التحجيل بفلسطين بطاقة هوية طائرة

طاقم التحجيل في جمعية الحياة البرية الفلسطينية
تحجيل الطيور طريقة لتعريف العالم بفلسطين (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-أريحا  

 
لا تقتصر مساعي البحث عن الحرية لدى الفلسطينيين على اللون السياسي والكفاحي، بل تتسع إلى مخاطبة العالم بطريقة أخرى هي تحجيل الطيور العابرة للحدود بحلقات فلسطينية خاصة.
 
والجديد حصولُ جمعية الحياة البرية الفلسطينية، ومقرها بلدة بيت ساحور في ضواحي بيت لحم، على حلقات خاصة لتحجيل الطيور باسم فلسطين، في خطوة اعتبرها مسؤولوها اعترافا بفلسطين وحياتها البرية.
 
ويعبر سنويا نحو 500 مليون طير مهاجر سماء فلسطين التي تتمتع بيئتها بأكثر من 500 صنف من الطيور، 130 منها مقيم، حسب المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية عماد الأطرش.
 
حلقات التحجيل تحمل رقما تسلسليا واسم فلسطين (الجزيرة نت)
حلقات التحجيل تحمل رقما تسلسليا واسم فلسطين (الجزيرة نت)

وحصل الأطرش مؤخرا على لقب أول عالم طيور في العالم العربي، في اجتماع لعلماء الطيور في العالم بالبرازيل.

ممر للهجرة
يقول الأطرش إن الجمعية بدأت منذ تأسيسها عام 2000 في المسح البيئي ودراسة هجرة الطيور، لاسيما أن موقع فلسطين يعد بمثابة عنق الزجاجة لهجرة الطيور الأوروبية المهاجرة من أوروبا إلى أفريقيا.

 
وأوضح أن لهجرة الطيور موسمين، الأول ربيعي من منتصف شباط/فبراير حتى منتصف نيسان/أبريل والثاني خريفي من منتصف آب/أغسطس حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.

 
وأضاف أن فلسطين ممر للطيور المهاجرة من أوروبا وحتى أفريقيا والعكس كذلك، حيث تقيم حسب نوعها فترات متفاوتة في مناطق مختلفة، وتحديدا في الأغوار وأريحا بشرق الضفة.
 
وتتخذ الجمعية الحديقة النباتية ذات الطقس المعتدل شتاء في مدينة أريحا محطة لدراسة الطيور ومراقبتها وتحجيلها وإجراء التجارب عليها.
 
وتحدث الأطرش عن عقبات وتهديدات تواجه الحياة البرية بفلسطين، بينها التغير المناخي الذي أثر على نوعية الطيور وخطوط هجرتها ومدة إقامتها، وأيضا الاحتلال الإسرائيلي.
 
ويقول الأطرش إن الجدار العنصري والطرق الالتفافية، والمستعمرات المقامة في مناطق طبيعية كجبل أبوغنيم وسيطرة إسرائيل على مصادر المياه، تقتل الحياة البرية.
 
ومن أنواع الطيور التي تقلصت النسر الذهبي الذي تتخذه السلطة الفلسطينية شعارا، ولا يوجد منه حاليا سوى عشرة أزواج، وطيور النسر الأسمر التي لا يزيد عددها عن 70 بالضفة.
 

أخصائي التحجيل بهاء إسحاق يُحجل طيرا في الحديقة النباتية (الجزيرة نت)
أخصائي التحجيل بهاء إسحاق يُحجل طيرا في الحديقة النباتية (الجزيرة نت)

لكن رشاد يرى أن فلسطين خطت خطوة كبيرة في تطوير الحياة البرية بحصولها على 50 ألف حلقة تحجيل معترف بها عالميا ومختومة باسم جمعية الحياة البرية، وهو يذكّر بأن إنتاج هذه الحلقات مكلف جدا ولا يتم إلا في بولندا وبريطانيا.

 
هوية الطير
يقول أخصائي التحجيل بهاء إسحاق إن حلقات التحجيل مصنوعة من الألمنيوم بثلاثة أحجام، وتحمل أرقاما تسلسلية عالمية، وتوضع في ساق الطائر المحجل، كهوية له.
 
وأضاف وهو يجري عملية تحجيل في الحديقة النباتية التابعة للجمعية في أريحا أن التحجيل يتم بوضع حلقة في ساق الطير حسب حجمه، وتسجل البيانات الأساسية كالعمر التقريبي، والوزن، ونسبة الدهون، وطول الأجنحة، ورقم الحلقة، في سجل خاص، ليعاد إطلاق الطير.
 
وأضاف أن التحجيل وسيلة لدراسة حياة الطيور والتعرف على خصائصها، حيث تبين مثلا بعد التحجيل أن طيور فلسطين وصلت إلى أوروبا وأفريقيا، وتمت مراسلة الجمعية للتعرف على المعلومات المدونة عنها، وفي المقابل وقعت بين أيدي الجمعية طيور قادمة من تركيا وفرنسا وسيبيريا.
 
ويتولى إبراهيم عودة مهمة التوعية والتثقيف في الجمعية، خاصة للزوار من الهواة وطلبة المدارس والجامعات، مشيرا إلى توفر بيئة جذابة للطيور في الحديقة النباتية كبرك المياه والنباتات المتنوعة.
المصدر : الجزيرة