إطلاق موقع إلكتروني لاسترداد جثامين تحتجزهم إسرائيل

صفحة مقابر الارقام الالكترونية تم اطلاقها بالأمس ضمن حملة لاسترداد جثامين الشهداء - الصورة خاصة بالجزيرة نت

هدف الموقع هو الضغط على إسرائيل لتسليم جثامين الشهداء ليتم دفنهم (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

أطلق فلسطينيون أمس حملة إلكترونية في إطار الحملة الوطنية للإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزة لدى سلطات الاحتلال العسكرية الإسرائيلية في ما يسمى بـ"مقابر الأرقام"، والمحتجزة في ثلاجات تابعة للاحتلال.

وأطلقت الحملة -وهي عبارة عن صفحة إلكترونية بعنوان "مقابر الأرقام"- شبكة أمين الإعلامية بمدينة رام الله شمال الضفة الغربية ومركز القدس للمساعدة القانونية بحضور عدد من ممثلي أسر الشهداء من مخلف المناطق الفلسطينية.

وأكد منسق الحملة من شبكة أمين الإعلامية ماجد العاروري أن الهدف من إطلاق الصفحة الإلكترونية هو الضغط على إسرائيل ودفع كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية للضغط عليها لتسليم جثامين الشهداء المحتجزين لديها إلى ذويهم ليتم دفنهم وفق العادات والتقاليد واحترام كرامة الإنسان.

تكريما للشهداء

"
احتجاز هذه الجثامين مخالف للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف وخصوصا الاتفاقية الرابعة

"

ماجد العاروري

وقال في حديثه للجزيرة نت إن "هذه الحملة هي إحياء لذكرى الشهداء وتحويل قضاياهم من أرقام كما فعلت إسرائيل إلى أشخاص بشر لهم أسماء وعائلات وتاريخ ميلاد واستشهاد وقصص إنسانية في حياتهم، الأمر الذي سيترك انطباعا طيبا عند ذويهم خاصة بعد فترة طويلة من نسيان وإهمال قضيتهم".

وأوضح العاروري أن احتجاز هذه الجثامين مخالف للقانون الدولي الإنساني ولاتفاقيات جنيف وخصوصا الرابعة التي تنص على "أنه يجب على أطراف النزاع ضمان دفن أو حفظ الجثث، بصورة فردية بقدر ما تسمح به الظروف، على أن يسبق ذلك فحص دقيق، بواسطة فحص طبي للجثث -إذا كان ممكنا- بغية تأكيد الموت والتعرف على الهوية وإصدار تقرير بذلك".

وناشد العاروري مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية وخاصة الإنسانية منها اهتمامها بدعم حملة "الصفحة الإلكترونية" بكل الطرق، ضاربا مثالا لذلك بوضع رابط الصفحة الإلكتروني على مواقع المؤسسات العربية والعالمية الإعلامية والإنسانية والقانونية منها.

ومن جهته أكد الباحث في وزارة شؤون الأسرى أنه لا توجد إحصائية دقيقة ورسمية للشهداء الذين تم دفنهم بمقابر أرقام سرية وعلنية من قبل إسرائيل.

إحصاء حقيقي

نصب تذكاري لشهداء قتلتهم إسرائيل في مجزرة كفر قاسم عام 1956 (الجزيرة نت)
نصب تذكاري لشهداء قتلتهم إسرائيل في مجزرة كفر قاسم عام 1956 (الجزيرة نت)

وقال منقذ أبو عطوان للجزيرة نت "إن عدم معرفة الأرقام الحقيقة يرجع لكون العديد من المقاتلين العرب توجهوا للنضال بفلسطين دون علم حكوماتهم ودون معرفة التنظيمات الفلسطينية، ولذلك قامت إسرائيل بتصفيتهم على الحدود ودفنهم في المناطق التي قتلوا فيها".

وأضاف "كما أن إسرائيل عمدت إلى تسجيل كثير من الشهداء في عداد المفقودين وسجلت أناسا أحياء كذلك، وهناك روايات بأنه شوهد أسرى ممن تقول إسرائيل إنهم مفقودون داخل السجون مما يؤكد كذب الروايات الإسرائيلية بأنهم قتلوا".

وأشار أبو عطوان إلى أن انتشار العديد من مقابر الأرقام بالنقب وبيسان بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 وغرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، يؤكد أن هناك العديد من جثامين الشهداء، داعيا إلى إحصاء دقيق وحقيقي لعدد الذين استشهدوا منذ عام 1948 بإشراف جامعة الدول العربية ووزارة الأسرى ومؤسسات حقوقية وقانونية دولية ومحلية.

وكان وزير الأسرى في حكومة تسيير الأعمال برام الله أشرف العجرمي ثمن نشاط الحملة الوطنية وعبر عن دعم السلطة الوطنية له.

وقال في تصريح أثناء إطلاق الحملة بالأمس -حصلت الجزيرة نت عليه- "إن السلطة الوطنية الفلسطينية تتحمل مسؤولية طرح هذه القضية على أجندة المفاوضات من أجل إيجاد حل لها"، وطالب بالإفراج عن الأسرى وتوفير المعلومات المتعلقة بالمفقودين والشهداء.

وأشار القائمون على الحملة إلى أنه وبناء على إحصائيات لديهم فإن إسرائيل تحتجز أكثر من 150 جثمانا لشهداء مختلفين من الضفة وغزة.

المصدر : الجزيرة