يو بي يثير جدلا بشأن تعريف كواكب النظام الشمسي

-

تثار اليوم قضية علمية جديدة حول عدد الكواكب في النظام الشمسي؟ بعد أن كانت الإجابة حتى السنة الماضية تسعة كواكب.
 
وأدى اكتشاف جسم جديد في يوليو/ تموز 2005 يعرف باسم "2003 يو بي 313" جدلا كبيرا بين علماء الفلك الذين باتوا يختلفون بشأن تعريف الكواكب نفسها.
 
فبعد عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتون, ربما يفترض التعود على فكرة وجود عشرة كواكب سابحة حول الشمس.
 
ويبدو أن الجسم الجديد أكبر من كوكب بلوتون وإن كان الخلاف لا يزال دائرا حول حجمه.
 
ويقول أحد مكتشفي الكوكب الجديد عالم الفلك مايك براون إن اعتماد معيار الحجم وحده قد يجعل الهامش واسعا، فمجموعة الكواكب التابعة للنظام الشمسي قد تتسع بصورة كبيرة خلال السنوات المقبلة.
 
وربما كان من الخطأ في الأصل اعتبار بلوتون واحدا من الكواكب، والكواكب الأربعة الأقرب إلى الشمس هي أجسام صخرية ذات أحجام متوسطة. والأربعة التي تليها أجسام غازية ضخمة وتسبح كلها في مدار دائري حول الشمس.
 
أما بلوتون والجسم الجديد "2003 يو بي 313" فمختلفان عنها تماما، فهما يتألفان في قسم كبير منهما من الجليد ويتبعان مدارا غريبا حول الشمس.
 
فبلوتون يقترب أحيانا حتى 4.4 مليارات كيلومتر ويبتعد إلى 7.4 مليارات كلم، في حين يقترب الثاني حتى 5.7 مليارات كيلومتر ويبتعد حتى 14.5 مليار كلم من الشمس.
 
وبلغة علماء الفلك ينتمي الجسمان إلى حزام كويبر الذي يضم عشرات الآلاف من الأجسام الجليدية التي تعتبر بقايا مخلفات تشكيل النظام الشمسي.
 
3000 كلم
وفي مقال نشرته مجلة "نيتشر" العلمية البريطانية اليوم يقدر علماء فلك ألمان برئاسة فران برتولدي من جامعة بون قطر الجسم الجديد "يو بي 313" بنحو 3000 كلم مقابل 2300 كلم لبلوتون.
 
ويقول برتولدي, "بما أن "يو بي 313″ أكبر من بلوتون يصبح من الصعب تبرير تسمية بلوتون كوكبا, إذا لم تطلق التسمية على الثاني".
 
وكان براون الذي يعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قدر حجم الجسم لدى اكتشافه بأكبر مرة ونصف مرة من بلوتون. لكن حسابات جديدة استنادا إلى صور جديدة, دفعته أخيرا للقول إن الجسم الجديد لا يزيد حجما عن بلوتون سوى 1%.
 
لكن لن يكون من السهل حرمان بلوتون من وضعه ككوكب, فالولايات المتحدة متعلقة به كونه الكوكب الوحيد الذي اكتشفه فلكي أميركي هو كلايد تومباو سنة 1930.
 
ويقول براون إن الجدل يمكن أن يحسم إن تم التعامل مع الكوكب باعتباره مفهوما ثقافيا وليس علميا.
 
ويقترح آخرون أن يتم اعتبار الأجسام السماوية الكروية فقط كواكب، فالأجسام الأخرى لها عادة أشكال غير منتظمة.
 
ويقول الفلكي الفرنسي برونو سيكاردي المتخصص ببلوتون إن "النقاش وإن كان يستنفد الكثير من الطاقة عديم الأهمية من الناحية العلمية في غياب تعريف محدد للتفريق بين كوكب صغير وكويكب أو جسم سماوي". ويضيف متسائلا "ما الفرق بين حصى صغيرة وصخرة".
المصدر : الجزيرة