"ثقي بقدراتك".. ملتقى لتمكين المرأة الصماء

الملتقى شاركت فيه وفود عربية وأجنبية
undefined

سيد أحمد الخضر-الدوحة

لتسليط الضوء على إمكانيات ومعاناة المرأة الصماء، انطلقت الأحد بالعاصمة القطرية الدوحة فعاليات ملتقى "ثقي بقدراتك" الذي ينظمه المركز الثقافي للصم بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.

ويركز المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام على إبراز مواهب المرأة العربية الصماء، واستعراض التحديات التي تعيق اندماجها في المجتمع وتحرمها من الولوج إلى سوق العمل.

وقال مدير إدارة المراكز الشبابية بوزارة الثقافة والفنون والتراث عبد الرزاق الكواري إن الملتقى حدث غير مسبوق في المنطقة العربية، لكونه يشخص مختلف التحديات التي تواجه إحدى الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

ولفت في كلمة الافتتاح بالملتقى إلى أن الإعاقة تضاعف معاناة المرأة العربية، مما يتطلب مساعدتها على الانخراط في العمل عبر تزويدها بوسائل التعليم الحديثة وإلحاقها بمراكز التأهيل والتدريب.

حواجز العزلة
وطالب الكواري بكسر حواجز العزلة التي تمنع المرأة الصماء من التأثير في المجتمع لتتمكن من "الكشف عن مخزونها الوفير من العطاء والإبداع".

أما نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور يوسف عبيدان، فدعا إلى تفعيل الخطط والبرامج التي تكفل العدالة والأمن والرفاهية للمعاقين.

وقلّل عبيدان من الأثر السلبي للإعاقة لأنها وفق نظره أقل خطرا من الأمية المنتشرة في الدول العربية والبطالة التي تهدد استقرار العديد من دول العالم.

‪جانب من زوار المعرض الفني المصاحب للملتقى‬  (الجزيرة)
‪جانب من زوار المعرض الفني المصاحب للملتقى‬ (الجزيرة)

وشدد رئيس مجلس إدارة المركز الثقافي للصم علي السناري على أن الفئة التي ينتمي إليها تملك عقولا واعية وتتمتع بقدرات هائلة ينبغي توظيفها في خدمة المجتمع.

وأعرب السناري -الذي تكلّم للجزيرة نت رمزا- عن أسفه لأن تمكّن الصم من التعبير عما يعتمل بدواخلهم لا يقضي على عزلتهم، حيث "لا يوجد من يفهمهم، ويجب أن تدرس لغتهم في المدارس".

من جانبه، ثمّن رئيس الاتحاد العالمي للصم كولن هلن بجهود قطر في خدمة المعاقين سمعياً، حيث "توفر لهم أفضل البرامج والخدمات".

واعتبر كولن أن الإشارة التي يفهمها الصم لغة عالمية يجب تدريسها في المدارس، ليتسنى لهم التواصل مع مجتمعاتهم.

العالم الثالث
من جهتها، أوضحت رئيسة قسم الشباب بالاتحاد العالمي للصم جيني نيلسون أن 80% من الصم ينتمون إلى العالم الثالث، ويتقن لغة الإشارة منهم 3% من أصل 20% يتاح لهم الالتحاق بالتعليم.

ولفتت نيلسون في حديثه للجزيرة نت إلى أن التواصل مع الناس يمثل التحدي الأكبر لهذه الشريحة التي أجبرتها الإعاقة على تعويض اللسان بالبنان.

بيد أن جيني ترى أن لغة الإشارة يمكن تعليمها للأطفال في أعمار مبكرة وبجهود متواضعة، مما يحمل المؤسسات التربوية مسؤولية تسيير التواصل بين المعاقين والأسوياء.

وتنظم على هامش الملتقى العديد من الورش حول مبادئ لغة الإشارة، وتطوير إمكانيات المرأة الصماء في التفاعل مع المجتمع ومحيط العمل.

وقال المدرب حسين حبيب السيد إن الملتقى سيرفع من قدرات المرأة الصماء من جهة، ويعمل من جهة أخرى على تغيير قناعات المجتمع حول محدودية إمكانياتها.

وأقيم على هامش الملتقى معرض للوحات فنية للمعاقات سمعيا تجسد معاناتهن من التمييز، وترسم قلقهن العميق من العزلة والعيش على هامش الحياة.

وذيلت اللوحات التي عرضت في الحي الثقافي، بعبارات من قبيل: الحرمان من العمل يثبط عزيمتي، تجريدي من الثقة يقيدني، وتجاهلكم يخنقني.

المصدر : الجزيرة