صراعات المستقبل.. المافيات والمخدرات والإرهاب

A government soldier mans a machine gun mounted on a patrol truck, at a neighbourhood the army took over, after clashes with armed militants in Taiz, Yemen August 14, 2018. REUTERS/Anees Mahyoub
20% من النزاعات تضم أكثر من عشرة فصائل متنافسة (رويترز-أرشيف)

أوضح مقال تحليلي نشرته المجلة الأميركية فورين بوليسي أن معظم الصراعات المستقبلية سوف تشن من قبل عصابات المخدرات ومجموعات المافيا والعصابات والإرهابيين، مما يثير أسئلة بشأن طرق التدخل والاستجابات الدولية لحماية المدنيين.

وبحسب كاتبي المقال روبرت موغاغ وجون ب. سوليفان فإن الصراعات والحروب -التي تشتعل بأجزاء من أميركا الوسطى والجنوبية وجنوب الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى- ما هي إلا مزيج من الإجرام والتطرف والتمرد.

تحديات وتقاطع
وسيشكل هذا الأمر تحديا بالنسبة للردود الدولية التقليدية مثل المفاوضات الرسمية لوقف إطلاق النار، واتفاقات السلام، وعمليات حفظ السلام.

كما أن الدبلوماسيين والمخططين العسكريين وعمال الإغاثة ليسوا متأكدين من أفضل طريقة للاستجابة، فالمشكلة الحقيقية تكمن في انعدام الأمن الناجم عن هذه الحروب فلا يوجد قاموس أو إطار قانوني مشترك للتعامل معها.

ويثير تقاطع الجريمة المنظمة مع الحروب الواضحة أسئلة قانونية، وعملية وأخلاقية صعبة بشأن كيفية التدخل ومن ينبغي أن يشارك، والضمانات اللازمة لحماية المدنيين.

وذكر الكاتبان أن عدد الجماعات المسلحة غير الحكومية المتورطة في سفك الدماء يتضاعف، بينما الحروب في تراجع، ومعظم النزاعات الأهلية باتت أقل مما كانت عليه عام 2001.

أرقام ودلالات
ونقلا عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن أرقاما تشير إلى أن نحو نصف الحروب التي تدور اليوم هي بين ثلاث وتسع مجموعات مسلحة.

وتضم 20% من هذه النزاعات أكثر من عشرة فصائل متنافسة -بما في ذلك الحروب المستمرة بكل من ليبيا وسوريا، بينما تتنافس مئات الجماعات المسلحة من أجل فرض السيطرة.

وتشير الحقائق على أرض الواقع إلى أن هذه الفصائل المتحاربة نفسها مجزأة لحد كبير، ومن المرجح أن يكون المتحاربون منتسبين لعصابات المخدرات، ومجموعات المافيا، والعصابات الإجرامية، والمليشيات، والمنظمات الإرهابية.

المصدر : فورين بوليسي