جمهوريون ومحافظون لإدارة ترامب: لا تفصلوا الأطفال عن آبائهم

People hold signs to protest against U.S. President Donald Trump's executive order to detain children crossing the southern U.S. border and separating families outside of City Hall in Los Angeles, California, U.S. June 7, 2018. REUTERS/Patrick T. Fallon
عشرات المحتجين قبل أيام في مدينة لوس أنجلوس على سياسة فصل الأطفال عن آبائهم المهاجرين (رويترز)

عبر سياسيون من الحزب الجمهوري الأميركي وشخصيات محافظة مثل لورا بوش والقس فرانكلين غراهام عن رفضهم سياسة "التسامح صفر" التي تسمح للسلطات الأميركية بفصل الأطفال عن ذويهم عند الحدود قبل مقاضاة آبائهم بتهمة دخول البلاد بطريقة غير نظامية، ولكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يبد أي مرونة متعهدا بعدم السماح بتحويل أميركا إلى ما سماه "مخيم لاجئين".

وتواجه إدارة ترامب انتقادات شديدة بسبب فصل ما يقرب من ألفي طفل عن آبائهم في الحدود بالفترة بين منتصف أبريل/نيسان ونهاية مايو/أيار الماضيين، ويقول أطباء إن هذا الفصل قد يصيب الأطفال بصدمة مزمنة.

ومن المقرر أن يلتقي ترامب مع أعضاء في مجلس النواب من حزبه الجمهوري اليوم الثلاثاء تزامنا مع استعدادهم للتصويت على مشروعي قانون بشأن المهاجرين، ويهدف أحد المشروعين إلى إنهاء سياسة فصل الأطفال عن آبائهم المهاجرين، وتمويل بناء جدار حدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك، وتوفير أشكال من الحماية القانونية لبعض المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالا.

والمنتقدون لسياسة "التسامح صفر" من الحزبين الديمقراطي والجمهوري هم حكام ولايات وأعضاء في الكونغرس وشخصيات تحسب على المحافظين، إذ وصف القس فرانكلين غراهام -وهو من أقدم حلفاء ترامب- سياسة فصل أطفال المهاجرين عن ذويهم بأنها مشينة، وقالت عنها لورا بوش زوجة جورج بوش الابن إنها وحشية وتفتقد رحمة الإنسانية.

الأمم المتحدة
وحتى الأمانة العامة للأمم المتحدة علقت على تعامل الإدارة الأميركية مع المهاجرين، إذ قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "من حيث المبدأ يعتقد الأمين العام الأممي أنه ينبغي معاملة المهاجرين معاملة باحترام وكرامة وفقا للقانون الدولي، ويجب ألا يتعرض أطفالهم للصدمة نتيجة فصلهم عن والديهم، ويجب الحفاظ على وحدة أسرة المهاجرين".

وطالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد إدارة ترامب بالتوقف عن سياسة فصل الأطفال بالقوة عن آبائهم، واصفا إياها بالسياسة "المجردة من الضمير".

ولكن الرئيس الأميركي لا ينحني أمام عاصفة الانتقادات، وقال "من الوارد أن منهم قتلة ولصوصا وما إلى ذلك، ما نريد إلا أن نجعل البلد آمنا بدءا من حدوده".

وتوضح وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كيرستين نيلسن صلب سياسة "التسامح صفر" بالقول "نحن لن نفصل الأطفال عندما نتأكد أن مرافقيهم ليسوا آباءهم حقا، أو إذا كان آباؤهم يلاحقون بتهمة دخول التراب الأميركي دون إذن".

استشهاد بألمانيا
وللدفاع عن صواب سياسته استشهد ترامب بما يقع في ألمانيا وغرد بحساب في تويتر زاعما أن "مستويات الجريمة في ألمانيا تتزايد لأن أوروبا سمحت لملايين الناس بدخول القارة".

وبخلاف زعم ترامب تراجعت الجريمة بشكل كبير في ألمانيا، إذ ذكرت وزارة الداخلية الشهر الماضي أن إجمالي عدد الجرائم التي ارتكبت في البلاد في 2017 بلغ 5.76 ملايين، وهو أقل عدد منذ عام 1992، مما أدى إلى أدنى معدل للجريمة في البلاد منذ أكثر من ثلاثين عاما.

المصدر : الجزيرة + وكالات