"عن بعد".. مبادرة لتوفير فرص العمل للغزيين

جيهان الفرا مع مشرف دراستها السودي كاري رونكو
الفلسطينية جيهان الفرا مع مشرف دراستها السويدي كاري رونكو (الجزيرة)

أحمد عبد العال-غزة

لا يصدق الشاب الفلسطيني محمد أبو صفية أنه عثر أخيرا على وظيفة في مجال تخصصه، بعد أن وافقت إحدى المجلات النرويجية على أن يعمل لديها مصورا صحفيا في قطاع غزة.

حصول أبو صفية على عمله الجديد لم يكن عبر وسيلة تقليدية، بل وفرت له زميلته جيهان الفرا تلك الفرصة ضمن مشروع بدأت تخطط له قبل أكثر من عام وبدأت في تنفيذه منذ أشهر، لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل في قطاع غزة "عن بعد".

وتعمل الفرا على ربط الشباب الغزي بمؤسسات صحفية وتكنولوجية وفنية في دول أوروبية تبحث عن موظفين لها في القطاع.

ويقول أبو صفية إنه تخرج في قسم الصحافة بجامعة الأزهر بغزة قبل عام ونصف وظل عاطلا عن العمل طول تلك الفترة إلى أن تواصل مع الفرا وأرسل لها سيرته الذاتية.

مشروع مميز
ويضيف أن مشروع تشغيل الشباب الذي تديره الفرا يحد من البطالة بشكل جيد ويوفر دخلا ماليا ممتازا للشباب وعائلاتهم، وإضافة إلى ذلك يعطي انطباعا بأن غزة يوجد فيها مبدعون وطاقات إنتاجية عالية.

ويضيف أن تشغيل الشباب العاطلين عن العمل عن بعد مشروع مميز لم يسبق أن نفذه أحد على مستوى القطاع، قائلا إنه يوفر فرصا وظيفية ويشجع خريجي الجامعات على تطوير قدراتهم.

ويشير إلى أن من يحصل على فرصة عمل عبر هذا المشروع لا يحتاج لاستئجار مكتب أو إمكانيات عالية بل يمكنه أن يعمل من منزله.

وتقول الفلسطينية جيهان الفرا صاحبة فكرة مشروع تشغيل الشباب عن بعد إنها تهدف للمساهمة في حل مشكلة البطالة وتأكيد أن غزة ليست مليئة بالقتل والدماء كما تتخيل بعض الشعوب.

وتوضح الفرا أنها أنشأت مؤسسة بشكل قانوني ببريطانيا وبدأت بتكوين قاعدة بيانات للشباب العاطلين عن العمل في غزة.

‪أبو صفية حصل من خلال مبادرة
‪أبو صفية حصل من خلال مبادرة "عن بعد" على فرصة عمل مع مجلة نرويجية‬ (الجزيرة)

وتعمل المؤسسة التي أنشأتها الفرا على توفير عقد عمل لأي شخص من غزة مع مؤسسات وشركات أجنبية مع ضمان الحقوق القانونية للجهتين.

والفرا طالبة غزية درست آداب اللغة الإنجليزية في الجامعة الإسلامية، ثم سافرت للسويد وأعدت دبلوما بعنوان "الابتكار الاجتماعي في السياق التكنولوجي"، ومن ثم بدأت دراسة الماجستير في جامعة أكسفورد بروكس في بريطانيا، ومشروع "عن بعد" هو جزء من دراستها.

الترويج للمواهب
وتشير الفرا إلى أنها أسست موقعا على شبكة الإنترنت لاستقبال طلبات الشباب العاطلين عن العمل في غزة، ولنشر صور تحاكي واقع الحياة في القطاع وتروج للمواهب الموجودة فيه.

واستعانت الشابة الفلسطينية بمجموعة من المتطوعين في بريطانيا للعمل على تسجيل مشروعها بشكل قانوني والمساعدة في التخطيط الإستراتيجي له والحصول على أكبر عدد من فرص العمل.

وتؤكد أنها تريد أن توصل للعالم رسالة من خلال مشروعها بأن غزة لا تحتاج إلى المساعدات والتبرعات والقوافل الإنسانية فقط وإنما يوجد فيها مبدعون وموهوبون يحتاجون إلى فرص عمل حقيقية.

وتقول إن التبرعات والقوافل الإغاثية توفر مساعدة للعائلات الفقيرة والمتضررة ولكنها لا تحل مشكلة الفقر جذريا.

وتوضح أن الشباب الذين يحصلون على عمل من خلال مشروعها سيطلعون شعوب العالم على قدراتهم وإبداعاتهم وخبراتهم، "فهناك كثيرون يمتلكون مهارات عالية ولكن لم تتوفر لهم الفرصة المناسبة".

ويوفر مشروع تشغيل الشباب عن بعد فرص عمل للمختصين في مجالات تطوير صفحات الإنترنت والبرمجة والرسوم المتحركة والغرافيك والترجمة والتصوير الصحفي، كما تقول الفرا.

المصدر : الجزيرة