ورشة بالرباط تناقش أمن الإنترنت

ممثل منظمة المؤتمر الإسلامي محمد البوسيفي.

محمد البوسيفي: المخاطر الإلكترونية لا تستثني أحدا والتنسيق ضروري (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-الرباط

دعا مشاركون في ورشة إقليمية في العاصمة المغربية، عن أمن الإنترنت في أفريقيا، إلى ضرورة تكاثف الجهود لمواجهة الجريمة الإلكترونية العابرة للقارات.

وشدد المتدخلون في الورشة التي نظمتها وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة المغربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والهيئة الماليزية لأمن شبكة الإنترنت، على ضرورة وجود تنسيق إقليمي بين مختلف المراكز المهتمة بالأمن المعلوماتي في المنطقة الأفريقية من أجل تطوير مستوى حماية أنظمة المعلومات.

كما ركز المشاركون الذين ينتمون لبلدان عربية وأفريقية على أهمية تعزيز الوعي حول أمن المعلومات على مستوى الدول، وضرورة رفع مستوى الكفاءات في مجال أمن الإنترنت من حيث التكوين والتعليم المتخصص.

وقال ممثل منظمة المؤتمر الإسلامي محمد البوسيفي في تصريح للجزيرة نت إن الهدف الرئيسي من الورشة هو التوعية بأهمية "فريق الاستجابة لطوارئ الحاسوب" التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهو فريق يعمل في مجال حماية أمن المعلومات، لأن المخاطر الإلكترونية -حسب قوله- لا تستثني أحدا، وهو ما يجعل التنسيق بين الدول بهذا الخصوص "مسألة ضرورية".

ومن جهته، اعتبر الأستاذ بالمعهد الوطني للبريد والاتصالات عبد الحميد بن مكي أنه لا يمكن تأمين الأنظمة المعلوماتية دون مشاركة جميع البلدان، لأن الجرائم العابرة للقارات ليس لها حدود جغرافية.

المترجي دعا إلى تعزيز التعاون في مجال تحسين القدرات الأمنية على الإنترنت (الجزيرة نت)
المترجي دعا إلى تعزيز التعاون في مجال تحسين القدرات الأمنية على الإنترنت (الجزيرة نت)

كوادر متخصصة
وأضاف بن مكي في تصريح للجزيرة نت أن الورشة تسعى لتكوين مهندسين لهم دراية كافية بالتهديدات الإلكترونية وإعداد كوادر متخصصة تساعد على محاربة الجريمة المنظمة على الإنترنت.

وقد دعا رشيد المترجي، مسؤول التخطيط في وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة إلى تعزيز التعاون بين بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي في مجال تحسين القدرات الأمنية على شبكة الإنترنت ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل الطارئة التي يمكن أن تتعرض لها الحواسيب.

ويعرف الخبراء عملية الاختراق بأنها إمكانية الوصول إلى حواسيب "الضحايا" عن بعد، عبر استغلال ثغرات في أنظمة الحماية بواسطة برمجيات "خبيثة" وفيروسات، يمكن إرسالها مرفقة في البريد الإلكتروني، أو برامج المحادثة وشبكات التواصل الاجتماعي.

ويملك "الهاكرز المغاربة"، "سمعة دولية". ففي عام 2005 تمكن شاب مغربي يدعى "فريد الصبار" من اختراق مواقع عدد من المؤسسات في الولايات المتحدة عبر فيروس يسمى "زوتوب"، حيث تمكن من مهاجمة قناتي "سي أن أن" و"أ بي سي نيوز" الأميركيتين.

كما هاجم الصبار موقع صحيفة "نيويورك تايمز" وأحد فروع شركة ديزني ومطار سان فرانسيسكو، قبل أن تعتقله السلطات المغربية بتنسيق مع الشرطة الفدرالية الأميركية، وقد حكم عليه القضاء المغربي ابتدائيا بسنتين حبسا نافذا.

بن مكي: لا يمكن تأمين الأنظمة المعلوماتية دون مشاركة جميع البلدان (الجزيرة نت)
بن مكي: لا يمكن تأمين الأنظمة المعلوماتية دون مشاركة جميع البلدان (الجزيرة نت)

محاولات اختراق
وفي المغرب، الذي يصل فيه عدد مستعملي الإنترنت حوالي 13 مليون شخص، تعرضت مواقع العديد من المؤسسات الرسمية إلى محاولات اختراق، وتدمير معطياتها، كما هو الشأن بالنسبة لموقع وزارة العدل.

فقد قام المخترقون بتخريب معطيات حساسة بالموقع، والتجسس على عملاء الوزارة، وبيع الأرقام السرية لحسابات بنكية لمهاجرين أفارقة، كما تعرض موقع وزارة الطاقة والمعادن أيضا إلى تدمير معطياته الأساسية.

لكن التهديدات الأخطر تتوجه نحو الدول الرائدة في مجال المعلومات مثل الولايات المتحدة حيث أشار النائب الأول لوكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة جيم ميلر إلى أن أكثر من مائة وكالة تجسس أجنبية تحاول اختراق أنظمة الكمبيوتر الأميركية، وفق ما تناقلته مصادر إعلامية متعددة.

والتخوف ذاته هو الذي دفع الصين أيضا إلى إصدار كتاب أبيض، تدعو فيه كل الدول إلى تحمل "مسؤولية الحفاظ على الأمن العالمي للإنترنت" وتقاسم ما سمته بالفرص والإنجازات التي حققها تطور الشبكة العنكبوتية.

المصدر : الجزيرة