متحف يوثق 300 عام من مصارعة الثيران

تمثال لمصارع ثيران يحيي الجماهير رافعا قبعته، أمام حلبة مصارعة "لاس فينتاس".
undefined

آمن عجاج-مدريد
 
تضم حلبة "لاس فينتاس" لمصارعة الثيران بمدريد متحفا تختصر محتوياته تاريخ ثلاثة قرون من مصارعة الثيران بإسبانيا.
 
وتتوزع مقتنيات المتحف على خمس قاعات تمثل كل منها موضوعا معينا، الأولى لمصارعة الثيران في القرن الـ18 والثانية للمصارعة بالقرن الـ19، والثالثة تبين التطور التاريخي لملابس مصارعي الثيران والعباءات المستخدمة في المصارعة، والرابعة لتماثيل ولوحات فنية عن عالم مصارعة الثيران، والخامسة للأدوات المستخدمة في المصارعة وتطورها عبر القرون الماضية ورؤوس محنطة لثيران كانت "أبطال أمسيات لا تنسى".

ويربو عمر المتحف على ستين عاما، فقد افتتح عام 1951، ويزداد عدد زواره سنويا باستمرار، وبلغ في العام الماضي 51281 زائرا، وفقا لبيانات حكومة مدريد الإقليمية التي تعود إليها ملكية المتحف.

‪دييث: مصارعة الثيران ليست مواجهة مع الثور فحسب بل تاريخ يمتد لقرون‬ (الجزيرة)
‪دييث: مصارعة الثيران ليست مواجهة مع الثور فحسب بل تاريخ يمتد لقرون‬ (الجزيرة)

خوسيه دييث
وفي حديثه للجزيرة نت قال خوسيه لويس دييث مسؤول الصحافة بمركز شؤون مصارعة الثيران التابع لحكومة مدريد الإقليمية إن أرقام الزوار في العام الجاري تشير إلى أن معدل الزيارات هذه السنة سيعادل الرقم القياسي المسجل في العام الماضي على الأقل، إن لم يتجاوزه.

وأوضح دييث أن إقامة هذا المتحف في أواسط القرن الماضي بحلبة المصارعة كانت تهدف لأن توضح لزائر الحلبة أن مصارعة الثيران ليست المواجهة التي سيشهدها بين المصارع والثور فحسب، بل هناك تاريخ تمتد جذوره لقرون مضت، له شخصيات بارزة تركت بصمة واضحة عليه وألهم فنانين ورسامين وأدباء أثروا الثقافة بإبداعاتهم.

وأشار دييث إلى أن مبنى حلبة "لاس فينتاس" مُدرج ضمن قائمة "الآثار التاريخية الفنية"، لذا يحظى بأعداد كبيرة من الزوار، ومنهم من يريد تعرّف محتواه الثقافي، ولهذا يأتي إلى المتحف.

وأضاف المسؤول الصحفي أن الزوار ليسوا من المواطنين الإسبان فقط، بل هناك كثير من الأوروبيين أغلبهم من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والدانمارك، بالإضافة إلى مواطني الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية وشرق آسيا، وهو ما يعني أن المتحف لا يستحوذ فقط على اهتمام الإسبان الذين يشعرون بأن مصارعة الثيران جزء من ثقافتهم، بل إن هذا الاهتمام يمتد إلى ثقافات أخرى.

‪بذلات لمصارعي ثيران كانوا من أبرز المصارعين على مر التاريخ‬ (الجزيرة)
‪بذلات لمصارعي ثيران كانوا من أبرز المصارعين على مر التاريخ‬ (الجزيرة)

مقتنيات نفيسة
واستعرض دييث العديد من المقتنيات النفيسة بالمتحف، منها لوحات لمشاهير الرسامين -مثل غويا- تعود للقرن التاسع عشر ووثائق وملصقات إعلانية لمباريات مصارعة الثيران تعود للقرن الـ18.

ومن المقتنيات التي قدمها دييث ملابس لمصارعي ثيران سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ هذه الرياضة ورؤوس محنطة لثيران "نبلاء شجعان" منها من تغلّب على المصارع وقتله ومنها من ساهم في تقديم منازلة أدت إلى إبراز نجم مصارع وصارت علامة بارزة في تاريخ المصارعة.

وعن مقتنيات المتحف التي تثير اهتمامات الزوار الأجانب، أشار دييث إلى أن هناك من لا يعرف تاريخ مصارعة الثيران ويثير اهتمامه الجانب "الدرامي" فيها، كبذلة مصارع الثيران "الأسطوري" مانوليتي الذي لقي مصرعه وهو يرتديها في مواجهة جرت عام 1947، ورؤوس ثيران قتلت مصارعين، أما المهتمون بالثقافة الإسبانية فيركزون على التماثيل واللوحات التي استلهمت موضوعها من مصارعة الثيران وكانت شاهدا على تطورها خلال قرون.

واختتم دييث موضحا أن متحف مصارعة الثيران هو أحد المتاحف القليلة جدا التي تستقبل زوارها مجانا، ويهدف بذلك إلى التعريف "بثقافة مصارعة الثيران" وأوجهها المختلفة، التي لا تقتصر على مباريات المصارعة بل لها أثر يمتد إلى الإنتاج الأدبي والفني.

المصدر : الجزيرة