ملف هاسبل أمام الكونغرس.. حياة استخبارية غامضة

جينا هاسبل مديرة الاستخبارات المركزية الأميركية (المصدر قناة إم إن إس بي سي)
جينا هاسبل المرشحة لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (قناة أم.أن.أس.بي.سي)

جينا هاسبل اسم ذاع صيته في الأيام القليلة الماضية.. قليلون من عرفوها قبل اليوم حتى داخل وطنها الولايات المتحدة، ثم ما لبث الاسم يتردد كل يوم بل كل لحظة منذ أن رشحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتتبوأ أرفع منصب في وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.أي).

وعلى الرغم من أنها ظلت طيلة ثلاثة عقود تعمل في مهنة التجسس، فإنها ظلت بعيدا عن أضواء الشهرة، ذلك أنها بدأت حياتها العملية قبل عصر الإنترنت.

وقد بدأت السي.آي.أي اعتبارا من أمس الخميس بكشف معلومات شخصية عن هاسبل (61 عاما) للكونغرس الذي سينظر في أمر الموافقة على تعيينها من عدمه.

ولا تملك هاسبل -المرأة العزباء- حسابات على أي من مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. وقد تلقت تعليمها في إحدى المدارس العليا ببريطانيا، كما تقول السي.آي.أي دون أن تكشف عن اسم المدينة.

وقد كانت هاسبل تريد الالتحاق بالأكاديمية العسكرية الأميركية في منطقة ويست بوينت بولاية نيويورك، لكن والدها أخبرها بأن الفتيات لا مكان لهن هناك في ذلك الحين، فالتحقت بجامعة لويزفيل وتخرجت بمرتبة الشرف في تخصص اللغات والصحافة.

وبعد تخرجها سافرت إلى ولاية ماساشوستس للعمل كمتعهدة لمجموعة القوات الخاصة العاشرة بالجيش الأميركي، وهناك تعرفت إلى ضابط شاب اسمه مايكل فيكرز الذي سيصبح فيما بعد نائبا لوزير الدفاع لشؤون الاستخبارات، حيث حثها على التقدم بطلب للعمل في السي.آي.أي.

وما إن سمعت بأن النساء سُمح لهن بالعمل في وكالة الاستخبارات حتى تقدمت بطلب التوظيف فيها فقُبلت.

وذكرت الوكالة أن أول مهمة أوكلت إليها كانت في القارة الأفريقية، دون أن تكشف اسم الدولة.

وساهمت هاسبل في العمل الإنساني إبان حرب الخليج، وتقلدت منصب مدير محطة بعاصمة إحدى "الدول الحليفة الرئيسية للولايات المتحدة". ومرة أخرى لم تشأ السي.آي.أي إماطة اللثام عن طبيعة المهمة.

وحصلت هاسبل على جائزة الرئيس جورج بوش الأب التي تمنحها الوكالة نظير جهودها في القبض على اثنين من "الإرهابيين" يُشتبه في صلتهم بتفجير إحدى السفارات. فما هي تلك السفارة؟ ومجددا لا تبوح الوكالة بالاسم ولا بالدولة التي وقع فيها الحادثان، لكن في تلك الفترة من عملها حدث تفجيران من هذا النوع في تنزانيا وكينيا.

ثم انتقلت هاسبل للعمل في مجال مكافحة الإرهاب، وللمفارقة كان أول يوم التحقت به هو 11 سبتمبر/أيلول 2001. ومنذ ذلك الحين انتسبت إلى أكثر برامج الوكالة إثارة للجدل.

فقد سبق أن أدارت هاسبل سجنا سريا للوكالة في تايلند يطلق عليه اسم "عين القط" عام 2002، وكان يضم عددا من عناصر تنظيم القاعدة. وتحدثت تقارير عن مسؤوليتها عن إصدار أوامر بتدمير فيديوهات خاصة باستجواب السجناء في سجن الوكالة ذاتها.

وأحد هؤلاء المعتقلين هو المواطن السعودي أبو زبيدة الذي عُذِّب بشكل وحشي للغاية على نحو متكرر أثناء استجوابه، لدرجة أنه في مرحلة معينة ظن المستجوبون أنه قد لفظ أنفاسه الأخيرة، حسب واشنطن بوست.

وقال عدد من شيوخ الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري أنهم سيستجوبونها أثناء جلسة الاستماع التي ستخضع لها؛ عن دورها في تلك الفترة.

غير أن هؤلاء الشيوخ اختلفوا بشأن كم المعلومات عن سيرتها الذاتية الذي ينبغي أن يُرفع عنه السرية.

المصدر : الجزيرة + وول ستريت جورنال