مفتاح عمى الوجوه بالدماغ

العلاج الجيني يحسن الرؤية لدى مرضى العمى الوراثي

undefined

كشفت دراسة جديدة غموض سبب أن بعض الناس لا ينسون أبدا وجوها رأوها من قبل بينما البعض الآخر يصارع للتعرف على أناس التقوهم بالفعل، بأن هذا الأمر يمكن تفسيره بواسطة مجموعتين صغيرتين من الأعصاب في الدماغ.

فقد أثبت العلماء للمرة الأولى أن عنقودين في منطقة الدماغ يسميان التلفيف المغزلي (جزء من الفص الصدغي في منطقة برودمان 37 في التقسيم التشريحي للدماغ) تلعب دورا هاما في طريقة رؤيتنا للوجوه وليس الأشياء الأخرى.

وقد أظهرت الاختبارات على مريض مصاب بما يعرف "عمى التعرف على الوجوه" -وهي حالة لا يستطيع فيها المريض التفريق بين الوجوه- أن التحفيز الكهربي للأعصاب تسبب فورا في تشويه إدراكه الحسي لأحد الوجوه، بينما الأشياء الأخرى التي في مجال رؤيته ظلت بدون تغيير.

وقال الباحثون إن نتائج دراستهم يمكن أن تقود إلى علاجات جديدة لمثل هذه الحالة وربما تفسر أيضا سبب أن بعض الناس لديهم ذاكرة أفضل مع الوجوه من غيرهم. وأن نحو 2% من عموم الناس يعتقدون أنهم يعانون من شكل معين من "عمى الوجوه".

وقد استفادت التجربة التي أجريت على رون بلاكويل، البالغ 47 عاما، من الأقطاب الكهربائية المغروسة بالفعل في دماغه حول التلفيف المغزلي كجزء من علاج منفصل للصرع.

ويشار إلى أن عمى التعرف على الوجوه يمكن أن يصيب المرء منذ الولادة أو ينشأ نتيجة ضرر دماغي في مرحلة تالية من الحياة. والمصابون به لا يستطيعون التفريق بين وجه وآخر، لكن بقية حاسة البصر عندهم تظل طبيعية جدا.

وقال الدكتور جوزيف بارفيزي -الذي قاد الدراسة بجامعة ستانفورد الأميركية- إن النتائج تثبت أن العنقودين اللذين يبعدان عن بعضهما قيد أنملة بالقرب من قاعدة الدماغ، مهمان للتعرف على الوجوه.

ومن الجدير بالذكر أن دراسات سابقة كانت قد أشارت إلى أن العنقودين كانا أكثر نشاطا عندما شاهد الناس صور وجوه مقارنة بصور أيد أو أرجل أو أشياء أخرى، لكن الدراسة الجديدة كانت الأولى التي تقدم برهانا تجريبيا.

المصدر : تلغراف