باحثان سويسريان يكتشفان منشأ ثاني أكسيد الكربون

البروفسور لوكاس ايمينغر يشرح اكتشافه للجزيرة.نت

 لوكاس إيمينيغر أكد أن الاكتشاف يساعد على تحديد النسبة الضارة من الغاز (الجزيرة نت)

تامر أبوالعينين– زيورخ
اكتشف باحثان سويسريان طريقة لمعرفة ما إذا كان غاز ثاني أكسيد الكربون منبعثا من المحروقات النفطية، أو من استخدام المحروقات البيولوجية والطبيعية مثل الخشب.

وأعلن الباحثان وهما البروفسور لوكاس إيمينيغر والدكتور غونتر تسيمين اكتشافهما في المؤتمر الدولي لرصد الانبعاثات الغازية وملوثات الهواء الذي اختتم أعماله في زيورخ أمس.

وقال إيمينيغر للجزيرة نت إن أهمية الاكتشاف ترجع إلى ضرورة عدم الخلط بين انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون المختلفة، إذ تسبب الغازات العادمة الناجمة من المحروقات النفطية أضرارا بيئية جسيمة، في حين أن انبعاثات نفس الحجم من الغاز الناجم عن المحروقات البيولوجية لا يسبب نفس الأضرار.

ويتيح التعرف على النوعين وضع صورة واضحة حول التركيزات الحقيقية لهذا الغاز في الجو، وتحديد النسبة الضارة منه بدقة.

ويبرر إيمينيغر هذا الفرق بالقول إن "غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن المحروقات البيولوجية يتكامل مع دورة الغازات في الطبيعة بشكل تقليدي، لأن هذه المواد البيولوجية تحتوى على ثاني أكسيد الكربون من الطبيعة فيعود إليها مرة أخرى مع الاحتراق، فلا يشكل خللا في دورة الغاز في الطبيعة، بينما يكون ثاني أكسيد الكربون الناجم عن المحروقات النفطية دخيلا على دورة الطبيعة لأنه كامن في باطن الأرض منذ مئات الآلاف من السنين".

وتعتمد الطريقة الجديدة على تحديد نسبة النظائر المشعة في ثاني أكسيد الكربون ومنها يمكن تحديد ما إذا ما كان هذا الغاز صادرا عن محروقات نفطية أو بيولوجية، وبالتالي يمكن التعرف على نسبة التلوث بدقة أكثر.

المؤتمر ركز على توحيد معايير قياس الغازات الضارة (الجزيرة نت)
المؤتمر ركز على توحيد معايير قياس الغازات الضارة (الجزيرة نت)

معايير قياسية
وقد ركز المؤتمر الذي استضافته زيورخ خلال اليومين الماضيين على توحيد المعايير القياسية للأجهزة المستخدمة في التعرف على الغازات الضارة في طبقات الجو، حتى يتمكن العلماء من التعامل بوضوح مع البيانات التي يتم تسجيلها في مختلف دول العالم، مما يساهم في تحليلها بشكل أكثر واقعية ووضع صورة متكاملة عنها.

ويقول البروفسور إيمينيغر إن التطور المتلاحق في أجهزة القياس واهتمامات الجهات التابعة لها، تفرض الاتفاق على معايير قياسية موحدة، إلا أن هذا يتطلب أيضا الاتفاق على مفهوم الحد الأقصى لنسب الغازات والانبعاثات الضارة. وقد نجح المؤتمر في أن يضع بعض الخطوط العريضة لهذه المشكلة، على أن يتم الربط بين نسب وتركيز الغازات في طبقات الجو، والأضرار المحتملة التي يمكن أن تؤدي إليها.

إلا أن الدكتور غونتر تسيمين قال للجزيرة نت إن تقنيات القياس الحديثة والبرمجيات المصاحبة لها أصبحت تقدم الآن إمكانيات واسعة للحصول على كم كبير من المعلومات الدقيقة، لكن المشكلة –حسب رأيه– هي في اقتناع الشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى بأهمية هذه البيانات وكيف يمكن الاستفادة منها لتقليل الانبعاثات الضارة الناجمة عن بعض الصناعات مثل الإسمنت أو الكيماويات.

ويعتقد بعض العلماء الذين استطلعت الجزيرة نت آراءهم أثناء المؤتمر أن الدول المتقدمة بدأت تقدم الغطاء السياسي لحث المؤسسات الصناعية الكبرى على تطبيق توصيات العلماء بالتقليل من نسب الغازات العادمة، وهو ما أصحبت أغلب الشركات لاسيما في غرب أوروبا تلتزم به عن لاقتناعها بأنها تحقق أرباحا بحفاظها على البيئة.


ورأت مجموعة أخرى أن التركيز الآن يجب أن ينصب نحو الدول التي تشهد نشاطا صناعيا كبيرا، مثل منطقة جنوب شرق آسيا وبعض دول أميركا الجنوبية، حيث تفتقر الصناعة هناك إلى تطبيق المعايير المتبعة في أوروبا للحفاظ على البيئة والتقليل من الانبعاثات الغازية الضارة.

المصدر : الجزيرة