إثيوبيا وإريتريا.. عودة المياه إلى مجاريها

اتفق الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في العاصمة الإريترية أسمرة على عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما وفتح السفارات.

وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أن الجانبين اتفقا على فتح سفارتي البلدين والمعابر الحدودية، وقال "اتفقنا على أن تبدأ خطوط الطيران بالعمل، وفتح المرافئ، والسماح بالدخول والخروج بين البلدين وإعادة فتح السفارات".

وجاء الاتفاق ثمرة قمة وصفت بالتاريخية وضعت حدا لحالة العداء المستمر منذ عقود بين البلدين الجارين الواقعين في القرن الأفريقي.

أهمية القمة ظهرت في الاستقبال الحار الذي خصصه أفورقي لآبي أحمد -المنتخب حديثا- لدى وصوله إلى المطار صباحا قبل أن يتوجها إلى القصر الرئاسي لإجراء محادثات، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إثيوبي منذ عام 1997.

وبعد اجتماع الزعيمين ونشر صورة تجمعهما وهما جالسين، كتب وزير الإعلام الإريتري يماني جبر ميسيكل مغردا أن قمة اليوم "تمهد الطريق أمام تغييرات إيجابية سريعة".

فرصة رائعة
في المقابل، نشر رئيس أركان الجيش الإثيوبي صورا على تويتر مصحوبة بتعليق كتب فيه "الزيارة توفر فرصة رائعة للمضي قدما بلا تردد نحو السلام لمصلحة شعبينا".

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ميليس أليم لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الزيارة جزء من مساع لتطبيع العلاقات مع إريتريا.. ورأب الصدع" بين البلدين.

وتأتي الزيارة استكمالا لمشروع التقارب بين البلدين الذي بدأ مؤخرا، حيث أعلنت إثيوبيا أنها ستنسحب من بلدة بادمي وغيرها من المناطق الحدودية المتنازع عليها مع إريتريا، تنفيذا لقرار أصدرته عام 2002 لجنة تدعمها الأمم المتحدة بشأن ترسيم الحدود بين البلدين.

وردت أسمرة بشكل إيجابي على الخطوة بإرسال وفد إلى أديس أبابا في 26 من الشهر الماضي.

وزير الخارجية الإريتري (وسط) خلال زيارته أديس أبابا الشهر الماضي(رويترز)
وزير الخارجية الإريتري (وسط) خلال زيارته أديس أبابا الشهر الماضي(رويترز)

إنهاء الصراع
وأدى رفض تنفيذ إثيوبيا للقرار –خلال الفترة الماضية- إلى تجميد العلاقات بين البلدين اللذين خاضا من العام 1998 إلى 2000 حربا أسفرت عن حوالي ثمانين ألف قتيل.

وتعليقا على الزيارة، قال مدير مكتب الجزيرة محمد طه توكل إنه من المتوقع أن تنهي القمة صراعا استمر أكثر من ستين عاما بين البلدين الجارين بإعلان عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وأضاف أنه من المتوقع أيضا أن تثمر وقف عسكرة الحدود، حيث ينتشر حوالي مئتي ألف جندي، مشيرا إلى أن انخفاض التوتر وبروز تحالف جديد سينعكس على الوضع العام في منطقة القرن الأفريقي.

ولفت المراسل إلى أهمية الزيارة في حد ذاتها بهذا التوقيت، ووصفها بالخطوة المهمة، مشيرا إلى حفاوة الاستقبال والرغبة الشعبية الجامحة في إعادة المياه إلى مجاريها بين البلدين الجارين.

يشار إلى أن الجزائر شهدت في ديسمبر/كانون الأول 2000 توقيع اتفاقية سلام بين إثيوبيا وإريتريا. واستقلت إريتريا عن إثيوبيا عام 1993، ويتولى أسياس أفورقي رئاسة البلاد منذ ذلك الوقت.

المصدر : الجزيرة + وكالات