تربية الأسماك تنمو في ظل ركود موارد المصائد الطبيعية

AFP / Romeo Istanislao, 67, carries some of the shrimps he caught in his traps after a day of work in the river that passes through San Isidro, Negros Occidental, Central Philippines,
صيد الجمبري في وسط الفلبين (الفرنسية-أرشيف)
مازن النجار
 
ذكرت منظمة "ورلد واتش" الأميركية الناشطة في قضايا البيئة أن إنتاج العالم من الأطعمة البحرية حقق رقماً قياسياً عام 2006 واقترب من 160 مليون طن، بفضل تربية أنواع الأحياء المائية أو مزارع الأسماك.
 
ويمثل هذا الإنتاج زيادة سنوية مقدارها ثلاثة ملايين طن عن السنة السابقة. وفي المقابل انخفضت كميات الأسماك وأنواع الأحياء البحرية الأخرى التي اصطيدت من مصائدها الطبيعية في البحار والمحيطات والأنهار للسنة الثانية على التوالي، ما يؤذن بركود هذه المصائد نتيجة عوامل متعددة.
 
هذا الاتجاه الجديد في "المؤشرات الحيوية" على تربية الأحياء المائية تجارياً، يستند إلى بيانات ومعطيات حول المحصول العالمي من الأطعمة البحرية وإنتاج المزارع من الروبيان (الجمبري أو الريدس) وسمك السلمون، والدول الرئيسية المنتجة لأطعمة هذه المزارع، فضلاً عن تحليل التوجه المتنامي نحو إنتاج الأسماك المستزرعة.
 
ويظهر تقرير صدر مؤخرا لمنظمة وُرلد واتش أن آسيا وحوض المحيط الهادي يهيمنان على تربية الأحياء البحرية المستزرعة بأكثر من 90% من الإنتاج العالمي.

المصائد الطبيعية
والصين تعد بامتياز أكبر منتج للأطعمة البحرية المستزرعة، بإنتاج تجاوز عام 2006 حاجز 45 مليون طن، أي 70% من إنتاج العالم تلك السنة.

ويلاحظ التقرير أن معظم تجمعات أنواع الأحياء البحرية الأكثر اصطياداً من المصائد الطبيعية تستنفد تماماً أو تعرض للصيد المفرط.
 
من ناحية أخرى يتواصل نمو صناعة تربية الأحياء البحرية على نحو يفوق جميع قطاعات إنتاج الغذاء حيواني المصدر، وبمعدلات سنوية عالمية متوسطها نحو 8.6% على مدى العقود الثلاثة الأخيرة.
 
ومعلوم أن متوسط النمو السنوي العالمي في إنتاج مختلف أصناف اللحوم يبلغ نحو 2.8% خلال نفس الفترة الزمنية آنفة الذكر.
 
وجاء في التقرير أن توقعات الخبراء تشير إلى أن الطلب على الأطعمة البحرية سيواصل نموه طردياً مع نمو السكان والدخل، خاصة أن الناس في البلاد النامية يزداد استهلاكهم الإجمالي من المنتجات الغذائية الحيوانية.

البيئة والصحة
معلوم تاريخياً أن معظم أنشطة تربية الأحياء المائية عالميا ركزت على الأنواع البحرية منخفضة الرتبة نسبياً في التسلسل الغذائي الطبيعي، بما في ذلك أعشاب البحر وأنواع المحار وآكلات الأعشاب أو القوارت (آكلات المواد الحيوانية والنباتية معاً)، كسمك الشبوط النهري كثير الحسك.

 
لكن التوجهات الأخيرة تشير إلى أن أقوى معدلات النمو هي في أنواع الأحياء البحرية آكلة اللحوم كالروبيان والسلمون، وسيستمر النمو طالما أن الطلب يزداد.
وزاد هذا من المخاوف البيئية والصحية, وهي مخاوف ينبغي الالتفات إليها فيما يتعلق بإنتاج الأطعمة البحرية وصولاً إلى اضطلاعه بدور حيوي في تناول مسألة الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية.
 
وكانت دراسة تحليلية تناولت قبل عامين 64 منظومة بيئية بحرية توفر 83% من صيد الأسماك والأطعمة البحرية عالمياً، قد خلصت إلى أن الناتج العالمي من الصيد البحري تراجع بعشرة ملايين طن منذ العام 1994 حيث بلغ الصيد ذروته.
 
وحذرت الدراسة من استمرار نمط الصيد الجائر لأنه سيحدث انهياراً كاملاً للمصائد في العالم بحلول العام 2048. وما لم تتغير طريقة إدارة كل أنواع الأحياء البحرية معاً كمنظومات بيئية فاعلة، سيكون قرننا آخر قرون استخراج الغذاء من البحار.
المصدر : الجزيرة