وفاة الأب بيير راعي المشردين والمهمشين في فرنسا

Picture dated 02 February 2004 taken at the sorbonne University in Paris of French priest, abbe Pierre speaking to the press at his organization "Emmaus International" headquarters in Alfortville, near Paris

الأب بيير أسس جمعية إيماوس الدولية للمشردين (الفرنسية)

توفي القس الفرنسي هنري غرويس المعروف بالأب بيير راعي المشردين والمهمشين في فرنسا عن عمر ناهز 94 عاما.

وقال رئيس جمعية إيماوس الدولية إن الأب بيير توفي في مستشفى فال دو غراس العسكري في فرنسا نتيجة التهاب رئوي أصيب به يوم 18 يناير/كانون الثاني الجاري.


نبذة عن حياته
ولد هنري غرويس الذي عرف لاحقا باسم الأب بيير في الخامس من أغسطس/آب 1912 في مدينة ليون جنوبي فرنسا، وأتم دراسته في مدرسة الآباء اليسوعيين قبل أن يصبح راهبا كبوشيا في التاسعة عشرة من العمر، غير أن المرض أرغمه على ترك هذه الرهبنة بعد قليل على ذلك يوم 24 أغسطس/آب 1938.

التحق بأبرشية غرونوبل حيث عين مساعدا لكاهن كاتدرائية القديس يوسف ثم مرشدا في دار أيتام وأخيرا مساعدا لكاهن كاتدرائية غرونوبل.


قرحة الفقر
بدأ الأب بيير حياته السياسية عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، عندما انضم عام 1942 إلى المقاومة السرية تحت الاحتلال النازي والتي اتخذ منها لنفسه لقب "بيير" فساعد المقاومين في فيركور وتمكن من تحرير جاك ديغول شقيق الجنرال شارل ديغول.

اعتقلته السلطات الألمانية لأول مرة في مايو/أيار 1944 لكنه نجح في الفرار وهرب إلى الجزائر العاصمة. وبعد عام انتخب نائبا عن الحركة الجمهورية الشعبية في منطقة مورت أي موزيل واستمر في هذا المنصب حتى عام 1951.

وفي 1949 أسس جمعية "رفاق إيماوس" بحركة إيماوس الدولية التي تعنى بتأمين مسكن وحياة لائقة للفقراء والمشردين قبل أن يطلق في الأول من فبراير/شباط 1954 نداءه الإذاعي الشهير والمؤثر من أجل "انتفاضة الرأفة" خلال شتاء 1954 الرهيب الذي شهد وفاة العديد من الأشخاص ولا سيما مشردين بسبب موجة برد قارسة.

وبعد 40 عاما عاد مرة أخرى إلى واجهة الأحداث منددا بما سماه "قرحة الفقر" فوجه نداءه الإذاعي الثاني إلى الفرنسيين من أجل مساعدة المشردين الذين قدر عددهم بـ400 ألف وللدفاع عن حق الجميع في مسكن.

وفي عام 1996 واجه انتقادات عديدة إثر تأييده للكاتب والمفكر روجيه غارودي المعروف بنقضه واقع المحرقة اليهودية، مما أثار جدلا في الأوساط الإعلامية.

إثر ذلك اضطر راعي المهمشين لسحب أقواله لكنه أوضح موقفه في كتابه "مذكرات مؤمن" الصادر عام 1997.

منح وسام فارس جوقة الشرف عام 1992 لكنه رفض وضعه حتى عام 2001 احتجاجا على رفض الحكومة آنذاك توزيع مساكن شاغرة على المشردين.

وفي الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأخيرة الفرنسية عام 2002 دعا إلى التصويت لجاك شيراك لمنع فوز مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبان.

وللأب بيير مؤلفات كثيرة بينها ثلاثية مسرحية. وقد نشر شهادات عن حياته منها "وصية" (تيستامان) عام 1994 و"ربي.. لماذا؟" (مون ديوه.. بوركوا) عام 2005.

المصدر : وكالات