحلامها الريادية.

وتجمع المسابقة الشركات الناشئة والمواهب الريادية والمستثمرين معا في جو أشبه بالكرنفال على وقع الأنغام الموسيقية. ومطلوب من المتسابقين القفز في حفرة "المنصة" والتحدث عن شركاتهم بقدر ما يستطيعون الصمود في المياه المتجمدة.

ويشكل إقناع المستثمرين من لجنة الحكام تحديا، إضافة إلى أن الوقوف في الحفرة يضع المتسابقين تحت اختبار ضغط نفسي شديد.

أفكار مشاريع
وأتاحت المسابقة الفرصة لممثلي الشركات لعرض أفكار مشاريعهم أمام كبار المستثمرين ورجال الأعمال، بينما تجمهر مئات المشجعين من رواد هذا النوع من الرياضات الشتوية على ضفاف نهر "أولويوكي" المتجمد لمتابعة المسابقة وهم يحتسون مشروبات ساخنة ويأكلون بعض أنواع المكسرات للمحافظة قدر الإمكان على درجة حرارة أجسامهم.

وفي حديثها للجزيرة نت، أشارت المسؤولة عن تنظيم المسابقة ميا كيمبالا إلى اختيار الشركات الأكثر جدوى اقتصادية، لافتة إلى "أن المسابقة تشكل طريقة ممتازة للمتسابقين لإثبات قدرتهم على مواجهة تحديات المستقبل".

وأوضحت كيمبالا أنه تتم مراعاة الشروط الصحية للمتسابقين، بحيث يوجد غطاسون قرب الحفرة وفريق طبي للإسعافات الأولية في حال حدوث طارئ صحي، مثل تعرض أحد المتسابقين لأزمة قلبية.

وتكتسب مدينة أولو التي تشهد طفرة اقتصادية، أهمية من كونها -على غرار ولاية كاليفورنيا الأميركية- واجهة بارزة في الشمال الأوروبي بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتضم عددا من كبريات شركات التقنية العالمية ومئات الشركات الناشئة التي أسسها موظفون سابقون بشركة نوكيا.

تقنية المعلومات
وقال المدير التنفيذي لمنظمة أولو للأعمال يوها ألا مورسولا إن المسابقة تعتبر إنجازا يتمثل في تلقي الشركات الناشئة دعما تقنيا عبر المراكز البحثية والتمويل الذي توفره الحكومة المحلية للأفكار للريادية، حيث بلغ هذا العام نحو عشرة ملايين يورو.

وأشار مورسولا في حديث للجزيرة نت إلى أن أولو مدينة صديقة لتقنية المعلومات والاتصالات، وفيها جامعة أولو للعلوم التطبيقية التي تشتهر بمراكز الأبحاث لتطوير الاتصالات اللاسلكية وتقنيات المستقبل والطباعة المجسِّمة (الثلاثية الأبعاد).

وأوضح أن ما تشهده أولو يعود إلى دينامية النظم البيئية الملائمة للأعمال في الاتصالات وتقنية المعلومات، وقال إن من الأمثلة على ما توفره المدينة، بناء منظومة متقدمة تعد الأولى في العالم لاختبار شبكة الاتصالات "جي5".

وأعلن في حفل أقيم في نهاية المسابقة عن أسماء الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى الذين حصلوا على خدمات استشارية وإعلانية من المراكز البحثية المتخصصة لتسويق منتجاتهم، إضافة إلى جوائز مادية.