780 مليونا يفتقرون للمياه النظيفة بالعالم
ونوهت الدراسة بأن الأزمة المائية تطل برأسها بشكل أكثر بروزا في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى وأجزاء من الصين والهند والجنوب الغربي للولايات المتحدة، لأسباب عدة من بينها إعطاء أولوية لسياسات مائية خاطئة، ونقص القوانين وعدم توافق الدول المطلة على المصادر المائية المشتركة، وقلة المعلومات التقنية.
وحذرت الدراسة من أن النزاعات المائية الخامدة بين الدول يمكن أن تبرز مجددا نتيجة تناقص موارد المياه وتزايد الطلب عليها في الوقت نفسه، ونبهت إلى أن العالم منذ عام 1953 شهد 44 نزاعا مائيا وقعت بدول في الشرق الأوسط.
لفت الانتباه
وجرى تقديم دراسة اليونيسكو حول الأوضاع المائية في العالم خلال فعاليات مؤتمر دعت إليه الحكومة الألمانية أمس الجمعة بمناسبة اليوم العالمي للمياه الموافق 22 مارس/آذار من كل عام، ويهدف للفت الأنظار إلى أهمية المياه النظيفة كمكون رئيسي لحياة الإنسان.
وأقيم المؤتمر بعنوان "مستقبل التعاون المائي الدولي العابر للحدود"، وشارك فيه وزراء ومسؤولو خمسة وزارات ألمانية وإعلاميون وسفراء دول جمهوريات آسيا الوسطى ودولة جنوب السودان وممثلي منظمات غير حكومية.
واستهلت وزيرة الدولة الألمانية للتعاون الدولى غوردون كوب كلمتها في المؤتمر بالإشارة إلى تقديم بلادها مساعدات بقيمة 350 مليون يورو سنويا لتطوير مشاريع مائية في 43 دولة، يعاني سبعمائة مليون نسمة فيها من النقص الشديد في الموارد المائية.
المياه والسياسة
ونبهت وزيرة الدولة بالخارجية الألمانية كورنيلا بيبر إلى تزايد أهمية المياه في أجندة السياسات الخارجية للدول -ومن بينها ألمانيا- وتحولها لأحد محدداتها، وقالت إن حكومتها تنشط بمشاريع المساعدة المائية عالميا لتوقعها أن قلة موارد المياه يمكن أن تتحول إلى دافع لحل المشكلات المائية بين الدول، وليس سببا لوقوع هذه المشكلات.
وعرضت في المؤتمر مشاريع تشارك فيها ألمانيا في جمهوريات آسيا الوسطى منذ عام 2001، ومن بينها تحقيق إدارة فعالة للمياه بوادي فرغانة، ومشاركة المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء بإقامة قاعدة بيانات لتمكين قرغيزيا وطاجكستان من التخطيط لإدارة فعالة لمواردهما المائية، وتحديث أنابيب نقل المياه الموجودة فيها العائدة لأكثر من قرن، وتأسيس قسم لاقتصاد المياه بجامعة كزاخستان.
ألمانيا والعرب
وردا على سؤال للجزيرة نت عن مشاريع وزارتها المائية بالعالم العربي، قالت وزيرة الدولة الألمانية للبيئة غوردون كوب إن هذه المشاريع الموزعة في الأردن ومصر وتونس تركز على تطوير إدارة المصادر المائية، وتنقية المياه والاستغلال الأمثل لمصادر المياه المتاحة والحفاظ عليها.
ومن جانبه وصف رئيس قسم اقتصاديات المياه بوزارة البيئة الألمانية هيلغا فيندينبورغ -في حديث للجزيرة نت- الأوضاع المائية في العالم العربي بالحرجة، وأشار إلى أن حاجة إمدادات المياه بالدول العربية لطاقة كبيرة تدعو لاستخدام تقنيات تحتاج استهلاك طاقة منخفضا في إمدادات المياه.
وقال إن الحاجة المائية مؤهلة دائما لإثارة النزاعات بغياب الإدارة المشتركة لموارد المياه، ورأى أن تأسيس مصر والسودان وأثيوبيا لمفوضية مائية خاصة كفيل بتجنيب هذه الدول نزاعات قادمة.
ونوه بأن برلين تسهم في مشاريع لتنقية مياه الشرب وتطهير مخلفات الصرف الصحي قبل إعادة إرسالها لنهر النيل في مدن مصرية كبرى، وذكر أن ألمانيا تشارك أيضا بمشروع مائي ثاني مع الأردن والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، ومشروع ثالث مع الأردن لاستخدام تقنيات أقل استهلاكا للطاقة الكهربائية.