"أراب آيدول" أو حينما تلوث السياسة مسابقة فنية

Syrian singer Hazem Sharif, 21, from Aleppo in northern Syria, performs during the the last prime of Arab Idol Show broadcast by MBC Arabic satellite channel in Zouk Mosbeh neighborhood, north of Beirut, Lebanon, Saturday, Dec. 13, 2014. Sharif was crowned the most watched show in the Middle East, beating off his two rivals Palestinian Haitham Khalaily and Majed Al-Madani from Saudi Arabia. (AP Photo/Bilal Hussein)
حازم شريف أثناء أدائه فاصلا غنائيا ضمن مسابقة "أراب آيدول" في لبنان (غيتي/الفرنسية)

أبت السياسة إلا أن تحشر أنفها في مسابقة "أراب آيدول" التي فاز المشترك السوري حازم شريف بجائزتها الأولى مساء السبت.

غير أن شريف خيب ظن من أراد تصنيفه في أحد معسكري الصراع السوري -وهما النظام والمعارضة- فأبى أن يرفع علم أي منهما، وآثر السجود شكرا لله ما إن أعلنت اللجنة فوزه في المرحلة النهائية من ثالث مواسم هذه المسابقة.

وتفوق شريف على الفلسطيني هيثم خلايلي والسعودي ماجد المدني، بعدما نال نسبة التصويت الأعلى من الجمهور في مختلف أنحاء العالم العربي. وحصل الفائز على 250 ألف ريال سعودي (حوالي 67 ألف دولار) وعلى عقد فني إضافة إلى هدايا أخرى.

وما إن أعلن مقدما البرنامج الغنائي الأشهر في العالم العربي عن فوز المشترك السوري، حتى سجد شريف على وقع صيحات الجمهور الذي ظل يهتف "سوريا، سوريا" لدقائق.

‪شريف يسجد شاكرا لله بعد إعلان فوزه‬ (الأوروبية)
‪شريف يسجد شاكرا لله بعد إعلان فوزه‬ (الأوروبية)

وعلى عكس المشتركين الآخرين، والفائزين في الموسمين الأول والثاني، لم يرفع شريف علم سوريا أو علم المعارضة المسلحة التي تخوض منذ نحو أربع سنوات نزاعا داميا مع النظام قتل فيه أكثر من مائتي ألف شخص، بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.

فوز يتنازعه الأضداد
لكن شريف أدى في الحلقة الأخيرة، التي تابعها نحو مائة مليون شخص عبر شاشات التلفزيون -بحسب قيمين على البرنامج- أغنية "بكتب اسمك يا بلادي" للفنان اللبناني جوزف عازار، وأهداها إلى بلده سوريا.

وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي فور إعلان فوز شريف بالتعليقات والتغريدات التي تمحورت في غالبيتها حول ما إذا كان الفائز الذي يعيش حاليا في لبنان مؤيدا للنظام السوري أو للمعارضة المسلحة.

غير أن سوريين آخرين فضلوا الابتعاد عن السياسة، والتأكيد على أن فوزه حمل الفرح إلى شعب يعاني من الحرب منذ نحو أربع سنوات.

وفي سوريا، جابت سيارات شوارع العاصمة دمشق، وخرج من نوافذها شبان وشابات وأطفال حملوا أعلاما سورية وهم يلوحون بها ويهتفون "سوريا". وقد بثت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" خبر فوز شريف، مشيدة بصوته.

وفي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب، أطلق البعض الرصاص في الهواء ابتهاجا ما إن أُعلن فوزه، بينما تعالى الصراخ من بعض المنازل وكذلك الزغاريد.

ولم تكن ردة الفعل مماثلة في الجهة الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، حيث إن الكهرباء كانت مقطوعة في هذه المنطقة، وكثير من السكان لم يسمعوا بالبرنامج، أو رفضوا التعليق على فوز الشاب السوري.

المصدر : الفرنسية