الصحافة الإسرائيلية تهتم بالترفيه وتتجاهل حالات الفساد

أحدى المحاضرات في مؤتمر ايلات للصحافة فيها يظهر يوسي سريد وأعلاميون اسرائيليون - الجزيرة نت

المؤتمر انتقد تجاهل الصحافة الإسرائيلية تفشي الفساد في المجتمع (الجزيرة نت)


وديع عواودة-إيلات
 
اختتم في إسرائيل اليوم "مؤتمر إيلات للصحافة" السنوي بحضور نحو ألف صحفي وخبير إعلامي إسرائيلي شاركوا خلال أربعة ايام بورشات عمل ومحاضرات متنوعة استهدفت مراجعة ونقد أداء الإعلام العبري.
 
وفيما تركز المؤتمر الأول العام الماضي حول تغطية الصحافة الإسرائيلية لمجمل تطورات وتبعات حرب لبنان الثانية عام 2006، فقد هيمنت الآن قضايا داخلية على أعمال المؤتمر الذي ينظمه اتحاد الصحفيين في إسرائيل.
 
ومن أبرز القضايا التي طرحت خلال المؤتمر تغلغل مضامين التسلية والترفيه في المواد الإخبارية كجزء من ظاهرة شبه عالمية، وتراجع التحقيقات، واتساع رقعة المواد السطحية، وكذلك التنافس المحتدم بين وسائل الإعلام على جمهور المتلقين.
 
واتفق كثير من الصحفيين والخبراء في المؤتمر على تدني مستوى الأداء الإعلامي الإسرائيلي ولاسيما في ظل تراجع مكانة الصحفي نقابيا ومهنيا وتزايد هيمنة المضامين التسويقية داخل المواد الخبرية المنشورة.
 
وفي محاضرة كرست لمقياس الفساد اتفق محرر معاريف دورون جلعازر والباحث الإعلامي أرييه أفنيري والصحفي ميكي روزنتال والنائب زبولون أورليب رئيس لجنة المراقبة البرلمانية واللواء في الشرطة يوحنان دنينو على أن مساحة الفساد المكشوف عنها في إسرائيل أقل بكثير من حقيقته في الواقع، وأشاروا لتراجع الصحافة في مواجهته. وشارك في المحاضرة اليساري السابق والعامل في صحيفة هآرتس يوسي سريد.

نباح خافت

"
تغلبت إسرائيل على العرب في الماضي لأن دولا عربية فاسدة أرسلت جيوشا فاسدة لمقاتلتنا واليوم تنقلب الآية فالعرب بدؤوا يستخلصون الدروس فيما نغرق نحن تدريجيا بالفساد

يوسي سريد
"

ووجه سريد في تصريحات للجزيرة نت انتقادات شديدة للصحافة الإسرائيلية لعدم تصديها للفساد والكشف عنه بتحقيقات عميقة وواسعة ومثابرة. وأشار إلى  خطورة ضعف الصحافة أمام المؤسسة السياسية الحاكمة ورأس المال، مشددا على أن موجة الفساد تستشري في إسرائيل وتكاد تأتي على كل بقعة خضراء محذرا من أنها باتت على أعتاب المؤسسة الأمنية.

 
وقال سريد "تغلبت إسرائيل على العرب في الماضي لأن دولا عربية فاسدة أرسلت جيوشا فاسدة لمقاتلتنا واليوم تنقلب الآية فالعرب بدؤوا يستخلصون الدروس فيما نغرق نحن تدريجيا بالفساد وكلاب الحراسة الصحفية لا تنبح سوى بصوت خافت وأحيانا تصمت".
 
وتحت عنوان "هل تحول الصحافة دون انتصار الجيش الإسرائيلي على أعدائه" بحث عدد من الصحفيين العسكريين جدلية نقل المعلومات للجمهور مقابل الحرص على أمن الدولة.
 
وأكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي آفي بنياهو أن الصحافة الإسرائيلية مدعوة هي الأخرى لاستخلاص الدروس من تغطية حرب لبنان الثانية، وأوضح أنه في الحرب القادمة لن يسمح الجيش بإدخال الكاميرات لمواقعه وقواعده لجانب منع ضباطه من الظهور على الشاشة بكثافة.

ثورة معلوماتية
ودعت مديرة الرقابة العسكرية سيما فاكنين وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى توخي الحذر وعدم منح قادة العدو خاصة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فرصة الظهور ببث مباشر، مؤكدة على خطورة صور الجنود الإسرائيليين الباكين وخطورة الكشف عن الصراعات الداخلية بين قادة الجيش وأضافت "استنزفتنا هذه المشاهد ولاسيما أننا أمام عدو يستغل ديمقراطيتنا جيدا".

 

بارموحا: وضعنا الصحافة الإسرائيلية قبالة المرآة علها ترى بعض بشاعاتها (الجزيرة نت)
بارموحا: وضعنا الصحافة الإسرائيلية قبالة المرآة علها ترى بعض بشاعاتها (الجزيرة نت)

في المقابل قالت المراسلة العسكرية للإذاعة العامة كرميلة مناشة والمراسل العسكري للقناة الثانية روني دانئيل إن دورهما ينحصر بإطلاع الجمهور على ما يجري لا رفع معنويات الجيش، فيما لفت تسفي يحزقيلي إلى أن استحضاره خطابات حزب الله يخدم الحاجة للإطلاع على الطرف الثاني لكنه اعترف بخطأ نقلها بالبث المباشر وأضاف "لا ننسى أن الثورة المعلوماتية غير قابلة للسيطرة".

 
وعالجت إحدى المحاضرات السؤال عن ما إذا تقوم بشيطنة المواطنين العرب في إسرائيل ونزع شرعيتهم بتغييبهم من الحيز الإعلامي ورفض تشغيلهم في المؤسسات.
 
وفي تصريح للجزيرة نت عقب رئيس نقابة الصحفيين في إسرائيل يوسي بارموحا على المزاعم بأن الصحافة العبرية ستواصل أداءها الحالي دون أن تتغير، فقال إن مؤتمر إيلات للصحافة يضع "صاحبة الجلالة" قبالة المرآة علها ترى بعض بشاعاتها على طريق التحسين رغم تشاؤم الكثيرين في ظل المتغيرات الاقتصادية والثقافية محليا وعالميا".
المصدر : الجزيرة