الإنسان يتحمل مسؤولية الفيضانات

AFP This picture taken 02 November 2007 shows a canal and logs from logging concession of compane which have legal problem at acacia plantation in Kampar,

قطع أشجار الغابات من أهم أسباب تزايد الفيضانات وانهيارات التربة (الفرنسية-أرشيف)

يتفق الباحثون على أن للتغير المناخي دورا ما في ارتفاع معدل الفيضانات في آسيا عموما، لكن دون أن يعفي ذلك الإنسان من مسؤوليته عن تدمير التوازن البيئي ووقوع الكوارث الطبيعية بمختلف أنواعها.

 
ويحدد العلماء المتخصصون عوامل عديدة من صنع الإنسان منها –على سبيل المثال لا الحصر- تراجع مساحة الغطاء النباتي بسبب قطع أشجار الغابات، وتحويل المستنقعات والسبخات المائية إلى أراض زراعية أو مواقع سكنية، وسد نظام الصرف الطبيعي بالنفايات ومخلفات القمامة.
 
وعن ذلك يقول غانيش بانغاري المنسق الإقليمي لمكتب المياه والمستنقعات في تايلند مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، إنه من غير المقبول إلقاء اللوم على الطبيعة والتغير المناخي دائما، بل إن للإنسان دورا في محاصرة وسد المنافذ التي توفرها الطبيعة لمياه الأمطار الزائدة والفيضانات.
 
ويرى بانغاري أن الإدارة الجيدة لمناطق الفيضانات ستقلل من الخسائر البشرية والمادية المترتبة عن الكوارث الطبيعية كما حدث في باكستان مؤخرا، مشددا على ضرورة حماية "البنى التحتية للطبيعة، وإلا فإنه من غير الممكن تحقيق متطلبات التنمية المستدامة".
 

جانب من الفيضانات التي شهدتها الفلبين في سبتمبر/أيلول 2009 (الفرنسية-أرشيف)
جانب من الفيضانات التي شهدتها الفلبين في سبتمبر/أيلول 2009 (الفرنسية-أرشيف)

تبرير الأخطاء

ويتفق مدير معهد مانيلا للمناخ والمدن ريد كوستانتينو مع هذا الرأي، مشيرا إلى أن التغير المناخي-الناجم عن الانحباس الحراري– بات هو المشجب الذي يعلق عليه المسؤولون أخطاءهم لدى وقوع الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، مع العلم -والكلام لكوستانتينو- بأن معظم الأسباب المؤدية للفيضانات ذات طبيعة محلية ومعروفة.
 
ويشدد الباحث الفلبيني على أن حسن الإدارة في العديد من العواصم الآسيوية يعتبر القضية الأهم، سواء على صعيد إدارة النفايات أو إدارة الأراضي والتوزع العمراني، لافتا إلى ما شهدته العاصمة الفلبينية العام الماضي خلال العاصفة الاستوائية كاستينا والفيضانات التي رافقتها وأسفرت عن مقتل 400 شخص.
 
وخص كوستانتينو بالذكر بعض السلوكيات التي تمثلت في بناء المنازل في سهول الفيضانات خلال السنوات العشر الأخيرة، وتدمير الغابات ونشر النفايات ومخلفات القمامة التي سدت مجاري الصرف الطبيعية لمياه الأمطار الغزيرة، الأمر الذي فاقم من مضار وتداعيات الفيضانات عاما بعد عام.
 
الاستثمار الحقيقي
وفي نفس الإطار، يرى الباحث البيئي بروس دن-الذي يعمل لصالح قسم التنمية المستدامة في بنك التنمية الآسيوي- في قطع الأشجار ودمار الغابات سببا رئيسيا ومهما في زيادة حجم ومخاطر الفيضانات.

"
اقرأ أيضا:

التغيرات المناخية.. مخاطر وتأثيرات
"

ويذكّر دن بالدراسة التي أجرتها مؤخرا جامعة تشارلز داروين الأسترالية وتحدثت عن أن تراجع مساحة الغابات بنسبة 10% في الآونة الأخيرة ساهم في زيادة معدل تواتر الفيضانات من 4 إلى 28%.

ويركز بانغاري على هذه الفكرة بالتأكيد على الاستثمار في البنية التحتية الطبيعية مثل الغابات والأنهار والبحيرات والسبخات المائية، لأنها السبيل الوحيد لحماية الناس من مخاطر الفيضانات أو الكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية.

المصدر : الفرنسية