العارضات الأفغانيات يكشفن النقاب عن جمالهن

العارضات الأفغانيات يكشفن النقاب عن جمالهن

في معظم دول العالم لا يعتبر مشهد عارضة أزياء تتهادى على الممشى تحولا ثوريا، ولكن برنامجا للتلفزيون الافغاني مأخوذا عن البرنامج الأميركي "عارضة الأزياء الأولى القادمة في أميركا" يتخطى الحواجز ويظهر الجمال تحت البرقع.

فبعد نحو ست سنوات من الإطاحة بحكومة طالبان الإسلامية في أفغانستان -وهي دولة محافظة بشدة- فإن معظم النساء لا يظهرن في الأماكن العامة إلا بشكل خاطف خلف برقع أزرق اللون قليلا ما يكشف أعينهم.

لكن في مدينة مزار شريف التي تعتبر "ليبرالية" نسبيا بدأت محطة تلفزيون محلية عرض برنامج محدود الميزانية يقدم صورة مختلفة للمرأة الأفغانية، محاكيا برنامج تلفزيون الواقع الأميركي.

وفي ذلك البرنامج يختار قضاة عارضات المستقبل من بين مجموعة من المتنافسات على مدار عدة أسابيع.

وتقول مخرجة البرنامج سوسن سلطاني إنها تحمست لتقديم البرنامج لأنها أرادت أن تقدم الفتيات الملابس وأن يقدمن أنفسهن.

وعلى المسرح تهادت أربع فتيات ترتدين ملابس تقليدية فضفاضة ذات ألوان زاهية وغطاء للرأس وإن ظهرن أقل ثقة من نظيراتهن الغربيات، وتفادين نظرات الصحفيين والمصورين وجميعهم من الرجال.

ولاحقا ظهرن يرتدين سراويل مموهة وقمصانا فضفاضة وأحذية رياضية، وأخيرا ارتدين سراويل من الجينز وسترات زاهية الألوان خفيفة وأحذية مفتوحة.

في الغرب لا يمكن أن تعتبر هذه الملابس غير محتشمة، ولكن مثل هذه الأزياء قد تثير الغضب في أفغانستان وبصفة خاصة حين تعرض على شاشات التلفزيون.

ولا يكتفي العالم الإسلامي عبد الرؤوف بالقول إن ذلك كله لا يتفق مع الإسلام ويتعارض مع أحكام شريعته، بل يضيف أنه إذا تم تطبيق هذه الأحكام وتم اللجوء إلى القضاء فستعاقب تلك الفتيات.

ولم تحضر عشر عارضات كان من المقرر أن يشاركن في البرنامج بعدما علمن بوجود ممثلين من الصحافة العالمية، خشية أن يتسبب التوسع في عرض البرنامج في مشاكل لهن.

أما من تحدين رد الفعل الغاضب المحتمل فبدا الإصرار عليهن، حيث اعتبرت العارضة كتايون تيمور أن العرض فكرة عظيمة للفتيات الأفغانيات وتشجعهن على الظهور.

وذكرت في البرنامج أنها تعلم أن 90% من المجتمع الأفغاني يعتقد أنه أمر سيئ وخطأ، مشيرة إلى تلقي الفتيات اعتراضات من الناس لكنها أكدت أنه ليس بالأمر السيئ ودعتهم للنظر إليه بإيجابية. 

وأوضحت كتايون أنها تريد أن يرى العالم الخارجي صورة مختلفة للمرأة الأفغانية، لافتة إلى أن الصورة التقليدية لها هي أنها تضع البرقع وتجلس في المنزل "وهذا ليس صحيحا". 

ولكن في شوارع مزار شريف نادرا ما أبدى أي شخص معارضته للبرنامج، وبصفة خاصة بين الشبان حيث يقول أحمد سير (28 عاما) إن البرنامج جيد والناس يتابعونه وتهتم به النساء بصفة خاصة، معولا على تلك العارضات "بتطوير بلادهن من خلال البرنامج والملابس".  

وأشار رجل الأعمال أحمد ناصر إلى أن الشبان والشابات يهتمون بالموضة وأن البرنامج يقدم لهم ملابس جديدة ويرى أنه يتفق مع الثقافة الأفغانية. 

وحين سئل عما إذا كانت الملابس تلفت نظره أم الفتيات، أجاب مبتسما "الفتيات بالطبع" ثم أردف قائلا "ولكن الملابس مهمة أيضا".

المصدر : رويترز