فرنسا تحاكم "وزير اتصالات" تنظيم الدولة

PARIS, FRANCE - MARCH 17: Police officers patrol outside the Bataclan concert hall where security forces are retracing the actions of the police during November's terrorist attacks for a parliamentary committee investigation and on March 17, 2016 in Paris, France. The parliamentary committee is investigating the terrorist attacks of November 13, 2015, which left 130 people dead across Paris, 89 of which were killed at the Bataclan. Their report is due to be published in July. (Photo by Thierry Chesnot/Getty Images)
شرطيان قبالة مسرح باتاكلان الذي شهد هجوما داميا تبناه تنظيم الدولة (غيتي إيميجز)

ينظر المحققون الفرنسيون بريبة إلى مواطنهم لطفي صولي (50 عاما) ويتوجسون من عودته وابنيْه من القتال بسوريا، لعدم تبيّن خلفيات هذه العودة، وما إذا كانت في سياق التخطيط لهجمات على الأراضي الفرنسية.

وفي وقت متأخر أمس الجمعة، أصدرت محكمة بباريس حكما بالسجن عشر سنوات على الأب، وثماني سنوات على ابنه البكر كريم (23 سنة)، في حين سيمثل الابن الثاني (15 عاما) أمام محكمة الأطفال في 16 أكتوبر/تشرين الأول.

لطفي -المواطن الفرنسي ذا الأصول التونسية- متخصص في أنظمة شبكات الاتصال، وشغل لمدة 18 شهرا منصبا كبيرا قد يصل إلى درجة "وزير" في تقنيات الاتصال لدى تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة بسوريا، حسب ما نقلته صحيفة "لوموند" من وقائع المحاكمة.

في أكتوبر/تشرين الأول 2013، قرر صولي -الذي كان يدير مؤسسة تدر عليه دخلا جيدا- مغادرة فرنسا رفقة ابنيه، ليلتحق بصفوف "الجهاديين" في سوريا. وبحسب المحققين الفرنسيين، فإنه جنح "للتطرف" منذ سنوات عديدة، وكان يبدي "إعجابا" بزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.

التحقت العائلة بجماعة "أحرار الشام"، وانضم الأب إلى فصيل يديره مهندس ميكانيكي كان من رجال تنظيم القاعدة، وهو ما اعتبر مؤشرا على وجود تنسيق مسبق نفاه المتهم، الذي قال إن رحلته السورية كانت بغرض إنقاذ صديق ابنه الذي ذهب إلى سوريا قبل أشهر من ذلك.

وثائق وشبهات
وبحسب لطفي صولي، فإنه ظن أنه سيلتقي بصديق ابنه (أنس. ب) في تركيا، ولما لم يجده قَبِل "دعوة" لعبور الحدود السورية، ليجد نفسه في الرقة باحثا عن هذا الشاب الذي قيل إنه قُتل في إحدى المعارك.

لم تقنع هذه الرواية المحققين الفرنسيين، لأن صولي اتصل بأحد أصدقائه في فرنسا وتحدث معه عن "تدريبات" يقوم بها في الرقة، غير أن المتهم قال إنه اضطر لتقديم خدماته لتنظيم الدولة بعدما وقع في قبضته، وذلك حفاظا على حياة ابنيه.

وفي عام 2015، سعت العائلة للعودة إلى فرنسا، وهذا ما جعل المحققين مرتابين من الدوافع الحقيقية وراء هذه الرغبة، ولا سيما أن التنظيم كان حينها يعيد المقاتلين الفرنسيين إلى بلدهم للتحضير لهجمات.

وبحسب صولي، فإنه أثناء معركة بين تنظيم الدولة وقوات النظام السوري في الرقة، قام المتهم "خطأ" بتفعيل شبكة الاتصالات، وهذا ما جعل التنظيم يتكبد خسائر كبيرة بما في ذلك إصابة أبو بكر البغدادي، بحسبه.

وتابع قائلا إن هذا الخطأ كلفه السجن لسبعة أشهر أو ثمانية، قبل أن يتمكن من الهرب عبر بعض معارفه.

وعند توقيف الأب وابنيه في تركيا في مايو/أيار 2015، عثر المحققون على مبلغ قدره عشرة آلاف يورو، إضافة إلى وثائق حول صناعة الطائرات المسيرة (الدرونز) وخرائط ملاحة جوية.

وربط المحققون بين ما وجدوه لدى الأب وابنيه وما اكتشفوه بعد ذلك من بحث المتهمين في خرائط غوغل وأماكن أخرى، دون التحقق مما إذا كان ذلك يهدف للتخطيط لهجمات، فيما يقول الابن البكر كريم إنه كان يهوى اللعب ببرامج محاكاة الطيران.

المصدر : الصحافة الفرنسية