أسرار المخ في كتاب جديد

brain

يعرض كتاب صدر مؤخرا كيف تنطبع شخصية المرء وسماته الإنسانية من الخجل والفرح والحكم الأخلاقي والإبداع والتفضيل الجنسي وما شابه في أدمغتنا.
 
ويجمع "كتاب المخ" الجديد ما هو معروف عن المركز العصبي لكل فرد، ويشرح بمساعدة الصور والرسومات تركيبة ووظيفة واضطرابات هذا الجهاز البديع الصنع. وفيما يلي بعض أسرار هذا العضو الصغير:
 
المخ الأخلاقي
عندما أحدث عامل السكة الحديد فينياس غيدج ثقبا في مقدمة دماغه أثناء عبثه بمتفجرات عام 1848، زودنا بأولى البصائر عن كيفية عمل هذا العضو.
 
فقد أدى الانفجار إلى اختراق قضيب حديد لوجنته وخروجه من قمة رأسه، ما تسبب في فقدان بصر عينه اليسرى، لكن العجيب أنه لم يحدث ضررا آخر ذي أهمية. ومع ذلك فقد تغيرت شخصية غيدج تغيرا كبيرا من كونه رجلا حي الضمير ومؤدبا ووقورا إلى شخص مهمل ومستهتر اجتماعيا.
 
واستنتج من هذا أن الضرر الذي يصيب عدة أماكن في المخ لها علاقة بالشعور والتفكير يمكن أن يؤثر في ملكة التمييز الأخلاقي.
 
الإيمان والخرافة
التفاعل المعقد للجينات والثقافة والتنشئة تساهم في أنظمة الاعتقاد لدى الناس، التي تؤمن إطارا لخبرتهم. لكن هناك جوانب معينة قد تؤثر مباشرة في نشاط الدماغ. وبعض العلماء يشيرون إلى أن التجارب الخارقة للطبيعة قد تكون نتيجة اضطرابات في الدماغ.
 
الإبداع
هناك اختلاف بين في أدمغة الموسيقيين الذين يعزفون من نوتة موسيقية أمامهم وأولئك الذين يرتجلون. فقد أظهرت دراسات صور المخ أن الفصوص الأمامية تنشط عندما يقرأ العازفون النوتات الموسيقية لكنها تنغلق حال الارتجال، ما يسمح بتدفق الأفكار.
 
اختلافات الجنس
الأدمغة مستقلة بذاتها كالوجوه. لكن هناك اختلافات كبيرة بين الأجناس وبين التكيفات الجنسية المختلفة. والجسم الجاسئ، الذي يربط بن جانبي المخ، أكثر تطورا لدى المرأة من الرجل. وهذا يشير إلى سبب كون النساء أكثر إدراكا من الناحية العاطفية.
 
الشخصية
عند أدنى المستويات، يميل الشخص ذو المخ الحساس -الذي ينتج نشاطا أكثر استجابة لمحفز متوسط- لأن يكون أقل احتمالا للانغماس في السعي الحسي أو الرياضات المنشطة للإدرينالين من ذوي الأدمغة المتبلدة الحس الذين يحتاجون لكثير من التحفيز لإنتاج نفس مستوى الإثارة. والانبساطيون، الذين يتجه تفكيرهم كليا نحو ما هو خارج عن الذات، قللوا النشاط استجابة لمحفزات في الدائرة العصبية التي تجعل المخ مستحثا.
 
هل للحجم أهمية؟
تميل الأدمغة للتفاوت في الحجم، لكن هناك استثناءات. فقد كان وزن مخ جوناثان سويفت، مؤلف رحلات غاليفار، 2000 غرام عند موته عام 1754، في حين أن مخ إيفان بافلوف، عالم نفسي روسي شهير، كان بالكاد 1500 غرام. وليس هناك ارتباط بين حجم المخ والذكاء لكن سمات أخرى قد تكون مهمة.
 
ومخ أينشتاين، أزيل بعد موته، كان يفتقد جزءا من تجويف يمر خلال فلقة المخ الوسطى. والمنطقة المتأثرة لها علاقة بالرياضيات والاستنتاج المكاني ويعتقد أن التجويف المفقود ربما سمح للعصبونيات في هذه المنطقة بالاتصال بسهولة أكثر. وإذا كان الأمر كذلك، فيمكن أن يعزى ذلك لموهبيته الاستثنائية.
 
المخ الطاعن في السن
معظم العصبونات في المخ تظل سليمة حتى الوفاة. لكن المخ نفسه ينكمش بنسبة 5 إلى 10% بين سن 20 و90 عاما. والتغيرات الأخرى تشمل اتساع التجاويف وتشكل ما يعرف باللويحات والتشبيكات -زيادات صغيرة أسطوانية الشكل. وأهمية هذه التغييرات غير معلومة، وقد تحدث في أدمغة الأصحاء وأولئك المصابين بمرض ألزهايمر.
 
والتمارين والوجبة الصحية والانخراط في المهام العقلية مثل الشطرنج أو الكلمات المتقاطعة يمكن أن تبطئ الانهيار العقلي وتقي من فقدان الذاكرة.
 
الصداع والشقيقة
الصداع هو أشيع أسباب تعاطي المسكنات، ومع ذلك فالمخ ليس به حواس عصبية للإحساس بالألم. والشقيقة قد يكون سببها زيادة في النشاط العصبوني.
 
النوم والحلم
إذا لم ننم نموت. فالنوم أساسي للصحة وإذا كان قسط النوم قليلا جدا فإن المخ يصاب بالارتباك ونفقد القدرة على التفكير والتذكر. ومع ذلك ففهمنا لماهية ما يجعل النوم على هذا القدر من الأهمية ما زال محدودا. والحلم أبرز ما يكون أثناء ما يعرف بالنوم بحركة العين السريعة، عندما يكون نشاط المخ عاليا. وفي النوم العميق يقل نشاط المخ لكن الأحلام تظل تحدث، وغالبا ما تكون مشحونة عاطفيا.
 
اللاوعي
المخ الواعي يستجيب للصوت والضوء والألم. لكن مستويات الوعي يمكن أن تنحدر من الارتباك والهذيان والسبات إلى الغيبوبة، تحت تأثير الخمور أو المخدرات أو الإصابة أو العدوى والإجهاد. والغيبوبة تنتج من تلف في أجزاء من الدماغ مرتبطة بالمحافظة على الوعي، وخاصة ما يعرف  بالجهاز الحوفي وجذع الدماغ.
 
وهناك درجات من الغيبوبة من السطحية إلى العميقة. وفي الأشكال الأقل حدة قد يستجيب الشخص لمحفزات معينة، مثل صوت مفاجئ، مع تحول الرأس أو حركات صغيرة. وفي حالة الخمول المتواصل قد يبدو الشخص نائما وصاحيا ويحرك عينيه وأطرافه كما لو كان مستيقظا، لكنه غير مستجيب. وفي الغيبوبة العميقة ليست هناك استجابة للمحفزات رغم البقاء على الحركات الآلية مثل طرف العين والتنفس.
المصدر : إندبندنت