بعد 15 عاما.. صدمة العراق مازالت تلاحق الجنود الأميركيين

U.S. Marine Ros Napasa from 2nd Battalion of the 1st Marine division draws as he mans an observation post near a desert highway connecting Baghdad and Amman, some 50 km ( 31 miles) northwest of Iraqi town of Falluja, June 3, 2004. REUTERS/ Nikola Solic NSO/DL
أحد جنود المشاة (مارينز) قرب الفلوجة عام 2004 (رويترز)

يعاني آلاف المقاتلين الأميركيين القدامى من آثار الصدمة التي خلفتها الحرب العراقية في نفوسهم، وبنسبة أكبر مما خلفته الحروب السابقة، ومع أن المصادر الرسمية تشير إلى أن الضغط النفسي يلحق 13% من قدامى الحرب بالعراق فهناك من يقول إن النسبة تصل إلى 50%.

وفي أبريل/نيسان 2006، كان الجندي السابق في مشاة البحرية (مارينز) جاستن كارلايل في وسط قافلة تعبر أحد شوارع مدينة الرمادي عندما انفجرت قنبلة مزروعة في الطريق، فقتل ثلاثة جنود من أصدقائه، بينما ما زال يصارع الضغط النفسي الناتج عن الصدمة منذ 15 عاما.

وقال إنه تم تكليفهم بمهمة جديدة بعد 18 ساعة من الحادثة، فلم يُتح لهم الوقت لتناول الطعام والتفكير في ما حدث، بل كان يتعين عليهم العودة إلى المعركة مباشرة، مضيفا "لا ندرك أن شيئا لم يكن على ما يرام إلا عندما نعود إلى الوطن".

وخلال عمليات الانتشار في الرمادي والفلوجة، رأى كارلايل بعينه 25 من جنود وحدته الـ800 يُقتلون، و350 يصابون. وبعد عودته إلى أميركا أقدم عشرة آخرون على الانتحار أو ماتوا بجرعات زائدة من الأدوية نتيجة لحالتهم النفسية المتردية.

علاج إدراكي
وعلى غرار الكثير من رفاقه، انتظر كارلايل بضع سنوات حتى يطلب المساعدة، ففي عام 2012 بدأ بتعاطي خمسة أدوية مختلفة، وهو يخشى أن تركز وزارة قدامى المقاتلين على الأدوية لمعالجتهم مع أنه ينبغي أن تكون "الوسيلة الأخيرة" كما قال.

من جهتها، قالت مديرة المركز الوطني للاضطراب الذي يلي الصدمة في الوزارة باولا شنور إن مضادات الاكتئاب غالبا ما توصف، لكن العلاج الأفضل يستند إلى العلاجات النفسية خصوصا العلاج الإدراكي الذي يشجع المرضى على مواجهة صدماتهم والخروج منها تدريجيا.

واعتبرت شنور أن تقدما كبيرا حصل منذ عشر سنوات لمعالجة الأعراض النفسية، لكن الخبير بجامعة أنتيوك مارك راسل اعتبر أن تشخيص عدد كبير من حالات الاضطراب النفسي الناجم عن الحرب لم يكتمل بعد.

وتقول وزارة قدامى المقاتلين الأميركية إن 13% من قدامى الحرب في العراق يعانون من الضغط النفسي الذي يعقب الصدمة، وتتراوح أعراضه من الأرق إلى الاكتئاب، مرورا بنوبات القلق والهلوسة والعنف وإيذاء النفس، لكن مارك قال إن 50% هي النسبة الصحيحة، مضيفا "إنها قنبلة موقوتة".   

ولا تفرق الوزارة بين قدامى مقاتلي حرب العراق في إحصاءاتها، لكن جامعة براون بروفيدنس تقول إن 2.7 مليون جندي انتشروا في العراق وأفغانستان بين 2001 و2014، وهم يعانون من الاضطرابات بنسبة أكبر مما كان بعد الحروب السابقة، مثل حرب فيتنام.

وقال الجندي السابق في حرب فيتنام لاري شوك إن المسؤولين الأميركيين لم يستخلصوا بعد دروس تلك الحرب، موضحا أنه عندما يعود الجندي من المعركة لا يمكنه أن يعود إلى حياة طبيعية وسعيدة، فدماغه ليس قادرا على ذلك.

المصدر : الفرنسية